أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جريدة الغد - !!العراق وتموز















المزيد.....

!!العراق وتموز


جريدة الغد

الحوار المتمدن-العدد: 902 - 2004 / 7 / 22 - 05:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرت قبل أيام الذكرى المفرحة العطرة السادسة والاربعين لثورة (14) تموز/1958، وقبلها بـ (11) يوم مرت الذكرى المؤلمة الشامخة الحادي والاربعين لانتفاضة (3) تموز/1963، ومرت قبل يومين الذكرى العفنة الغادرة السادسة والثلاثين لذكرى الانقلاب الاميركي البريطاني البعثي الصدامي في (17) تموز/1968 .وهل هي من صدف التأريخ أن يكون احد أيام تموز، وهو الرابع منه، ذكرى استقلال عدو العراق الاول وسبب مأساته، الولايات المتحدة، من الاحتلال البريطاني، واذا بكليهما في العراق بجيوش جرارة في احتلال كريه, وهل هي من صدف التأريخ أيضاً أن يكون (14) تموز يوم سقوط الباستيل وبدأ الثورة الفرنسية التي قلبت مفاهيم اوربا. هل تموز الاله البابلي الذي يعود لازدهاره وخضرته وربيعه كل عام ثم يرجع ثانية الى العالم الاسفل، تاركاً الانسان العراقي في كفاحه ونضاله ليخلق الظروف لتموز الامل والنضارة والابتسامة ليعود من جديد.

نحن هنا بالتأكيد لا نريد أن نزيد الم العراقيين وحزنهم، فعندهم الكفاية واكثر، لذا نمر مروراً سريعاً على اتعس فترة في تأريخ العراق، منذ مجيء النظام في 17 تموز/1968 والى سقوطه في نيسان/2003، وفي كلا الحالتين تم الامر على يد الامبريالية الاميركية وتابعتها بريطانيا. فلقد انهى ذلك النظام العراق، ببشره وامكانياتة الاقتصادية ومستقبله الذي كان يمكن أن يكون مشرقاً. فالغالبية العظمى جداً من العراقيين تتذكر، بمرارة وغضب وغصة وروحية في الانتقام، ممن اوجده وادامه وسيّره اذ لا يخلو بيت من قتل او تشريد او سجن او فقر او اهانة والم بسبب ذلك النظام.

كذلك، وبرغم الفخر والاعتزاز ورفعة الرأس التي نشعر بها كلما مرّ بنا، فاننا لانتكلم في هذا المكان عن انتفاضة (3) تموز/1963 وبطلها حسن سريع ورفاقه. اذ قلما يوجد في الـتأريخ نظير هذه الانتفاضة الباسلة، وقلما تجد شجاعة ونكران ذات كما في مثل هؤلاء الابطال. فوسط الدماء التي استمر يريقها الحكم الفاشي البعثي الامريكي الاول، ورغم امتلاء السجون والارهاب اللامثيل له، ترى بريق ولهب ساطع وطريق منير، وهم كوكبة حسن سريع. وكانوا قريبيين جداً لتحرير سجناء رقم (1)، ولكان العراق عند ذاك شكلاً آخراً... ولكن انتهوا شهداءاً لتموز!!.

هنا نريد أن نتكلم قليلاً عن (14) تموز العراق.. وهي وإن بدت كانقلاب عسكري بقيادة بطلها عبد الكريم قاسم، ولكن الغرب قبل العراقيين كان يدرك أنها ثورة بكل المفاهيم.. ثورة شعبية وتقدمية، وفي حالة نجاحها في تحقيق مضامينها كاملة، ستؤدي الى تقويض جميع النظم الرجعية في المنطقة. فبرغم العمر القصير لها والذي لايتجاوز الاربعة سنوات ونصف، ورغم المحاولات المستمرة للاطاحة بها او تفتيت قواها، فانها قامت باصلاحات جذرية في المجتمع العراقي. لقد اصدرت قانون الاصلاح الزراعي ونفذته بكفاءة وجماهيرية عالية، فحررت الفلاح وصانت كرامته واعطته ارضه، وانهت المفاهيم الاقطاعية والعشائرية. واصدرت “قانون الاحوال الشخصية” ونفذته رغم محاربة القوى الرجعية وممن يدعون الان بحقوق المرأة من الاجانب، فحررت بذلك، ولاول مرة في المنطقة المرأة من ظلم وتعسف وعادات الاف السنين من القهر، فكانت الرائدة في الحصول على حقوقها الطبيعية ومساواتها بالرجل، ولهذا كان الهم الاول للرجعية في انقلاب الردة، في 8 شباط، في اسقاط هذا القانون الرائد. واهتمت ثورة تموز بالعمال والفقراء وحقوقهم، وما مدينة “الثورة” الاّ مثال صغير لما تم في اسكان اهل الصرائف والاكواخ وفقراء بغداد. لقد تم توزيع الاراضي والاموال اللازمة للبناء لاعداد غفيرة من ذوى الدخل المحدود والموظفين، وتم ايصال الكهرباء والماء للاحياء الفقيرة في المدن والارياف. لقد توسع التعليم، ومجانيته، وبكل مراحله، ودخل مئات الالوف الى المدارس، وإن الاعداد الهائلة من الاطباء والمهندسين والخريجين من اولاد الفقراء، هم ابناء تلك المرحلة التأريخية. لقد اصبحت جميع دوائر الدولة، وبضمنها الجيش، مفتوحة لكل فئات الشعب، ولعلها الفترة الفريدة والتي لم يتكلم احد فيها عن القهر الديني او الطائفي او القومي. ثم اتجهت نحو الامور الاساسية جداً، فاصدرت القانون النفطي رقم 80 لسنة 1960، حيث اممت 99.5% من اراضي العراق الغير مستغلة من قبل الشركات، ووضعت الاسس لقانون شركة النفط الوطينة.. وهنا دخلت في الخطوط الحمراء جداً.

إن هذه الامور يحب أن لا تنسينا الاخطاء، والتي تأتي على رأسها الانفراد بالسلطة، وتهميش قوى كان من الممكن احتواءها لانها كانت ضد الاجنبي. إن ضغوط الامبريالية، والدول المجاورة والقوى المناوئة، عززت من مفاهيم الانفراد بالسلطة وصعود الانتهازين ومن لهم علاقات مشبوهة، واللذين اشعلوا المشاكل والتي ادت الى الاطاحة بها. لقد عجزت الثورة عن حل المسألة الكردية، والتفاهم مع قواها. وانقلبت الحركة الكردية من اكبر مؤيدي ثورة (14) تموز الى تأييد من اطاح بها. وابعدت، بل قهرت القاعدة الاساسية والجماهيرية للثورة وهم الشيوعيون واليساريون وحاولت عزلهم. ولم تستطع أن تستوعب القوى القومية المناوئة للامبريالية... كل ذلك ادى الى اليوم المشؤوم (8) شباط/1963 .

منذ أن بدأت الثورة والامبريالية الاميركية هي اللولب واليد المحركة والدافعة للاطاحة بها. فلقد كانت ثورة تقدمية، وفي ذلك الوقت فإن الشيوعية والاتحاد السوفياتي كانا العدو الاول للامبريالية. لذا عملت اميركا لتجميع كل الفئات الرجعية والقومية والدينية السياسية لضرب الثورة. ورغم سقوط الثورة في (8) شباط، ولكن معظم مفاهيمها في محاولة ابعاد الاجنبي واستغلال النفط وطنياً، ظلت متأصلة في الجماهير، واضطر الاجنبي بالنتيجة أن يحتل العراق، في 2003، لكي يحقق ما يريد.. ورغم الاحتلال لم يستطع ذلك!. فإن ذكرى (14) تموز تمر للمرة الثانية في العراق والاجنبي يصول ويجول في بلادنا، يقتل ويقصف ويسجن ويرهب، رغم ذلك لم يحقق ما كان يصبو اليه.. ولكن ما يؤلم هو أنه موجود، وهناك من يستقبله ويؤدي له التحية والاجلال. وإن هذا الامر يذكرنا بالمبعوث الاميركي “رونتري”، وهو المبعوث الذي قام بجولة قي منطقة الشرق الاوسط لتطويق ثورة (14) تموز، وكان ضمن منهاج زيارته العراق الجديد!!. هناك ممن تجاوزت اعمارهم الستين عاماً يتذكرون كيف استقبل العراقيون مبعوث عدوهم اللدود “امريكا”، وكان استقبالاً “حميماً” يليق بالمقام، مما اضطره للهرب من الباب الخلفي للمطار وبسيارة مقفلة، وكان أن وجه اليه المرحوم الجواهري “التحية” في القصيدة المشهورة والتي نشرت في حينة في جريدته “الرأي العام” في 16/11/1958 قائلاً:

يا رسولَ الشرَّ والدّنسِ وغرابَ البينِ في الغَلسِ

يا نذيرَ الشؤم يَحمِلُهُ بين جنبيه مع النَفَس

وَعت الدُنيا فَمُتْ كمداً واكتئِبْ ما شئتَ وابتَئِس

وعلت راياتُها شرفَاً يا لواءَ البغيِ، فانتكس

وطني في طُهرِه عبِقٌ لاتدنسْهُ ولا تَدُس

واليوم وبعد مرور ما يقارب من (46) سنة على هزيمة مبعوثهم من الباب الخلفي للمطار، فلا يزال رئيس دولتهم او قادتهم يدخلون ويخرجون من الابواب الخلفية العراقية، وفي الليالي الظلماء، وبرغم وجود ما يزيد عن (150) الف من جنودهم، ووجود حكومة “عراقية” مؤيدة لهم حتى النخاع !!. وما يزيدنا الماً على الم، هو ان نرى من يفخرون بالكلام الان عن شهدائهم وماضيهم التليد في تموز، يصفقون للرايات الامريكية، ويلهثون وراء ممثليهم في العراق، ويستقبلون من ياتي بالاحضان، ويدافعون عن افكار الامبريالية ومفاهيمها ، في “العولمة” المنغلقة، بحجة “سمة العصر”، “والامر الواقع” !!.

واليوم لو يستيقظ شهدائنا...عبد الكريم قاسم وحسن سريع وسلام عادل وجمال الحيدري وخالد احمد زكي والاف الشهداء الاخرين منذ (14) تموز ولحد الان، ولو يستيقظ الجواهري وغيره ممن احبوا العراق، ماذا يرون نتيجة نضالهم وشهداتهم؟...يرون “سمة العصر” و”الامر الواقع” !!.

بئس “سمة العصر والامر الواقع”..اذ كانت كذلك فهي المهانة والمذلة والجوع والحرمان والبطالة وتقبيل الارجل للاجنبي الذي تآمر على العراق في كل مراحله وسبب جميع مآسيه..وخلق جميع قاتليه...ولايسعنا اليوم الاّ ان نقول لشهدائنا...لم تذهب دماؤكم هباء، برغم مذلة البعض...فلايزال هناك الكثير من يقول كلا للمذلة وللفقر، ولايزال هناك الكثيرمن يريد ان يبني العراق الحر السعيد!!.



#جريدة_الغد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!حل مشكلة الطاقة هي التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي و ...
- أقوال لا تحتاج الى تعليق!!
- الآن... عرف نبيه الحكمة من عدم زواجه!!
- هل نحن على ابواب “قادسية بوش” حفظه الله ورعاه
- سلام على مثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر
- الفلوجة: المقاومة والارهاب والاحتلال و”العراق الجديد”!! هل ه ...
- من الذي شرب الطلا؟ اضواء على مشروع “نقل السلطة”
- قرار مجلس الامن الدولي (1546) في 9/6/2004 هل هذه هي “السيادة ...
- أقوال من الصحف لاتحتاج الى تعليق !!
- من أوراق أنتفاضة الأهوار: شهادة حية من لهيب المعركة
- الولايات المتحدة محور الشر العالمي


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جريدة الغد - !!العراق وتموز