أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زهير كاظم عبود - حالة انعدام الجنسية















المزيد.....

حالة انعدام الجنسية


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 902 - 2004 / 7 / 22 - 05:07
المحور: حقوق الانسان
    


ورد في نص المادة السادسة من الاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في العام 1948 ان لكل انسان في كل مكان الحق بان يعترف له بالشخصية القانونية ، وهذا الأعتراف القانوني يضع الأنسان مهما كانت قوميته أو دينه أو مذهبه أو لونه أو فكره في وضع شرعي وقانوني متميز من ناحية حقوقه الأنسانية والقانونية الوطنية المشروعة .
وليس الاعلان العالمي وحده من جاء بهذه الصياغات ، بل اكدتها العهود والمواثيق الدولية وأعتبرت هذه بمثابة النصوص النافذة في القوانين الداخلية الوطنية حماية للأنسان من تعسف السلطات ومن الخروقات التي تقدم عليها الحكومات ضد حقوق الأنسان .
وأكدت جميع الأديان السماوية على تكريم الأنسان وحمايته من الظلم والتعسف والغبن ، وكان القرآن المجيد قد أورد في محكم آياته ضمن سورة الآسراء (( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً )) .
وحيث أن الخالق الأزل كرم الأنسان وأعلى شأنه وقدره وأعتباره الانساني ، فأنه أمر أيضاً بأحترام وصيانه أدميته وحقوقه .
وعلى هذا الأساس فأن الدولة تمنح المواطن جنسيتها لكون هذه الجنسية تعني العلاقة العقدية أو الرابطة القانونية بين المواطن والحكومة يكتسبها بالولادة او بالزواج او بالأقامة حيث اكدت المادة ( 15 ) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان ان لكل فرد حق التمتع بجنسية ما ، ولايمكن بأي حال من الأحوال حرمان أي شخص من جنسيته ، ولايمكن أيضاً منعه من ممارسة حقه في تغيير جنسيته وفق القوانين المرعية والطرق القانونية المشروعة .
ومن ذلك دعت البشرية الى عدم السماح للسلطات بأن تجرد الانسان من جنسيته وتحوله الى شخص دون جنسية ، حظي المبدأ على موافقة المنظومة الدولية بالأجماع والتأكيد على الألتزام بعدم المساهمة في خلق وأيجاد حالة أنعدام الجنسية المذكورة لأنها تشكل تجريد أنساني وخرق قانوني وأنتهاك للقيم والأعتبارات السماوية والأنسانية .
وزيادة في التأكيد على هذا الأمر فقد اكد العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الصادر بتاريخ 16 كانون الاول 1966 من الأمم المتحدة ، حيث أورد نفس المباديء في عدم جواز تجريد أحد من جنسيته أو مواطنته .
أن الأصل أن تمنح كل دولة متعاقدة جنسيتها للشخص الذي يولد في اقليمها ويتم منح الجنسية اما بحكم القانون لدى الولادة او بناء على طلب خطي يقدم الى السلطة المختصة من قبل الشخص المعني او بالنيابة عنه بالطريقة القانونية ووفق الشروط التي ينص عليها القانون ولذلك فأن الاتفاقية الدولية الخاصة بشان خفض حالات انعدام الجنسية المعتمدة بتاريخ 4 كانون الاول 1954 تؤكد على امتناع الدول المتعاقدة عن تجريد أي شخص من جنسيتها أذا كان من شأن هذا التجريد أن يجعله عديم الجنسية دون الاخلال بالضوابط القانونية التي تمنح السلطة صلاحية سحب الجنسية اذا حصل على هذه الجنسية بناء على معلومات كاذبة او بالاحتيال او اذا تصرف الشخص على نحو يناقض واجبه في الولاء للدولة المتعاقدة او تصرف على نحو يلحق اذى خطير بالمصالح الحيوية للدولة .
ونصت المادة التاسعة من الاتفاقية منع الدول من اسقاط الجنسية عن اي شخص من الاشخاص لاسباب عنصرية او اثنية او دينية او سياسية .
أن العراق من بين الدول الموقعة سواء على الأعلان العالمي لحقوق الأنسان أو على الأتفاقيات والعهود اللاحقة لذلك ، وأقدمت السلطات العراقية البائدة على أرتكاب خروقات أنسانية راحت ضحيتها شرائح كبيرة من أبناء الشعب العراقي جراء هذه الخروقات بسبب سياسة شوفينية وعداء سافر قومي وأثني ومذهبي ضاربة عرض اتلحائط النتائج الوخيمة جراء ذلك وتعريض المجاميع الأنسانية لأنتهاك وخلق حالة اللاجنسية في مجاميع كبيرة من ابناء العراق .
لذا فأن ما أقدمت عليه السلطة العراقية البائدة في الزمن الصدامي يعد خرقاً للمواثيق واللوائح القانونية الدولية وأنتهاكاً صارخاً بحق الشعب العراقي وبحق المواطن الذي يحمل الجنسية العراقية قانوناً ، وأرتكبت السلطة العراقية البائدة هذا الخرق المتعمد مدفوعة بالعماء الشوفيني المنغلق والعداء الطائفي بشأن الأقدام على خرق النصوص وخلق حالة اللاجنسية لمجموعة كبيرة من شرائح الشعب العراقي ومنهم الكرد الفيلية والمسفرين من ذوي الأصول الأيرانية .
أن ارتكاب السلطة هذه المخالفة لايعد خرقاً للقوانين الدولية والأعراف القانونية فحسب ، بل يتعدى ذلك الى الأضرار بالمواطن العراقي والعمل بكل الوسائل والطرق والأساليب من اجل خلق حالة اللاجنسية ، وذلك بتجريدة من جميع الوسائل والمستمسكات والأسانيد التي تثبت مواطنته مما شكل خرقاً دستورياً وانتهاكاً لمباديء العدالة وحقوق ال،سان مع أصرار السلطة العراقية على تكرار هذا العمل والامتناع عن تلافي نتائجة الوخيمة بحق الشعب العراقي .
وبعد أن اقدمت السلطة العراقية البائدة على تجريد مواطنيها من الكرد الفيلية وذوي الاصول الايرانية من جنسيتهم العراقية ورميهم على الحدود الأيرانية دون غيرها بأعتبارها تعتقد انهم من رعايا الدولة الآيرانية التي أنكرت تابعيتهم وانتسابهم لها وابقتهم دون جنسية ودون أن تمنحهم السلطات العراقية فرصة ممارسة حقوقهم الأنسانية وحرياتهم الأساسية ، ودون أن تمكنهم السلطات الأمنية الأستفادة من أموالهم المنقولة على الأقل بل سيطرت عليها دون قرار قضائي ودون وجه حق مطلقاً .
لم تتوفر لهذه الشرائح اية حماية دولية واية مساعدة توفرها لهم هيئات الامم المتحدة او وكالاتها ، ومما يشعر الأنسان بالآسى مالقيته هذه الشريحة من نسيان وغض النظر وعدم الاهتمام والألتفات بالرغم من حالتهم العسيرة والصعبة ووضعهم المأساوي والمخالف لأبسط القواعد الأنسانية ، ودون أن يكون هناك قرار دولي أو أهتمام انساني يحفظ لهم حياتهم ويخفف معاناتهم .
واستمرت حالة اللاجنسية سارية عليهم لحين منح بعضهم جنسيات البلدان الأوربية التي وصلوا اليها ومنحتهم هذا الحق دون غيرها من البلدان العربية والأسلامية و من غير السلطات العراقية التي حرمتهم من العودة الى اهلهم وحرمت عليهم الأتصال والأستفادة من اموالهم باية صفة كانت .
الضرر الذي لحق بالعراقيين الذين صيرتهم الحكومة العراقية دون جنسية كبيراً وعميقاً مادياً ومعنوياً بليغاً .
وأزالة الضرر للمخالفة القانونية والمواثيق الدولية والفعل الضار يتم بأستعادة المواطن العراقي لجنسيته أولا وبتعويضه عن أمواله المنقولة وغير المنقولة التي صادرتها واستحوذت عليها السلطات في حينها وبقيمتها في وقتها ثانياً ، وتعويضه عما لحقه من ضرر مادي ومعنوي طيلة فترة بقاءه ضمن حالة اللاجنسية ومعاناته الرهيبة والتي لم تلتفت اليها البشرية ثالثاً .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ينتحر صدام ؟؟
- الدكتور كمال مظهر احمد
- هزائمنا وخيباتنا التي نحتفل بها
- محاكمة المتهم صدام وأعوانه - القسم الأول - من يختص بالتحقيق ...
- الفيدرالية واللعبة السياسية
- الجميع مدعو دون أستثناء
- ابو حمزة المصري يقع في المصيدة
- أين سيقف السيد حسن نصر الله ؟
- الأكراد سبب بلاء الدنيا
- ذكريات عبقة من الديوانية
- الكلمة حين تقاتل عبد المنعم الأعسم
- توفير العدالة لضحايا الجريمة
- المشروع السياسي الخيالي العربي
- لنحترم حرمة بيوت الله !!
- التعذيب والقسوة في التحقيق
- التحريض في جرائم الأرهاب
- أنتحال أسم الحزب الشيوعي
- تغيير القومية
- الأسماءالمستباحة
- سبايا يزيد العصر


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زهير كاظم عبود - حالة انعدام الجنسية