أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - يوم الأرض 2010














المزيد.....


يوم الأرض 2010


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2961 - 2010 / 3 / 31 - 11:58
المحور: القضية الفلسطينية
    



يقولون لكل مقام مقال، وأمام الذكرى الرابعة والثلاثون لذكرى يوم الأرض الخالد لا بد من وقفة مراجعة ومكاشفة واستخلاص عبر بهدف الحفاظ على المحطات التاريخية الجليلة التي عمدها الشعب الفلسطيني بالدم، ومن أهم هذه المحطات يوم الأرض الذي كان بمثابة صرخة في وجه الاحتلال الإسرائيلي وخاصة في فلسطين التاريخية التي هبت عام 1976 للدفاع عن الأرض والهوية والتاريخ الفلسطيني بعد اعتقاد دولة الاحتلال الإسرائيلي واهمة أنها سلخت أبناء الشعب الفلسطيني عن محيطهم الوطني والقومي وباتت تتعامل معهم كأقلية مستباحة الحقوق.
تكمن أهمية يوم الأرض أنة وحد الشعب كل الشعب على هدف واحد، وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي تستعد جيداً لمواجهة الهبة السنوية التي تنخرط فيها كافة شرائح الشعب في مواجهة جيش الاحتلال بكل الوسائل النضالية المتاحة ما حافظ على ديمومة الصراع الوطني والثقافي وأبقى على جذوة المقاومة مشتعلة لأنها كانت تستمد إمكانية بقائها من إحياء ذكرى يوم الأرض الخالد.
ببساطة وبعيداً عن التعقيدات والشعارات التي تفتقر للتجربة والمشاهدة الميدانية التي لا يمكن تزويرها بنشر ايدولوجيا التضليل فان يوم الأرض كان يرعب دولة الاحتلال الإسرائيلي التي كانت تجهز نفسها لمواجهة الجماهير الفلسطينية في عموم فلسطين قبل حلول الذكرى الخالدة بأسابيع، لأنها كانت مدركة ان الشعب الفلسطيني سيسطر في ذكرى يوم الأرض الملاحم البطولية المعمدة بدماء الشهداء الذين سقطوا ملتحقين بشهداء يوم الأرض الذي روت دماءهم الطاهرة التراب الفلسطيني المغتصب عام 1948 .
لم تكن ذكرى يوم الأرض مجرد نزهة أو خطاب يلقيه هذا المسئول الفلسطيني او ذاك، ولم يكن هذا اليوم الخالد ليمر بمعزل عن فرض حظر التجول على العديد من المخيمات والقرى الفلسطينية في الضفة المحتلة وغزة، ولم يتعامل الفلسطيني مع يوم الأرض كباقي الأيام، إن يوم الأرض الفلسطينية المنتهكة المغتصبة التي تعرض أصحابها الأصليين للمذابح والتشريد في محاولة صهيونية لمصادرة الذاكرة وتشويه التاريخ ببعث ما قالته رئيسة وزرائهم غولد مائير في بدايات احتلالهم لأرضنا"إنها ارض بلا شعب وشعب بلا ارض" ، مقولة عنصرية نسفها يوم الأرض واقتلعها من جذورها.
كان القمع والاعتقال والقتل والإطارات المشتعلة وانتشار المتاريس في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية المشهد الطبيعي ليوم الأرض الخالد، لم يكن الاحتلال الإسرائيلي خمس نجوم كما هذه الأيام، ولم يكن احتلالاً مجانياً، كانوا يحسبون ألف حساب لغضب الشعب الذي كان ينزل للشارع للرد على أية انتهاكات تصدر بحقه من قبل دولة الاحتلال، كان لحياة الفلسطيني قيمة فلسطينية يحترمها الشعب الذي يهب غاضباً عن التعرض لحياة أي فلسطيني وتجسد ذلك في العديد من القضايا ومنها قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي للطالبة لينا النابلسي التي لم تتجاوز أل 15 عاماً وهي عائدة من المدرسة، لينا التي أحدثت هبة طلابية وشبيهة عام 1976 قبل مجزرة يوم الأرض بأسبوعين، لينا النابلسي التي كتب لها درويش وغنى لها مرسيل خليفة وخلدها الرسام سلمان منصور في لوحة فلسطينية نقية لاحقتها دولة الاحتلال من بيت إلى بيت.
ما بين المأساة والملهاة يتحول المشهد وتتغير الأولويات، ويوم الأرض عام 1976 يختلف عن يوم الأرض سنة 2010 وأخواتها، هي الأولويات والاتفاقيات والمسموح والممنوع والمفاوضات الغير مباشرة واللجنة الرباعية والتنسيق الأمني، هي منظومة من التفاهمات ترجمت نفسها على الشارع وبالتالي فان ليوم الأرض 2010 أبجدياته الخاصة، فهو يوم عادي خالي من كل شيء سوى بيان هنا وخطاب هنا وزرع شجرة مقابل ألاف الأشجار التي يقلعونها، هو يوم عادي خالي من الفعاليات المعتادة ، وقد يمر يوم الأرض دون انتباه لولا العرب الفلسطينيين الصامدين في الأراضي المحتلة، وحتى أكون منصفاً هنا بيانات تصدر عن بعض القوى الفلسطينية فرادى أو مجتمعة وكفي اللة المؤمنين....
في زمن الملهاة لا يمكن أن يكون يوما الأرض إلا عادياً، لأننا نعيش ثقافة الانقسام الرديئة والتي باتت مشبوهة بانعكاساتها الخطيرة على القضية والشعب، ولا يمكن أن يكون يوم الأرض إلا عادياً لأننا نغرق في الفساد والإفساد والقمة البوليسي الذي استأنس له المنقسمون الذين يريدون شعباً مناضلاً على المقاس بحيث لا تتضرر مصالحهم، هذه الثقافة ليست لها علاقة بيوم الأرض ولا بالأرض التي تشهد اعتي واخطر هجمة من الحكومة اليمينية الإسرائيلية وغلاة مستوطنيها ونحن لا نحرك ساكنا الهم باللهاث وراء المفاوضات التي تعترف بعظة لساننا أنها غير مجدية.
في يوم الأرض 2010 سيضربون مقاومة غزة بيد من حديد، لأنها تطلق الصواريخ "المشبوهة" شقيقة الصواريخ"العبثية"، وننادي بمقاومة الاحتلال والنزول إلى الشارع دفاعاً عن أرضنا ومقدساتنا المستباحة وسيطرة دولة الاحتلال على أرضنا.
في يوم الأرض 2010 دخلنا في النفق المظلم الذي لا يعلم إلا اللة متى نخرج منة ، نفقُ أتى على الأخضر واليابس وعزز ثقافة المشي على الرؤوس، ثقافة الضياع والإحباط والدوران في الحلقة المفرغة.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تستهدف دولة الاحتلال أطفال فلسطين؟
- الزميل عبد الناصر النجار: لا يكفي حرق أثاث النقابة
- هل تريدون انتفاضة في مناطقC ؟؟
- شعب بلا قيادة وقيادة بلا شعب
- الثامن من آذار وجرائم..الشرف؟!
- النقد عيب: لان السكوت...؟؟!!
- الدكتور عزيز ألدويك صمت دهراً ونطق.....
- الوقائي يعتقل والجبهة الشعبية تدين!!!
- عن الشعار الشجب والاستنكار وأشياء أخرى
- دكتور صلاح عودة : العيب مش في شعب فلسطين
- سيدي محمود الزهار: كلنا قتلة
- كيف الحال يا قدس
- للموت في فلسطين طعم آخر
- طز في القناة الإسرائيلية العاشرة
- الشيخ القرضاوي: لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها
- فلسطين: صاحبة الجلالة في ذمة اللة
- نتنياهو يضرب الكف ولا يعدل الطاقية
- الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل
- حدث في فندق الأفرست
- ماذا لو نزلنا إلى الشارع


المزيد.....




- -رمز الرومانسية-..هذه المدينة اليابانية المغطاة بالثلوج تعان ...
- كيف ترى الصحافة السعودية مستقبل العلاقات بين الرياض ودمشق؟
- روبيو: السلفادور توافق على استقبال المرحلين والمجرمين الأمري ...
- السفير الروسي: علاقاتنا مع مصر تتطور بثقة ونجاح وانضمامها إل ...
- أول ظهور علني لزوجة أحمد الشرع في السعودية (فيديو)
- تحليل لـCNN: هل الصين مستعدة لحرب تجارية ضد أمريكا بعد فرض ت ...
- المتمردون يعلنون وقف إطلاق النار في الكونغو الديمقراطية -لأس ...
- الولايات المتحدة تطالب بانتخابات في أوكرانيا
- من سيحصل على القارة القطبية الجنوبية
- سحب القوات الأمريكية من سورية يطلق أيدي تركيا وإسرائيل


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - يوم الأرض 2010