أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رندا قسيس - الفكر، الدين خطان منفصلان














المزيد.....

الفكر، الدين خطان منفصلان


رندا قسيس

الحوار المتمدن-العدد: 2961 - 2010 / 3 / 31 - 11:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يطمح الانسان العقلاني في المجتمعات العربية الى فصل الدين عن السياسة املاً في اعادة تجربة العلمانية في مجتمعاته، الا اننا اذا تمعنا قليلاً في موضوع العلمانية، نرى انه من الاجدر بنا ان نطالب في فصل الدين عن الفكر قبل فصله عن السياسة، فنحن جميعاً نسعى الى المعرفة لاكتشاف افاق جديدة تصب في منفعة الافراد و الجماعة، من هنا اجد اهمية الاستناد على فكر قابل للتغيير، غير مرتكز على قواعد ثابتة لا حراك فيها، فتبنينا للثوابت تعاكس التغيرات البيئية و الزمنية.
دعونا في البدء نُعرف معنى المعرفة، في معظم الاحيان يتم خلط مفهوم المعلومة بالمعرفة ليضيع المعنى الاساسي للمعرفة نفسها. لا شك به ان المعرفة تستريح على قاعدة من المعلومات المتوافرة فكما قال اختصاصي الاعصاب "نكاش" المعرفة هي " رواية الانا"، ففي كل مرة نرغب باكتشاف ما لا نعرفه او نسعى نحو ادراك اوسع للمعلومة لتحويلها الى مفهوم معرفي، علينا ان نضع جميع معتقداتنا و مفاهيمنا على كفة الميزان لاستعراضها مجدداً، ففي كل رحلة غوص استكشافية، يتوجب علينا خلع جميع المكونات الانوية الناتجة عن معتقدات و اسس تراكمت في ذاكرتنا لتشكل جداراً استبدادياً و قمعياً كجدار برلين، لهذا يتوجب علينا التحرر من كل شيئ يمكنه اعاقة هذه الرحلة، و هذا لا يتم الا من خلال اعادة تغيير في مبنى "الانا" من خلال قبول الافكار المختلفة و محاولة ترميم التفكير المرتكز على الهدم و البناء بشكل استمراري.
و اذا اردنا تعريف مبنى "الانا"، نراه مرتكز على التعاليم المكتسبة من الثقافة الجماعية و هذا ما نسميه الوعاء الجماعي، لانه يحوي كل الافراد تحت بطانة من معتقدات و رؤى و مفاهيم، حيث يتداخل الوعاء الثقافي الواسع مع وعاء اصغر منه و هو الاسس التربوية الاسرية و التي تختلف بدورها ببعض التفاصيل ما بين اسرة و اخرى، ناهيك عن تداخل الاوعية الخارجية مع القاعدة البيولوجية لكل فرد، لنجد ان المحيط الخارجي له تأثير كبير على ظهور او انضمار بعض الجينات، فعندما نسعى نحو ادراك اوسع او معرفة امر خارج عن هذه الاسس يتطلب منا وضع "الانا" في خانة خارجية كي نستطيع تداولها لاعادة ترميمها.
ثمة من سيجد ضرورة اخلاقية في ابقاء الدين حاكماً للفكر كي يعطيه ابعاداً تتجاوز جميع الابعاد الكونية، فيبدأ اولاً بطرح عظمة الحكمة الدينية و استباقها الغير بشرية في مفهوم المعرفة، لينهي بعدها خطابه التقليدي بضرورية تقييد الافراد داخل بوتقة جماعية، فنراه يسترسل في غناء واعظ لا ينتهي الا بعد مماتنا، و بما اننا ننادي بضرورة احترام اطروحات الغير و السعي الى فهم الاخر، فاننا ملزمون لسماع الافكار المتكررة المليئة بالانشاءات الادبية و التحف الاخلاقية الثابتة و العديمة لكل ما هو متجدد و الغيرملائم لازمنتنا.
دعونا نلقي نظرة الى ينبوع الدين، لنجده مرتكزاً على النشاط النفسي المؤجج للمشاعر المتعاكسة فيما بينها مثل الخوف و الطمأنينة، الرعب و الامان ...عدا عن ذلك، نجد الدين خالياً من الاكتشاف فبتدوينه انغلق على المفردات و العبارات المتحكمة به، فأصبح سجيناً لها عاجزاً عن الحركة، ليتسم بصفات ثابتة، لذا لا نستطيع الاعتماد عليه لاكتشاف ما يحرك رغبتنا في معرفة الاشياء، فالتخلي عن الاكتشاف يعني التخلي عن المعرفة، لان المعرفة ناتج استكشافي، و الاكتشاف حصيلة استفسارات عدة لملاحظات و افكار شتى للواقع الخارجي، و من هذه الحصيلة تتأسس الفرضيات لانشاء النظريات فيما بعد و وضع البراهين لاثباتها في مرحلة لاحقة، لهذا علينا الاستفسارعن وسيلة للعطاء و الابداع في تحديد ركائز المتحول على اسس الثابت، اي كيفية تطبيق العلم على الركائز الدينية، و هنا تكمن المشكلة فالمتحول بحاجة الى اسس و ركائز مرنة قابلة للالغاء و الاكتساب و هذا ما يجعل الدين خارج حلبة العلم و التفكير، لهذا اجد ان المطالبة في فصل الاثنين عن بعضهما ضروري لغايات عدة تصب في خانات الابداع و الاختراع كما تهيئ لنا اجواءً اجتماعية قائمة على التبادل المشترك.
قام فلاسفة كثر باعطاء تفاسير مختلفة لحالة التفكير، منهم "هيوم" الذي اعتبر ان المعرفة مستندة على الانطباعات الحسية فلا يمكنها ان تكون دقيقة لانها ناتج عن محاولات شتى للتفكير معتمدة على الاسباب و النتائج المترابطة و الناشئة من تكرار الانطباعات الحسية.
اما علم البيولوجيا اليوم فقد اعطانا شرح اوسع مما اقترحه الفلاسفة انذاك، فعلينا ان لا ننسى اثر التحليل النفسي و اعتماده على علم الاعصاب القائم على تجارب لفهم دراسة الجهاز العصبي المؤسس بدوره على بيولوجيا الدماغ، كي يعطينا مساحة اكبر في تجنب الاخطاء لنصبح اقل تعرضاً و تفادياً لها. فتبني الفرد او الجماعة اسساً ثابتة، تجعله عاجزاً عن التعلم اي بمعنى اخر؛ القضاء على احتمال تغيير المشابك العصبية لادراك اوسع ناتج عن حالة التعلم، لهذا نجد ان الانسان المنغلق على مفاهيمه يجد صعوبة في تقبل المستجدات و هذا ما يسبب التراجع الفكري لانه في حالة ثبات غير قادر على مجاراة الزمن و التغييرات الطارئة عليه، فلا ثراء في الفكر من دون التنوع المثمر و التداخل الفكري الجماعي، لهذا يحق لنا المطالبة باعادة الدين الى مكانه الاصلي اي الى (المشاعر).
لا شك ان كل منا يختلف في ادراكه للاشياء و للخارج الواقعي، لان الادراك نفسه مبني على تمثيلات عقلية مرتكزة على قناعات و تفاسير ملخصة ب"الانا"، فعلينا ان نسعى دوماً نحو اعادة الحسابات الموجودة في هذا المبنى، و هذا لا يتم الا من خلال النقد و المحاولات المستمرة في تقبل الافكار المختلفة عنا و قبول الخطأ للوصول الى صواب جزئي، فالخطأ و الصواب متلازمان فهما انعكاس للمحاولات الجمة الساعية للوصول الى وعي اكبر لكل ما هوخارج عنا



#رندا_قسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذيان الرسل
- الدين، وجه آخر للخرافة
- اللاوعي بين الثابت والمتغير
- رهاب الالحاد
- -اردي- بين داروين و الدين
- نظرة انتربولوجية لمنبع الاخلاق
- اقتباس الاله للانا الاعلى
- العنصرية الرابعة
- اثر الفلسفة الصينية على اوروبا الثامن عشر
- العقم الفكري في التفكير الطائفي
- البحث عن الخالق
- غيبوبة المجتمع العربي


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رندا قسيس - الفكر، الدين خطان منفصلان