أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مأمون شحادة - السياسة و جدلية اللون البرتقالي














المزيد.....

السياسة و جدلية اللون البرتقالي


مأمون شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 2967 - 2010 / 4 / 6 - 13:50
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


السياسة و جدلية اللون البرتقالي
بقلم : مأمون شحادة
فلسطين
مختص بالشؤون الاقليمية
[email protected]
الألوان كثيرة، منها الاحمر، والاخضر وغيرها من الالوان، ولكن اللون الذي يمتلك الشهرة هو البرتقالي، باعتباره ذا دلالة رمزية للتعبير، حيث اعتبره الهولنديون كرمز للاستعداد والحركة، فيما اعتبره التشيليون والاوكرانيون كرمز للتحرك الشعبي، وفق نظرة مستقبلية تغييرية تسمى “الثورة البرتقالية”، ما يعني ان هذا اللون يعبر عن الشعور بالكآبة والضجر، والتحرك من اجل الاصلاح، ولكن دون تحريف لرمزية ذلك المعنى. بما معناه، فان عملية اختيارية طوعية يختارها شعب من الشعوب كإسلوب للتعبير والتغيير دون فرضه بالغصب والاكراه، ولن يكون لذلك اللون اي معنى ان لم يكن نابعاً من حرية الذات.
هنا نتذكر قول احد الشعراء، حينما قال “ولون الدم يزور حتى في التأبين رماديا”، ولكن في اي كفة نضع التحريفات الأميركية والاسرائيلية لرمزية ذلك اللون، على اعتبار انه لوناً للاذلال والقهر، فالالبسة البرتقالية، التي فرضت على سجناء جوانتانامو تتوافق مع التحريفات الإسرائيلية، كنموذج يحتمل تطبيقه على الاسرى الفلسطينيين...!
ولكن الا يعتبر اللون البرتقالي رمزاً للمظلوم ومن لبسه فانه بطبيعة الامر كذلك؟ فوفقاً لهذا السؤال فان الاجابة ستكون متربعة بين حشايا الضمير كمطلب لرد المظالم الى اهلها، فهل يستطيع العقل الأميركي استيعاب هذا الجواب؟ ام ان بصيرة عقله لا تحتمل الا الاجوبة الاسرائيلية!؟!
من الظاهر ان تشعب تلك الاجابة ادت الى صبغ بعض من الشعوب بلون تلك الاجابة، كأسلوب حضاري، وكتعبير عن اليأس والضجر تجاه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لإحداث تغيير جوهري وجذري في المجالات الحياتية، بمنظور مستقبلي يتلاءم مع متطلبات الجماهير.
بطبيعة الحال، فان هذه الجدلية تحتمل وتحمل عدة توجهات وتجاذبات في استخدامه، كالذي شاهدناه على سبيل المثال في جمهورية التشيلي ابان حكم بيونيشه، حينما احتدم التجاذب والصراع السياسي بين الجماهير، التي تسعى الى اصلاح اوضاعها الحياتية، والمناهضة للسياسة الأميركية، وبين الرئيس التشيلي بيونيشه الموالي لتلك السياسية، والذي ادى الى انتصار تلك الجماهير.
اما على الجانب الاوكراني فان الاوضاع كانت مغايرة للحالة التشيلية، فسياسة الرئيس كوتشما الموالية لروسيا جعلت من الجماهير الاوكرانية تفترش الارصفة وهي ترتدي الزي البرتقالي كاسلوب تؤيد فيه السياسة الأميركية ضد الروسية باعتباره “طوق نجاة” يخرج البلاد من ازماته المتلاحقة، ولكن بيضة القبان “وبعد ستة اعوام” عادت لتتمركز مرة اخرى لمصلحة المد الروسي بفوز يانكوفيتش، ما شكل ضربة قوية للثورة البرتقالية التي أسسها يوتشينكو ويوليا توميشنكو.
يتبين من ذلك ان السياسة هي من يحرك ديمومة ذلك اللون، وفق عدة مفاهيم تسعى لاحلال الثورة وتصفية الحسابات، والالتفاف، والاقصاء، والاحتواء... فعلى الرغم من تلك التقلبات البرتقالية الا ان ذلك اللون وباعتراف كل ضمير حي يعتبر لونا حضاريا للنهوض بالإنسانية.
ولكن الا يبدو انه اصبح رمزاً يعبر عن المصالح الأميركية؟ فالثورة البرتقالية “الاوكرانية” تحمل احلاماً أميركية، والمتهم بالارهاب وفقاً للمواصفات الأميركية صُبِغت ملابسه باللون البرتقالي، افلا يشكل ذلك امتداداً برتقالياً على شاكلة المد الاخضر والاحمر؟



#مأمون_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى قمة سِرت .. من يعلق الجرس !!
- في نعي الثقافة الرياضية
- اسرائيل .. بين اسطورة المسادا وتعاليم جابوتنسكي
- عنواني الكرة الارضية
- تركيا : الى أين.. ؟!
- البريسترويكا الروسية الجديدة بمفهوم بوتين
- محمد عابد الجابري* : نظرة فاحصة في اشكاليات الفكر العربي
- الإحصاء الفلسطيني مدرسة للنقاء الوظيفي
- القومية العربية : بين التأزم والتأويل
- للانقسام عناوين اخرى
- تركيا دولة لها ثقلها الاقليمي
- الاندية العربية ومطرقة المجتمع
- الرقم الصعب في المعادلة الصعبة
- احتدام التجاذب بين الجيش والاسلام السياسي يقرب تركيا من لحظة ...
- الفكر العربي : الهروب للآخر والابتعاد عن الذات
- حزب الله: خسارة انتخابية، وخطاب قادم
- خطاب أوباما... مغازلة ديماغوجية
- صفحة من تاريخ الصراع العربي الصهيوني
- رسالة الى الرئيس أوباما
- هل ستوجه اسرائيل ضربة عسكرية الى ايران ؟


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مأمون شحادة - السياسة و جدلية اللون البرتقالي