أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فاروق سلوم - قبل ان تموت ..زهرة كاظمي كانت في بغداد














المزيد.....

قبل ان تموت ..زهرة كاظمي كانت في بغداد


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 903 - 2004 / 7 / 23 - 11:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كنت تعرفت الى زهرة فاطمي في عام 1997 في بغداد / أوائل آب / يوم كانت مدعوة لمهرجان بابل..
كانت تريد ان ترى ..وتصوّر ( وهي المصورة المتميزة ) ..وتلتقي وتتحدّث.
كانت تريد ان تتحدّى السلطة..وتتحدّى الأمن والمخابرات في عزّهما آنذاك..
وتتحدى المضيّف..وتتحدى العمر..وكانت في الثامنة والأربعين قبل ان تلقى مصرعها في بلدها ..إيران وهي ..في الرابعة والخمسين..
كنت أحس اليأس ينخرها حد العظم..كانت تكابر على العمر الذي يتحدّى الأنوثة ..وعلى ملامح الذكورة وهي تخطو فوق أنوثة شرقية مجروحة في غرب مخيّب ..لكل قهرمانة وسيد ..وعبد؟
وكانت تتقن الفرنسية والإنجليزية والفارسية وبعض العربية..تخفيها ..ولا تتحدث بها لأنها لغة الرعاع المسلمين العرب ..عبيد الفرس وعبدة..أساطيرهم وثار اتهم وضحايا جهلهم وعبوديتهم
للفرس من أدعياء الأمامة..من السادة المزيفين في انتمائهم لبيت النبي ولعمائم القرون والجهالة المتأصّلة حد النخاع التي باعت البلاد وستبيع ماتبقّى..أولئك المعممين الجهلة..الذين يقبّل بعض المسلمين العراقيون أياديهم وجها وقفى إمعانا في التعبير عن الذل والجهل والرذالة والدونيّة الأبديّة ؟؟؟
كانت زهرة فاطمي امرأة إيرانية طموحة ..عن جهل وليس عن ثقافة
وعن كبرياء ارعن وليس عن كبر وعلو ..
وعن يأس وليس عن ..أمل مفتوح
كانت أمرأة تستدعي العون .. كأي امرأة شرقية تستنفد طاقة التواصل والحوار فتغضب..
كما تغضب نساؤنا ومعلّماتنا ..ومديرات مدارس بناتنا ..حين ..تتحجب إحداهن ....بعد ان تخونها المرآة
ووتتحجب ..حين تهرب من الحقيقة ..وتتحجب لأنها تشك في الزوج والأبن والصديق
تشك ..وتتحجب لتهرب من مرآة الزمان ..فماذا ..نفعل؟
قلت ياسيدتي اطلبي لأعينك ..
قالت : أريد ان ازور الحوزة ..وازور بيت الخوئي
قلت : هذا ليس اختصاصي ..مرافقك الأمني يملك الصلاحية .
قالت : اريد ان ازور كر بلاء النجف والبصرة .
قلت : هذا سهل.
قالت : أريد ان ازور الشعلة ..والثورة ..والأحياء الفقيرة وأصور .
قلت : هذا ممكن ..ولكن البلد في حصار ..وحرب مستمرّة ..خذي بنصيحة مرافقيك ؟
فتبرمت ..وغضبت ..وحرنت ..,وهي تطل برأسها العنيد في مشهد النهار العراقي المحمّل بالرصد ..والخوف والوجل ..كان همّي ..ان اعزّها ..كامرأة ..وضيفة
ولكنها لاتفهم ذلك ِ..وقد كّررت تلك المواقف الحرون الغاضبة من مضيفيها في وزارة الثقافة ..وتحدّت مرافقيها من أفراد الأمن الذين لاسلطة لنا عليهم ..أولئك الذين يمكن ان يلفقوا تهمة الخيانة والتعاون مع الأجنبي,,..وتهمة التآمر في اية لحظة..
وكررت ذلك مرات خلال الأعوام 97/98/99/2000/2001 /2002..خلال الزيارت التي كانت تزورنا فيها و نقوم فيها بواجب الضيافة لكل من ترسله سفاراتنا في الخارج..من فنانين لانعرفهم ..وموسيقيين..ومثليين ..وسحاقيات ..واشكال من المدعوين الذين يريدون ان يسدّوا بهم فم السلطة الدكتاتورية ..والوزراء المخدوعين والقائد القشمر ..الذي كتب عنه ولده في جريدة بابل مقالة رمزية فاضحة عنوانها ..( اللّي يمشي ورة القشمر ..قشمر ونص )..ولكن لاأحد يسمع ولااحد يعرف مصائب البلاد وبلائها يوم ذاك..وحتى يومنا هذا ..بأمل ان يأتي اليوم الذي يصغي فيه البعض لبقايا ضميرهم ..ليعرفوا الحقيقة المرة.
..وآخر مرة التقيت كاظمي كانت اوائل مايس / أيار/2003 بعد اقل من شهر من السقوط ..وكانت متشفية ..تشعر بألأنتصار ..والتفوق الغريب الذي يعبر عن نفس الخواء الذي يمثله حنّون ..والخردلة..ورغم ذلك ..حييناها ودعوناها لحضور تدريبات موسيقية ..وسهلنا لها اللقاء بمن تشاء من فنانين وادباء ورموز..
وذهبت الى النجف..وكر بلاء..والبصرة والتقت رجال دين وعمائم.. واوهام ..ولقى.. ووجوه
..وقبّلت تصاوير كانت خارجة للتو من المطبعة لسادة وعلاّم ..فأحترمنا جهل من يقبّل صورة ملوّثة بجو المطبعة وكيمياء اللون ..ولمسات المقصجي..والطبّاع..وصفنّا ونحن نرى من يقبل الصور المعممة من بعدها ..لبشر.. ودشاديش ولحى ..وقلنا لها صوّري ..ويكفي عنادا
قالت : الم ترى ..كيف أنتصرت زهرة كاظمي.
تبسمت : واي انتصار ياماما..ماهو الاّ وهم من اوهام الفلاسفة والمجانين كما يقول وليم فوكنر في روايته ..الصخب والعنف..
كانت ..منتصرة وحرونة ..وليس لها هدف..فلم تكن مرتبطة بجهة ما ..او مخابرا ت لجهة دولية
ما كما أعتقد رجال الأمن العراقيون من مرافقيها خلال زياراتها العراق ..او كما اعتقد سجانها وقاتلها الأيراني ..من مواطنيها..في رحلتها الأخيرة لوطنها..
انما كانت أمرأة تنطوي على نقص شديد.. وخلل شخصي خاص ..وهي المصوّرة المحترفة الهاربة من نفسها ومن زمانها..
وحين قرأت خبر اصابتها في رأسها على يد اهليها ومواطنيها..بعد اقل من شهرين على لقائنا الأخير في بغداد..تذكرت قصّة شعرها الجارسون التقليدية ..وغضبها الدائم وقلة تبسّمها..
تعوّدت من الشيطان الرجيم ..ورددت االلّهمّ.. لاشماته..
فلقد كانت ضحية الحررررن.. والعناد ..وكان اهلوها ..قــميــنيـن….بها..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ بغداد



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وول سوينكا في السبعين : السياسة تفسد المثقفين
- الروائي فارغاس يوسا في العراق
- مجد البرجوازية وأحلام القاع
- طاسة الحمام الأميريكي
- عودة آور ..العودة للناصرية
- AMERICANIZATION
- التوافقية : حكمة الكورد السياسية
- أنصفوا الكورد : اقلية عقلانية..واغلبية ضائعة..
- يوم آخـــــــــر
- قصائد لزمن واصدقاء
- الحب والبلاد والأسى
- اوهام
- حماقة التغيير
- صحفيون
- الرسائل قداس ايامنا
- وردة السايكوباث/ قصيدة
- اميركـــــا..حبيبتي
- جـحيم المدينة جحيم العربات
- ألأمــــيركيّـــون
- من أضراب كاورباغي ألى ضياع الهوية


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - فاروق سلوم - قبل ان تموت ..زهرة كاظمي كانت في بغداد