أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد قانصو - مسرحية العريفي














المزيد.....

مسرحية العريفي


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 19:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جميلة هي نجومية رجل يوحي لك زيه ومنطقه وهيئته بانتسابه لقرون خلت ، رجل ماهر جدا إن لم أقل هوليووديا بامتياز في جذب الأضواء ، وتحريض الأقلام على الكتابة ، الشيخ محمد العريفي داعية سعودي ينبع من آبار نظام النفط السعودي ليصب فيها ، يتألق خطيبا على قناة أعجب ما فيها تمايز الإسم عن المسمى فهي قناة الوصال ولكنها ابعد ما تكون عن الوصال ، وأقرب ما تكون إلى بوق تكفيري كمثيلاتها من أبواق التكفير الوهابي الممول سعوديا ، بالأمس القريب أطل العريفي مشحونا ببريق الإعلام الموظف مذكرنا بشخصية رامبو أو الكموندو وهي شخصيات ألفناها في طفولتنا، ولطالما تقمصناها في ألعابنا اليومية ، كيف لا ؟! والبطل صناعة أميركية عالية الجودة تقوى على الموت وتقهر الأعداء مهما علا شأنهم وتعاظمت قوتهم !.
حدثنا العريفي بأسهاب عن بطولاته واقدامه في ساحات الجهاد وميادين القتال ،متلفحا بما لا يقاس من الفخر بغبار المعركة ، محرضا ومواسيا الجنود الأبطال الذين يقاتلون بقلوب لا تعرف الجبن ولا ترهب الموت ، راويا لنا بما يلهب الحماسة قصصهم ومآثرهم ، وبسنمائية المحترف يجيد الحبك والربط بين معركة نظامه ومعارك الرسول (ص) في صدر الاسلام ، وببراعة المخرج يجسد أبطال الاسلام العظماء ويستحضرهم أحياء بالبزات الصحراوية ، حتى يخال لمستمعه أن المعركة هي بدر أو خيبر وأن رسول الله (ص) بين ظهراني أصحابه يحثهم على القتال ، وهم يتسابقون لنيل شرف الجهاد والشهادة بين يديه ..
مسرحية الشيخ الغريفي آداء واخراجا جميلة ولكنها تفتقر إلى الكثير من المصداقية في زماننا هذا ، ليس لشيء إلا لأن المواطن العربي ورغم ما يقاصيه ويكابده من هم وفقر وجوع واستبداد ، لا زال يملك ذاكرة حية ، ووعيا نقديا متحفزا ، فكيف يمكن لموظف كالغريفي أن يشوه وعي المواطن العربي ويقنعه بأن معركة نظامه هي معركة حق ودفاع مقدس ! في الزمن الذي يعرف فيه الجاهل بزمانه أن من يقاتله الغريفي وأسياده لا ذنب له إلا انتمائه المذهبي الديني المحظور من نظام يمارس العنصرية الدينية ويقمع الحريات ويملأ المعتقلات ، من نظام تكفيري عفن يدعي ملكية الله والإسلام حصرا ، ويتبجح بالتوحيد والتقوى ، وهو أبعد ما يكون عن تقوى الفكر والخلق والممارسة ، ومهما تحاذق الغريفي فلا يمكن ان يسقط القناع عن الممارسات الوحشية التي يمارسها نظامه بحق مواطنين أبرياء ما نقم منهم إلا أن آمنوا بالله وحده لا شريك له ..
ومهما يكن فقد أحسن الغريفي حين تحدث عن الجهاد وإن كان الحديث في غير محله ، لأن أعداء الله وأعداءه الذين سيدخله الله ومن معه بدمائهم الجنة ، ما هم إلا فقراء اليمن الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت فوجدوا العدو أمامهم ووجدوه ورائهم ، وليته حين تحدث عن الجهاد ذكر شعبه ومجتمعه أن هناك عدوا إسمه إسرائيل ومن ورائها أمريكا ، وأن إسرائيل هذه هي عدوة العرب والمسلمين ولا عدو لهم يتهددهم في أمنهم وأرضهم ودينهم غيرها ، ولكننا نعذره حين لم ير إسرائيل عدوا ! لأن وظيفته تحتم عليه أن ينال من الرافضة ولو تعلقوا بأستار الكعبة ! ..
غير أن المثير للسخرية في خطاب الغريفي الإستعراضي ادعاؤه ان ليوث الصحراء يخوضون الجهاد المقدس عند الحدود اليمنية ، وهم بدمائهم وأرواحهم يدافعون عن بيت الله الحرام من هجوم الردة والروافض على حد تعبيره ، معتبرا أن كل قتال لا يرقى إلى جهادهم ، مصرحا أن جهاد المقاومة الإسلامية في لبنان انما كان دفاعا عن بلد يحوي بيوت البغاء والدعارة وفنادق النجوم الخمس ..
وهنا أجد نفسي ملزما بدافع الوطنية تذكير الغريفي أن المقاومة في لبنان بجهاد مجاهديها ودماء أبطالها ألبست أمة العرب ثوب عز وكرامة ،وشهامة ورجولة ، بعد مسوح الذل والهزيمة والإستكانة والضعف وأن البلد الذي لا تراه أهلا للجهاد والتضحية أصبح درة في أعين المشرق والمغرب ، وهو وإن كان بلد الفنادق ، فحري أن تعلم أن نزلاء فنادقه هم من مواطنيك الذين تتأجج فيهم نيران الشهوات الجامحة والرغبات المستعرة التي إن أفصحت عن نفسها ما هي إلا أرقام مخيفة من الشذوذ الجنسي والجرائم الأخلاقية البشعة .. ينبغي عليك وعلى أمثالك ممن يدعون الغيرة على الإسلام ويسمون أنفسهم دعاة له أن يهبوا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بدل أن يكونوا أبواقا تكفيرية واهية الحجة والدليل عالية الصخب والضجيج ..
من دواعي الأسف حقا أن نجد مصاديق الآيات البينات حاضرة جلية عند من يظنون أنفسهم أنهم يحسنون صنعا , وهم يقولون ما لا يفعلون ويأمرون الناس بالبر ولا يأتمرون ...



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شلال الضوء
- الحب من منظور إسلامي
- الحوار
- عقوبة الإعدام .. رؤية إسلامية
- نعم ولا واخواتهما
- الإسلام والآخر
- يا التقاء الفرقدين !..
- آحادية الفكر صنمية العصر
- مكانة المرأة وموقعها في الإسلام
- الاسلام وثقافة الحياة
- النعجة الشاردة
- العصبية والتعصب


المزيد.....




- رئيس وزراء الإحتلال الأسبق ايهود باراك: الإطاحة بوزير الحرب ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع الراهب بقذائف المدفع ...
- لماذا يصوت مسلمو أميركا لمرشحة يهودية بدلا من ترامب وهاريس؟ ...
- غدا.. الأردن يستضيف اجتماعا للجنة الوزارية العربية الإسلامية ...
- بعد دعمها لفلسطين.. منظمة أوقفوا معاداة السامية تختار غريتا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لجنود الاحتلال في ت ...
- الهيئة الإسلامية المسيحية تحذر من تصاعد إرهاب المستوطنين الم ...
- “شغلها 24 ساعة وابسط ولادك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد لدى استقباله الفرق الإيرانية المش ...
- قائد الثورة الإسلامية: منعوا دولة من المشاركة في الألعاب الأ ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد قانصو - مسرحية العريفي