عارف علوان
الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 11:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مدّ الرئيس أوباما حبلاً للرئيس البشير لينقذه من الحفرة أسفل قديمه، وسيضحك الأذكياء طويلاً على هذه الوجبة الغنية بالأفاعي!
سيقول أوباما للممثلين الكبار، والمغنين، والشخصيات الاعتبارية، وجمعيات حقوق الإنسان، ومؤسسات الرعاية والإنقاذ، وكومبو المدعي العام في قضية دارفور: لقد ذهبتم إلى دارفور، وشاهدتم الفضائع والقتل والحرق واغتصاب النساء، ورافقتم المهجرين في رحيلهم من أكواخهم المحروقة، أما أنا، فسأقتل المأساة وأنقذ الفاعل، ثم أرحل بدوري، وليهلك العالم من بعدي!
سياسة اليد الممدودة، التي استغلها الإيرانيون، والصينيون، والروس، وبشار الأسد وآخرون، وعلى رأسهم شافيز، تطبق الآن في السودان، من خلال المبعوث الأمريكي سكوت جريتشن، الذي جعل كل ناشطي الضمير، يقفون جانباً وينظرون بإحباط إلى ألعاب رئيسهم (العبقري)!
الكثير من الرؤساء الأمريكان نفذوا سياسة اليد الممدودة، لكن ليس بهذا العلن، إنما عبر مفاوضات طويلة النفس، شاقة أحياناً، وأغلبها أسفر عن نتيجة، ثم كشف عن سريتها. إلا أن الرئيس أوباما حول اليد الممدودة إلى هدف بذاته، ولم يعهد الجمهوريون، ولا القسم الأكبر من الديمقراطيين، يداً ممدودة بهذه الرخاوة، والمجانية، لرئيس من قبل!
يقول البيت الأبيض في هذا الصدد إنه يسعى إلى أن تتم الانتخابات بشفافية، وتوضع الامكانيات تحت تصرف جميع الأحزاب، لكن، هل هذا معقول في بلد مثل السودان، ورئيس انكشاري، سريع الغضب، مثل البشير؟
أعد البشير للانتخابات، وعين لجنة خاصة تديرها، وحدد موعداً لها، ثم طلب من السودانيين الاشتراك فيها، وهو يرقص وحده على التلفزيون ووسائل الإعلام المملوكة من قبل الدولة كمرشح، لا تسقط العصا من يده، فهل يعقل أنه يستيقظ بعد واحد وعشرين عاما من الحكم على نزعة ديمقراطية، غريبة، يتخلى فيها عن السلطة لمن ينازعه، ديمقراطياً، عليها؟
يدعي الأمريكيون أن الانتخابات، التي تشبه حفلة زفاف جديدة للبشير، سوف تتيح للجنوبيين فرصة ثمينة للانفصال عن الشمال عبر استفتاء يقام في السنة القامة. على العكس من الإدعاء الأمريكي، سوف يُنقذ البشير من تبعات المحكمة الدولية، ويفوز حزبه، المؤتمر الوطني، في الانتخابات، ثم يستولي على منابع النفط في الجنوب، ليقول للجنوبيين يمكنكم الاستقلال لكن بدون نفط، ويعود الصراع الدموي كسابق عهده، فيسقط أوباما في الحفرة التي انتشل البشير منها! وهذه نتيجة منطقية لمن يلهو بقضية كبيرة، مثل دارفور، التي قضى فيها أكثر من 300 ألف ضحية، واغتصبت النساء، ورحل عن قراهم حوالي مليونين ونصف إلى تشاد، يخلفون وراءهم ذكرى المجزرة، ودخان يتصاعد من أكواخهم المتهاوية كما شاهدناها على شاشات التلفزيون!
للمزيد راجع: http://www.arif-alwan.blogspot.com/
#عارف_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟