أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد المريز - المخابرات السورية ستتشوق لتفسيره لي ولكننا لسنا مسؤولين عن أحلام نومنا














المزيد.....

المخابرات السورية ستتشوق لتفسيره لي ولكننا لسنا مسؤولين عن أحلام نومنا


خالد المريز

الحوار المتمدن-العدد: 902 - 2004 / 7 / 22 - 04:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الليلة الماضية حلمت أنني حضرت بصحبة مجموعة من الصحفيين إلى مبنى لم ألجه من قبل، إنه ما كان يعرف بالقصر الرئاسي أو ((قصر الشعب)) في دمشق. في الداخل لم أعثر على الكنبة التي جلس عليها حافظ الأسد كل هذه السنين وبعده ابنه بشار، ولم أعثر على طاولات الفسيفساء الكبيرة والصغيرة ولا الصور المعلقة على الجدران، إنما كانت هناك صفوف من المقاعد بدأنا نجلس عليها، مقابل المقاعد وُضعت منصّة وطاولة وميكروفون وزجاجة مياه بقين وكأس ماء، وعلى الجدار المقابل وضعت شاشة للعرض، في إحدى الزوايا يوجد ستارة بيضاء وكأنها وضعت مؤقتاً. كل شيء يختلف الآن عما كنت أراه على التلفزيون، الجو يدل على الارتياح والفرح، الصحفيين يتبادلون كلمات الود ويقولون أن الخبر مؤكداً وسنرى الفيلم حالاً. لم ننتظر أكثر من ثلاث دقائق حتى دخل رجل أبيض ومعه شخص آخر في مقتبل العمر، كانا يتحادثان ويضحكان وظهرت سن الرجل الأبيض فالتفت صحفي يجلس في الصف الأول إلى الوراء وقال: إنه ريتشارد أرميتاج. بدأ الرجل كلامه قائلاً: ((سيداتي سادتي، ليس صيداً ثميناً ولكننا أمسكنا به وسترونه أمامكم... في مكانه الطبيعي..)) ثم انزاحت الستارة في الزاوية ليظهر قفص معدني في داخله شخصان أحدهما طويل وذو رقبة طويلة أزرق العينين واليمنى من عينيه ترف قليلاً فتبدو وكأنها نصف مغمضة ذو لحية طويلة وشعر طويل وتبدو علامات الذهول على وجهه والآخر بدين حليق الرأس يضع كمامة على أنفه ويرتدي قفازاً مطاطياً أبيض، فاعتلت الأصوات بالتهليل والتكبير وانطلقت الزغاريد ميزت بينها زغرودة ربما زغرتاوية أو زحلاوية. يبدو أن مرتدي القفاز يتفحص الشخص الآخر فينكش في لحيته وكأنه يفتش عن القمل ثم يأمره بفتح فمه فيبدو الفم أحمراً من الداخل. وبينما القاعة تضج بأصوات الفرح والمعاينة في داخل القفص في الزاوية جارية على قدم وساق تعالت الأصوات والزغاريد من خارج المبنى فقال أحد الصحفيين: ((وصلت الأرامل والثكلى والمفجعين والمنكوبين)) نظر صحفي آخر وقال: ((إنها سورية بكاملها طول وعرض جاءت إلى العرس الوطني...)). ثم يكرر المتحدث كلامه: ((سيداتي وسادتي أمسكنا به...وأمسكنا بجميع أفراد عصابته...)) فتظهر على الشاشة صور ((المسؤوين السابقين)) بالكامل وأيديهم مرفوعة فوق رؤوسهم. يتابع المتحدث: ((سيداتي سادتي، لو استطعتم الخلاص من هذه الطغمة بأنفسكم لما كنا هنا، ولكن واجبنا نحن بني الإنسان أن نساعد بعضنا))، ((سينتقد البعض عرضنا هذا ولكن استحلفكم بالله وبالإسلام وعروبتكم أن تقولوا الحقيقة هل هذا المُقَفّص في الزاوية يمثلكم؟ افتحوا أعينكم جيداً، شغلوا بصركم وبصيرتكم، انظروا حولكم إلى العالم الذي سبقكم بسنين ضوئية، دعوا الحزن والخوف وابدؤوا الحياة والفرح بعد أن سلبكم إياها هذا وأبوه... ))،((ليس لنا أطماع في بلدكم .. بلدنا كبير جداً ولسنا بحاجة لصحاري واسألوا المهجرين من بلدكم والذين أقاموا في بلدنا عن خيرات بلدنا، أسألوا عن برامج التنمية والمساعدأت التي تقدمها بلدنا إلى العالم... )).
فجأة استيقظت على صوت تشفيط السيارات في الشارع...ذهب الحلم وجاء العلم.
هذا الصباح رويت الحلم لمن حولي فنصحوني بعدم الحديث عنه مع الآخرين، سألت مستغرباً نصيحتهم كيف لي أن أسيطر على أحلام نومي؟ أريد من يفسر لي هذا الحلم. فقالوا أنت لا تستطيع السيطرة على أحلامك ولكنك تستطيع السيطرة على كلامك، وإن أردت من يفسر لك الحلم فستجد المخابرات تتسابق لتفسيره لك وبينهم أخصائيون في تفسير الأحلام والكوابيس، ستجدهم بانتظارك. ثم تحدثت لجاري عن الحلم فروى لي الحادثة التالية التي جرت أيام عز الرفيق صدام حسين المجيد. جاء كهل عراقي إلى ديوان المتسولفين ببغداد، سلم على الحاضرين وجلس، ثم بدأ يحكي لهم أنه حلم أن هناك انقلاب على صدام. لم تمض دقائق حتى حضرت سيارة مليئة بالمخابرات فأخذوه إلى المقر الرئيسي وهناك بدأ الضرب ليس لأنه حلم ولكن لأنه لم يقل من هم قادة الإنقلاب، والعجوز يستغيث بالحجارة لأن من رآهم في الحلم لا وجود لهم في الواقع واستمر الضرب والتعذيب حتى مات العجوز. قلت لجارنا أنني أختلف عن ذلك العراقي بأن أشخاص حلم نومي موجودون ومن لحم ودم وإن ُسئلت عن ذلك فسأقول بكل صراحة ما رأيت وسأذكر كل شيء. قال جاري نصحتك وأرحت ضميري. قلت سأروي حلمي مهما كانت العواقب وسأبدأ أولاً للأعزاء القراء.

خالد مصطفى المريز ـ تل سنون



#خالد_المريز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فلسطينيون يتفقدون عيادة الدرج في شمال قطاع غزة بعد تعرضها لق ...
- عودة تقليد عريق.. إعادة تمثيل طقوس الإنكا لتقديم القرابين لل ...
- حريق ضخم قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية في القدس (فيديوهات)
- الولايات المتحدة .. تحذير من تفشي ظاهرة العنف المسلح
- رجل مصري يشعل زفافا ومنصات مواقع التواصل برقصه على طريقة ماي ...
- بيسكوف يعلق على تصريح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ...
- لافروف يعلن توقف -بريكس- مؤقتا عن قبول أعضاء جدد
- مصر.. طبيب سوداني يعلق على الضجة الحاصلة بخصوص منشور له عن - ...
- كينيا تعلن حالة الطوارئ وسط احتجاجات شعبية ضد الحكومة
- الدفاع الروسية: بيلاوسوف أبلغ نظيره الأمريكي بخطورة تصعيد ال ...


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خالد المريز - المخابرات السورية ستتشوق لتفسيره لي ولكننا لسنا مسؤولين عن أحلام نومنا