نجاح العلي
الحوار المتمدن-العدد: 2965 - 2010 / 4 / 4 - 14:16
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
في اخر تقرير صدر عن اليونسكو تبين وجود ستة ملايين امي في العراق، اي ما يقارب خمس عدد السكان وهذا بلاشك مؤشر خطير يدل على عزوف الكثير من العراقيين عن التعليم فضلا عن التسرب الدراسي في مراحل التعليم الاولية وخاصة في القرى والارياف او المناطق محدودة الدخل في مراكز المدن ومنها العاصمة بغداد.
العراق من الشعوب الفتية اي ان اغلب سكانه هم تحت سن الـ18 وان ما يقارب نصف سكان العراق تحت سن 14 عاما وهم خارج سوق العمل وبذلك يكون اكثر من نصف القوة العاملة في العراق هم من الاميين وهذا خلل كبير ومعوق كبير لخطط التنمية التي توقفت في العراق جراء الحروب والسياسات الخاطئة للانظمة السابقة والوضع الامني المرتبك بعد 2003.
ان الاحصائيات والمؤشرات التي تجريها المنظمات الدولية تتمتع بنوع من الحرفية والمهنية والمصداقية ويمكن اعتماد بياناتها لحين توفر احصائيات رسمية حكومية عن طريق الاحصاء العام الذي تأجل عدة مرات ومن المؤمل اجراؤه منتصف شهر تشرين الاول من العالم الحالي والذي على ضوئه بالاماكان التخطيط لوضع الخطط التربوية قصيرة ومتوسطة وبعيد المدى لخلق جيل متعلم ينهض بمسؤوليات تحقيق التنمية التي تاخرنا عنها كثيرا في عالم متسارع يكون فيه الوقت مهم جدا وان تحقيق طفرات نوعية تحتاج الى تعليم ونظام صحي حديث ومتطور وفاعل.
وهناك مؤشرات ايجابية بامكان السياسيين والتربويين استغلالها الا وهي وجود رغبة كبيرة من قبل المواطنين العراقيين بزج ابنائهم في المؤسسات التعليمية لان سوق العمل في العراق وبخاصة العمل الحكومي يتطلب ويشترط الشهادة للحصول على الوظائف بل اننا نجد ان بعض الخريجين بداوا بالحصول على اكثر من شهادة عبر التعليم المسائي او عبر الجامعات الاهلية في تخصصات يطلبها سوق العمل وهذا امر صحي وايجابي من الناحية العلمية والتربوية والاقتصادية فضلا عن المكانة الاجتماعية التي يحصل عليها الفرد في مجتمع يحترم ويقدر الشهادة.
لذلك فان الامية ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع وتنعكس اثارها السلبية على جميع مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والصحية والسياسية، ويحتاج تقليص فجوتها تضافر جهود علماء الاجتماع والتربويين والسياسيين وقادة الرأي ووسائل الاعلام لانها قضية تمس الامن الوطني ومستقبل بلدنا واجيالنا.. وتحتاج الى خطط مدروسة وعملية تؤتي نتائجها بشكل تدريجي وفاعل من خلال التركيز على الفئات العمرية الصغيرة التي يعول عليها كثيرا كيد عاملة تتسلح بالعلم والمعرفة لتحقيق ما نصبو اليه.
*اعلامي واكاديمي
#نجاح_العلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟