أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - عرض أزياء وغناء في فندق شط العرب البصرة














المزيد.....

عرض أزياء وغناء في فندق شط العرب البصرة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 18:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا أعلان منشور في صحيفة الآهالي في 8 آذار 1954 سأنقله بالنص : ( حفلة بالو ساهرة في فندق شط العرب ــ البصرة )
يوم الخميس المصادف 11 / 3 / 1954من الساعة التاسعة حتى بعد منتصف الليل .ويوم الجمعة حفلة خاصة للسيدات من الساعة الثانية حتى الرابعة والنصف مساء .ستقوم أدارة محل الأمباسي ( ملكة المطاعم ) بأقامة حفل رقص غربي في فندق شط العرب وسيكون المنهاج عرض الأزياء الباريسية ومن ضمنها ازياء الشواطئ ( المايوهات ) من قبل ملكات الجمال وهن : ملكة جمال العالم وملكة جمال النرويج وملكة جمال حوض البحر الأبيض المتوسط وملكة جمال باريس .
وسيتغرق عرض الأزياء ساعة ونصف وبعدها عزف موسيقي من قبل الأوكسترا الشهيرة ( ماريو اريكوني ) مع المغنية العالمية ( رين ميديا ) فندعو الجمهور لحجز المقاعد لأنها محدودة .
سعر بطاقة الدخول للحفلة الساهرة ديناران والحفلة النهارية دينار واحد .
سعر العشاء 600 فلس . الشاي الكامل 150 فلس . قدح الويسكي 200 فلس .
تباع البطاقات في فندق شط العرب بالبصرة .
( انتهى الاعلان )...
هذا اعلان حضاري في زمن كان العراق فيه لايمتلك 50 قناة فضائية .وليس فيه محطة تلفزيون واحدة ، وجهاز الراديو ( الفيبس والسيرا ، وسمينز ) لاتقتنيه سوى المقاهي الكبيرة وبيوت الذوات .. والسيارة لم يقتنيها سوى كبار الملاك والتجار وهم بعدد الاصابع في كل مدينة ، وكل الفلام التي كانت تعرضها سينمات روكسي والوطني والحمراء والكرنك هي بالأسود والأبيض .
وقد تكون تفاصيله مليئة بالتابوهات التي لو ظهرت الان في اعلان اي جريدة لهجمت عليها جيوش الله واحرقت الجريدة ومكائنها وعامليها من رئيس التحرير حتى منضد حروفها .وربما يشمل الحرق قراءها وموزعيها وكل ذي صلة ..!
وقد يكون هذا الاعلان احتوى مفردات ماجنة وربما هو كتب للغرباء والسواح والجاليات الاجنبية كما يحصل الان في المناطق الخضراء والمسورة في بغداد والبصرة حيث هُيئت امكنة تُمارس فيها الحياة كما يتعود عليها الاوربيون ،ولكن نادلها عراقي يتعرض للذبح في ايةِ لحظة ـــ وكثرٌ منهم ذبحوا ــ لانهم يعملون في تلك المناطق .طباخون أو ندلاء ومترجمون و..الخ ...
المهم الأعلان بروحه الحضارية ( الكافرة ) يريك المقدار المتسع من التحضر والحداثة والانفتاح الاجتماعي في مدينة هي منذ ان خلقها الله .نافذة العراق مع العالم .ومكان خصبٌ للتبادل الحضاري والتلاقح والتعايش .مدينة وعت المَدنيةَ قبل أن يعيَّ كُتاب الدساتير الحديثة التمدن .
كانت البصرة حاضرة لخيال لاينضب من الاحلام لقصاديها واهلها .وكان مكانها الاسطوري والساحر يمنحها تميزاً لتكون مدينة ثقافة وموسيقى وعرض ازياء وتَعبدٌ وثمالة واختلاط كوني من الزنوجة حتى شهوة الشوق الجرماني عند زوجة المدير البريطاني لدائرة موانئ البصرة ، تلك التي نقل وقائعها بصدق ولذة ودهشة الكاتب البصري المرحوم كاظم الأحمدي في روايته المهمة ( أمس كان غدا ).
هذا الاعلان الذي يستحيل اليوم ان تعيش البصرة مفردة واحدة من مفرداته بسبب تبدل المشهد والظاهرة الاجتماعية كان موجدا في يوم ما .ولم يعترض عليه أحد او يجاهر حزب او شخصية ليطالب متصرف المدينة ليمنع مثل هذا ( المجون ..!) الحضاري .لأنه كان يمارس ضمن رقعة الضبط المجتمعي ومساحة الحرية وعدم الاجبار لتكون موجودا في الحفلة ...ولهذا كانت تسعيرة العشاء والشاي وبقية المقبلات ثابتة ولاجدال على تغيير سعرها ..وكل شيء كان في العلن ...وواضح .. ربما عكس ما يحدث اليوم ..كل هاجس فيه من هذه الفواحش هو تابوه وممنوع ..ولكن في الخفاء يكون ما افضع منه ....( وبطاقة التموين والفساد الأداري وتسرب الخشخاش حتى الى الأقسام الداخلية لطالبات جامعة البصرة ) بعض ادلة هذا الخفاء الملوث بخطاب الوطنية وطرد المحتل والتخلصُ من الدكتاتور .........!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجادة السلطان ( شذوذ الألوان والنسوان )...!
- جاموسة المعيدي وبقرة الهندوسي ...!
- عصر الخناوات الذهبي ( مثيلي الجنس )...!
- من أسرار الرّؤية المندائيّة للكون....!
- الله والكنيسة ومؤذن الجامع وأمي ...!
- الأم وحدائق الجنة ..!
- البنجة ( الخليقة المندائية الرائعة )
- الناصرية ( أيقاع الحياة ...في زهرة انثى الطين )...!
- دوسلدورف ...النهر في قصيدة
- المدينة ( الناصرية ) ....! والاصحابُ ، وصُحاح تتقاتل عليه ال ...
- تفاصيل مقترحة لرقة امرأة .....!
- ارواح بيضاء في مكتبة زولنكن ...
- شهوة الدمية ...شهوة السوسن ...شهوة العراق ......!
- دهشة السوسن
- الفرات ...النهر ومدينة الناصرية* ..!
- المسيحيون العراقيون في سهل نينوى ....
- قرطبة عدنان الظاهر ..مرشحة ترتدي نخل العراق ثوبا ........... ...
- نرمين المفتي ( وجه للعراق ..ووجه للوردة ..)
- سمفونية المرأة ..( الروح والجسد )...!
- الأنتخابات وصريفة نبي الرحمة .......!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نعيم عبد مهلهل - عرض أزياء وغناء في فندق شط العرب البصرة