أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الحمداني - اليهود العراقيين ...وصواريخ صدام ..و الالوسي














المزيد.....

اليهود العراقيين ...وصواريخ صدام ..و الالوسي


سامي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2964 - 2010 / 4 / 3 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارني ما قرأته من ردود على مقالة الدكتور يونس حنون والمنشورة بتاريخ 29. 3 . المعنونة ((انتخبت مثال الالوسي وتوقعت هزيمتة ))
وعتقدة إنني في غرف ال (paltalk ) السياسية التي كرهتها وكرهت كمية الحقد الذي يعتمر قلوب بعض من
روادها ، وتمحور الرد على المقالة على زيارة الالوسي لإسرائيل مما أثار بعض الذكريات في مخيلتي و جعلني ابتسم في سري ، وسبب الابتسامة كان مرة خجلا و مرة أخرى مزاحا.
في المرة الاولى تذكرت قبل عشرة سنوات كنت على مقاعد الدراسة لمعادلة شهادتي الجامعية العراقية وكنت مع اثنين من زميلات الصف الدراسي في الكافتريا نأكل وكانتا جالستين أمامي .. سألتني أحداهن ، وهي الأقرب لي ولنا واجبات مشتركة : انت مسلم ام مسيحي ؟ فأجبتها .... سألت الأخرى موجهه الحديث الى التي سألتني : انتي يهودية اليس كذلك ؟؟... فما ان دخلت كلمة يهودية مسامعي حتى توسعت عيناي وشهقت شهقة كدت ارمي ما في فمي بوجهيهما ..تداركت الأمر ووضعت يدي على فمي ونهضت مسرعا الى الحمامات ولمحتها تنظر لي وكأنها تقرئ ما ارتسم على وجهي من انفعالات.
في الحمام وقفت أمام المرآة وأنا خجلا من ارتباكي ومر شريط حياتي سريعا في مخيلتي ... منذ ان كنا صغارا والحديث عن الغول اليهودي يملئ مسامعنا ، وأصبحنا شبابا ولم يكن أمامنا غير ثدي امنا بالرضاعة القومية فرضع البعض حتى الثمالة وشرب البعض الأخر وتقيئ ما شرب وفر آخرون بجلدهم ليرضعوا من ثدي الأممية فكفروا بالقومية ، انهينا الدراسة الجامعية ولم نكن نعرف ما الفرق بين اليهودي و الاسرائلي .....

بعد ايام نسيت ما حدث وأصبحنا اكثر صداقة ..وحاولت من باب الفضول ان أجرها إلى الحديث عن فلسطين لأعرف كيف يفكر اليهود بقضية فلسطين ولكنها لا تمتلك المعلومات الكافية لأنها من أصول بولونية.

في المرة الثانية وقبل سنة نويت السفر الى العراق وكنت ابحث عن حقيبة مناسبة فدخلت متجرا كبيرا لبيع الحقائب ولم يكن هناك زبائن فهتم صاحب المتجر بطلبي وحدثني طويلا عن الحقائب و السفر، وفي الأخير حصلت على ما اريد ودفعت .. وهنا سألني: من أي بلد أنت ؟ أجبت عراقي . ابتسم ابتسامة متميزة أحسست ان ورائها معنى ...وسألته : و أنت ؟ فقال يهودي اسرائلي....وكأنه قاصدا ان يكشف عن هويته بالكامل ...ومن حسن حظي في تلك اللحظة وقعت فاتورة الحساب على الأرض وانحنيت .. فسمعت الجواب... تبسمرت وتذكرت الحادثة الأولى وتمالكت نفسي بصعوبة وبابتسامة صفراء سألته لأخفي ارتباكي : هل كنت في إسرائيل عندما سقطت الصواريخ العراقية... وهنا ضحك بصوت عالي وقال : ان تلك الصواريخ كانت مثار للنكتة على العراقيين ...لم أكن هناك ولكن اهلي يسكنون مدينة مجاورة للمدينة التي سقطت عليها الصواريخ وعندما جاء الناس هربا من الصواريخ كانوا يقولون : حتى اهنا ما خلصنا من صدام ، عاف اليهود بكل إسرائيل وما يقصف الا العراقيين ( لان أهالي المدينة المقصوفة هم من يهود العراق)، يمعود أبو عدي احنه إخوانك العراقيين !!!! فضحكنا على حظ العراقيين العاثر أينما حلو .

هل غيير ما حدث لي مع اليهودية و اليهودي من قناعاتي بالسياسة الاسرائيلة العنصرية..هل يختلف اثنان منا من ان الحكومة الاسرائيلية استيطانية وتوسعية ... هل يختلف اثنان منا من ان الدين اليهودي دين سماوي حاله حال الدين الاسلامي والدين والمسيحي ... هل يختلف اثنان منا من ان هناك ديمقراطية حقيقية في اسرائيل ... هل يختلف اثنان منا من ان هناك حقوق للشعب الفلسطيني يجب ان يحصل عليها .
لنفترض حسن النية في ذهاب مثال الالوسي إلى إسرائيل وانه ذهب للجانب الخير فيها ولكن سياسيا هل كانت الزيارة موفقه ؟ ( انا هنا لا أتحدث عن المبدأ) طبعا لا.... ودفع الثمن مقعده في البرلمان والى الابد !!!
وهنا أتسال إذا كان هكذا الحال مع اليهود ( اقصد زميلتي وصاحب المتجر ) ، بمجرد لقاء بسيط وعبارات مجاملة زالت عقود من سوء الفهم والضنون ..... حتى لو ( على فرض) كانا يتبنيان وجهة الحكومة السرائيلية هل الواجب ان اكرههم وابصق في وجوههم وانهم ناس سيئين... ام ناس طيبين يحملون في رؤوسهم افكار لا تتوافق مع افكاري ..... فما بالنا نحن العراقيين لماذا كل هذا الحقد في السياسة والذي ينسحب على العلاقات الشخصية..
الى متى يبقى الحقد السياسي يأكل أفئدتنا ...انا اقترح على مؤسسة الحوار المتمدن بعد هذا التميز ان تتحمل المسؤولية تتبنى مشروع جدي بتهشيم ( مطارق الحقد ) التي نرفعها بوجوه بعضنا .
و للموضوع بقية .....



#سامي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذي يخاف من الذئب.. يطلع له
- تزوير مقابل تزوير
- الهيئة التي دعمت علاوي
- دار لا يسلم منها إلا فيها
- قرارات ليست في وقتها
- مطارق الحقد
- الغرور الذي سيسقط نوري المالكي


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الحمداني - اليهود العراقيين ...وصواريخ صدام ..و الالوسي