|
توحّد اليسار.. طلابياً...فأنتج!
هاشم البدارين
الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 17:28
المحور:
القضية الفلسطينية
لم يأتلف في جامعة الخليل فحصد الفشل (قراءة سريعة في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت) م. هاشم البدارين ترددت كثيرا قبل أن ابدأ في كتابة هذه السطور.. حتى قررت الكتابة خشية من احباط ينتظر اليسار مساء الخميس عند الاعلان عن نتائج انتخابات مجلس طلبة جامعة الخليل، فربما شاءت الصدفة ان تفصل اربع وعشرون ساعة انتخابات مجلس اتحاد طلبة بيرزيت عن اقرانهم في جامعة الخليل، ليتنفس اليسار الصعداء ليلة ويوم غير مكتمل ...ليعيش نشوة الانتصار التي خاصمته سنين عدة منذ ان خرج اليسار عن مفاهيم يساريته وادبياته ليدخل في دهاليز الحسابات الرقمية لتقاسم المقاعد والمراكز التمثيلية في هذه الانتخابات او تلك ..متجها بذلك ، بوعي او لا وعي، تفتيت ذاته لجزيئات صغيرة غالبا ما تنصهر تحت عتبة نسبة الحسم. لا يختلف اثنان داخل أيٍ من فصائل اليسار حول اهمية توحده ضمن قائمة ائتلافية انتخابية، ولا يكاد يخلو تصريح مسؤول يساري عن اهمية ذلك، وما بذله حزبه من جهود مضنية في هذا الاتجاه، الا أن هذه التصريحات تذهب ادراجها، عند النقطة الحاسمة لتشكيل القائمة الموحدة الممثلة لقوى اليسار في المحطات الانتخابية المختلفة، ليبدأ كل طرف بكيل الاتهامات للطرف الاخر، حول مسؤوليته عن افشال الاتفاق الذي يتبين ان جوهره لا يتعدى حسابات الربح والخسارة لهذا التنظيم او ذاك! جامعة بيرزيت..حيث متجه الانظار ومحطة الوزن التي تقيس بها التنظيمات حجمها وتمثيلها السياسي، او على الاقل هكذا يراها المراقبون؛ هنا قرر اليسار ان يبتعد للحظة عن كل ما من شأنه ان يفشل قوته، فقررت كتله الاتحاد في قائمة ائتلافية حملت اسمًا ومضمونًا طال انتظاره " اليسار الموحد" ( تحالف الأطر الطلابية للجبهتين الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب) ليثبت على الارض بكل اللغات والارقام ان وحدة اليسار هي المخرج الحقيقي لاعادة الاعتبار لقواه واحزابه، و تعزيز حضور هذا التيار في اوساط الجماهير بنسبة تليق بتاريخ فصائله الممتد لعقود من النضال، وها هي الوقائع على الارض تعطي اليسار الموحد حوالي ثلث مقاعد المؤتمر العام لمجلس الطلبة ( 16 مقعد من اصل 51 ) في انتخابات وصلت نسبة المشاركة فيها 58% من اصحاب حق الاقتراع، بحسب النتائج الرسمية التي جاءت على لسان عميد شؤون الطلبة في الجامعة الاستاذ محمد الاحمد، في ظل غياب الاسلاميين (الكتلة الاسلامية الممثلة لحماس، والرابطة الاسلامية الممثلة لحركة الجهاد الاسلامي) الذي بدوره خفض نسبة المشاركة في الانتخابات الى 26% فقط، مقارنة بالعام الماضي حيث بلغت نسبة التصويت حوالي 84% . اليسار الذي تم تمثيله في انتخابات العام المنصرم بثلاث قوائم حصلت على خمس مقاعد مجتمعة، وها هو تمثيله يتضاعف لاكثر من ثلاثة اضعاف، والسبب مغادرة الحسابات المقيته والانصهار في بوتقة العمل الوحدوي الذي يمكن اليسار من استقطاب الاصوات المهمشة والصامتة والرافضة للتجاذب المؤذي والاستقطاب المقيت ما بين حماس وفتح الذي بات يشكل حالة نافرة ستلفظها الجماهير يوما ليس ببعيد. الى جانب هذا المشهد المشرق لليسار، ينتظر مشهدا اخر سوداويا في جامعة الخليل، حيث انه لا قائمة موحدة لليسار ستخوض انتخابات مجلس طلبة الجامعة هنا...فاليسار انقسم على ذاته مجددا، واخفق في التوحد وسقط فريسة حسابات قريبة من الصفر، تمترس خلفها بعض ممثليه الذين غابت عن اجندتهم ادنى مفاهيم النفس الوحدوي المفترض ان يكون سمةً لليسار، الى جانب اعتبارذلك ضرورة ملحة في هذا الظرف الاستثنائي الذي نعيش تفاصيله الاليمة في كل لحظة، نتيجة الانقسام بين شطري ما تبقى من الوطن في غزة والضفة الفلسطينية ضاربين عرض الحائط بحالة الحراك القائمة نحو إئتلاف اليسار التي تنسجم مع توجهات اقطابه. نتائج انتخابات جامعة الخليل، أكدت الاخفاق عندما لا يتحد اليسار، كنت اتمنى ان يتحقق الاخفاق لتوقعاتي لنتيجة الانتخابات بدلا من ان يتحقق هذا الاخفاق لليساريين المشاركين في هذه الانتخابات بعدة قوائم انتخابية. نزلت الكتل الطلابية "اليسارية" منفردة، حصدت الهزيمة، 4 مقاعد فقط من 41 مقعداً. إن وحدة اليسار لم تعد مطلب اليساريين والتقدميين فحسب، بل باتت تلك الوحدة مطلبا شعبيا وفصائليا لكسر حالة الشد والاستقطاب الثنائي في الساحة الفلسطينية، التي يجمع الجميع على انها حالة مدمرة للشعب وقضيته العادلة. على فصائل اليسار الفلسطيني استخلاص العبر من النجاح والاخفاق لتجربة اليسار، واعتبار الجامعات محطة تقييمية مهمة للبناء عليها، من اجل دخول معترك الانتخابات العامة التشريعية والرئاسية والبلديات وغيرها، كقوة حقيقية تعكس تمثيلا للجماهير الفلسطينية وليس تمثيلا نخبويا لشريحة محددة من المثقفين المنغلقين على ذاتهم، بعيدا عن اوساط العاديين من الناس الذين يمثلون جوهر المجتمع الفلسطيني والسواد الاعظم فيه. ان الآوان لأن يقول اليسار كلمة موحدة: كفى لحالة التجاذب السلبي ما بين قواه، ان الآوان لأن تتشابك الأيادي موحدة لدحر الانقساميين عن صنع القرار وكسر التفرد فيه...حينها ستمحى آثار حزيران اللعين وتعود للقضية مكانتها، وستقطع الطريق على كل الذين يختبؤون وراء عباءة الانقسام، الذين بنوا لانفسهم امتيازات على حساب أنّات المحاصرين في غزة والمضطهدين في الضفة.
3/4/2010
#هاشم_البدارين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شباط الخير والوحدة .. والانطلاقة المجيدة للجبهة الديمقراطية
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|