سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2961 - 2010 / 3 / 31 - 09:01
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في غربتي التي تأكل كل أيامي، أبحث عن أيام للفرح، كي لا أغرق في حالة من التشاؤم التي هي عنوان دائم للغربة. وأعتقد أن هناك الكثير ممن يعيشون أجواء الغربة، يشعرون بما أشعر، فقد تلتم على الروح إضافة لنهارات الغربة القصيرة وثلجها، برودة العلاقات بين الغرباء من أمثالنا، لهذا يبحث أكثرنا عن فسحة لهذا الفرح، ومصداقية الفرح هي عنوان للمناسبة التي تخلق هذا الفرح.
ومن أشهر السنة التي تجود علينا بأيام فرحها هو شهر آذار، حيث يبدأ بالثامن منه عيد المرأة العالمي ونوروز وأعياد أخرى تتخلل أيامه مثل يوم المسرح وبدايته يوم المعلم، ولكن نهاية هذا الشهر، تخلق فرحاً من نوع أخر، فرحاً يربط الماضي بالحاضر بالمستقبل.. في هذا اليوم تتمثل مصداقية الفرح بالدموع التي تترقرق في عيون آباء وأمهات وأبناء وزوجات الشهداء، لأن الذين استشهدوا يعرفون جيداً أن استشهادهم هو من أجل أن يرتسم الفرح على الوجوه والعيون.
في مثل هذا اليوم تصعد إلى السماء بالونات الفرح كي تعلن عن ديمومة هذا الحزب الذي يحمل الآلاف من بطاقات انتماء الشهداء، وهم بهذا يشكلون أسباب انطلاق الفرح الصادق في عيون أهلهم وعلى وجوههم. ويتمثل صدق فرح هذا اليوم في عيون الفقراء من أبناء وطني، فهم وحدهم يعرفون معنى الاحتفال بهذا اليوم لأنه يمثل نبضهم ورئاتهم التي يتنفسون بها، يدخل معهم بيوت الكادحين، ويشرب الشاي في أكواخ الفلاحين، مثلما يعانق وجوه أطفالهم الحفاة. وربما يسأل البعض كيف هذا وأنتم تعيشون أيام خريفكم؟؟
نقول بكل ثقة الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الحزب، وبكل حب الفقراء لهذا الحزب، إن تلك الدماء وهذا الحب هما سر انبثاق الفرح في العيون، وهما سر النجاح القادم، سر الخريف الزائل والربيع الدائم .. كل عام وحزبنا مبتسم.
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟