حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
الحوار المتمدن-العدد: 901 - 2004 / 7 / 21 - 04:05
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أيها السوريون
في معرض التعليق على إطلاق النظام لسراح بعض المعتقلين السياسيين في سورية و الذي أدى إلى استرداد أكثر من مائتي معتقل سوري لحريتهم التي افتقدها معهم الآلاف من السوريين على خلفية القمع العاري الذي مارسته الأجهزة الأمنية إبان العهدين السابق و الحالي ، يعبر حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية عن ترحيبه بهذه الخطوة ، إلا أنه يعتبرها غير كافية (على أهميتها) و لا تعكس تغيرا نوعيا في سلوك السلطة السياسي و تعاطيها مع الواقع السوري على مدى العقود الثلاثة الأخيرة ، و يؤكد أن هذه الخطوة لا يمكن أن تكون بمثابة المقدمة الفعلية لإغلاق ملف الاعتقال السياسي الذي يمكن اعتباره المدخل الحتمي لإمكانية الشروع في مرحلة سياسية جديدة في سورية .
وقد استمد حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية هذا الفهم من رصده الملاحظات و الوقائع التالية :
1- إصرار النظام على عدم إنهاء حالة الطوارئ و الأحكام العرفية التي تشكل الحالة الرئيسة و الأداة المنتجة لقضايا الاعتقال السياسي في سورية .
2- تجنبه الاعتراف بخطأ سياسة الاعتقال السياسي و النهج القمعي الذي مارسه خلال أكثر من ثلاثين عاما ( باعتبار السلطة الحالية هي نتيجة و امتداد سياسي للسلطة في العهد السابق ، بل توأم لها في عالم مختلف ) .
3- التعتيم على .. و اللامبالاة بمصير الآلاف من المعتقلين السياسيين المفقودين في السجون السورية و الذين يعتقد على نطاق واسع بأنهم معدودون كضحايا للمجازر و التصفيات و عمليات التعذيب التي مورست بحقهم في معتقلات النظام .
4- الاستمرار في سياسة الاعتقال السياسي و الاحتفاظ إلى الآن بالكثير من المعتقلين السياسيين في المعتقلات (كمعتقلي ربيع دمشق مثلا) و عدم إطلاق سراحهم .
5- مواظبة النظام على حرمان المعتقلين السياسيين ممن استردوا حقهم في حريتهم في أوقات سابقة من حقوقهم المدنية و التضييق عليهم ، ورفضه القاطع لتعويضهم معنويا و ماديا ، عن الترويع و القمع المرتكب بحقهم ( سلبهم حريتهم - تعرضهم للتعذيب و الممارسات السادية - الآثار الاقتصادية و الاجتماعية و النفسية التي حلت بهم و بذويهم ) و عدم محاكمته للمتورطين بهذا الخصوص .
6- لا تأتي هذه الخطوة بجديد ، فنظام الديكتاتور حافظ الأسد كان قد أعاد لبعض المعتقلين السياسيين و ربما بأعداد أكبر و في أكثر من مناسبة حريتهم و لم تتحقق نتيجة لذلك أو بعد ذلك أية تطورات تعكس تغيرا ملموسا نحو إرساء الديمقراطية و التعددية و دولة المواطنة و القانون ، و لا تتعدى هذه المناسبة في العهد الحالي أن تكون إلا صورة و تكرارا لما سبق .
إن حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية و في الوقت الذي يتقدم بالتهنئة لمقاومي القمع التسلطي المطلق سراحهم ( على اختلاف انتماءاتهم السياسية ) يشدد على أن حالة الطوارئ و الأحكام العرفية التي تصر السلطة في سورية على استمرار العمل بها تشكل المحيط الاستثنائي الذي أوجد الأجهزة الأمنية و برر قضايا الاعتقال و التصفية السياسيين ، و على النظام إنهاءها فورا.
#حزب_الحداثة_و_الديمقراطية_لسورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟