|
لماذا لا يوجد لوبي عربي في بريطانيا؟!..
سامي فريدي
الحوار المتمدن-العدد: 2959 - 2010 / 3 / 29 - 18:38
المحور:
المجتمع المدني
(1) كيف تنظر بريطانيا إلى العرب؟.. ما هو موقع العرب في السياسة البريطانية؟.. ما هي مسؤولية بريطانيا في الوضع العربي الراهن؟.. (2) ما هو موقف الحكومة البريطانية من سياساتها الكولونيالية في بلاد العرب في القرنين التاسع عشر والعشرين؟.. هل انسحبت بريطانيا سياسيا أو عسكريا من أحد مستعمراتها العربية من تلقاء ذاتها وليس جراء الثورات والانقلابات العسكرية؟.. هل قدمت حكومة جلالة الملكة اعتذارا رسميا عن احتلالاتها العسكرية للبلاد العربية وممارساتها الاجرامية ضد شعوبها؟.. (3) ما الذي تغير في سياسة بريطانيا في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية؟.. ما هي المبادئ التي استندت إليها البلدان العربية في علاقاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع بريطانيا؟.. كيف ينظر العرب المهاجرون والمقيمون في بريطانيا إلى سياساتها العربية ومواقفها من قضايا بلدانهم الاستراتيجية في المنظمات الدولية والاقليمية؟.. لماذا لم تقبل البلاد العربية في جماعة الكومنولث وأثر ذلك على حقوق العرب وتسهيلات السفر والاقامة والعمل في بريطانيا أسوة بسواهم من سكان المستعمرات البريطانية السابقة؟.. (4) ما هو وزن العرب المقيمين في بريطانيا؟.. ما هو تأثير العرب المنخرطين في الأحزاب والمنظمات المدنية الاقتصادية والثقافية المشتركة داخل بريطانيا؟.. ما هو رد فعل العرب البريطانيين على السياسة البريطانية في الشرق والأوسط والقضية الفلسطينية تحديدا؟.. ما هو موقف العرب البريطانيين من دعم الحكومة البريطانية للأنظمة العسكرية والدكتاتورية في بلاد العرب؟.. (5) ما هو وزن عرب بريطانيا ومستوى حقوقهم المدنية والسياسية بالمقارنة مع الأفارقة والهنود والأفرو أميركان؟.. ما هو موقف عرب بريطانيا من الاحتلال العسكري البريطاني للعراق في مارس 2003؟.. ما هو موقف عرب بريطانيا من الممارسات العدوانية والاجرامية لسلطات الاحتلال البريطاني في العراق؟.. هل هناك موقف عربي واضح وموحد من استمرار الاحتلال والعدوان البريطاني على العراق؟.. كيف تتعامل السلطات البريطانية مع قضايا العرب اليومية وحقوقهم المدنية؟.. * بريطانيا هي قبلة العرب، ولم يحصل في تاريخ العرب أن أحبوا بلدا أو تعلقوا به مثل لندن المشدودة إليه قلوب الكثيرين وعيونهم ممن دخلوها وممن ينتظرون ويحلمون بالدخول؟.. لكن العرب هم أقل الجاليات حقوقا وتنظيما، وأكثرها تشرذما وتخلفا. ولعلهم الجالية الوحيدة التي ما زالت بلدانها تعاني من أوضار السياسات البربطانية العدوانية ومن الاحتلال المباشر والمتكرر من قبل جيوشها ومخابراتها وجواسيسها؟.. بريطانيا هي البلد الوحيد الذي اجتمع عليه (/ فيه) عرب المشرق والمغرب؟..واجمع عليه (/ فيه) الشيوعيون والاسلاميون؟.. واجتمع فيه رواد الثقافة وعناصر القاعدة؟.. فلندن ليست أكبر عاصمة ثقافية عربية، وانما أهم قاعدة خلفية ديناميكية لعناصر منظمة القاعدة العالمية المعروفة بالتطرف والموضوعة في صدارة قوائم الارهاب الدولي.. لعبت لندن دورا جيوبوليتيكيا في ثلاثة حروب اقليمية خطيرة (حرب لبنان الأهلية/ غزو افغانستان/ غزو العراق وسفريات الارهاب من العراق وإليه).. وبعد.. فأن أموال السياسيين وتجار الحروب والقرصنة وجدت مكانها الآمن ومجال استثماراتها العقارية والتجارية الميسرة في بيت أبو ناجي.. الذين جاءوها للدراسة عملوا في التجارة والترجمة واستقروا فيها.. والباحثين عن عمل من سوريا ومصر وبلاد المغرب يسيل لعابهم على أعتابها.. والسياسيون والتجار الهاربون من بلدانهم يزرعون فيها أموالهم ويشترون فيها القصور والفلل مع الخدم والجواري ليحيوا فيها أيام هارون الرشيد.. وتجار الحروب والعسكر والحرامية المتخرجون من حروب لبنان وفلسطين والعراق وافغانستان يفتتحون فيها مشاريع تجارية ومكاتب ويتصيدون ضحاياهم برعاية القانون.. وفي لندن يجتمع السياح الخليجيون واللاجئون العرب من مختلف البلدان.. فهي القبلة والملاذ.. الطابع العام لعرب بريطانيا هو هيمنة النزعة الفردية، البراغماتية والميكافيللية.. الاتجار والحلم بالثروة والترف حلم مشروع من أحلام البؤساء.. وعلى طريق الحلم ثمة كثير من الضحايا وكثير من الصيادين والقراصنة والفهلوة والنصب.. ويمكن حصر منابع الثروة وتراكم رأس المال بأربعة أنماط.. - العقارات والمطاعم ، - التعامل مع جهات خارجية حكومية وغير حكومية، - الملاهي وتجارة الليل، - التجارة السوداء.
* عوامل الجذب البريطانية.. بريطانيا هي البلد الأوربي والغربي الوحيد الذي يعيش من غير دستور.. ويعتبر وجود العائلة الملكية Royal family أحد معوقات وضع دستور مكتوب، أما القانون المعتمد في إدارة الدولة والحياة العامة فهو ما يسمى بالقانون العام Commen Law . وقد أسفر هذا عن حال من المرونة في النصوص القانونية والهشاشة في التطبيقات الادارية التي يمكن تجاوزها أو التجاوز عليها بغير صعوبة. ان السياسة الداخلية للحكومة البريطانية لا تختلف عن السياسة الخارجية لسلطات الاحتلال البريطاني. فالاهتمام هنا يتركز على أهداف الحكومة الخاصة وليس على الأغراض العامة، المصالح الاستراتيجية والأمنية وليس حياة المواطنين العامة أو الخاصة. فالحياة داخل بريطانيا من حيث الحرية والرخاوة التي تبلغ حدود الفوضى عند حصول الاستغلال والتجاوزات، أقرب إلى الحياة في بلدان العالم الثالث منها إلى الحياة الأوربية الغربية في ألمانيا أو الدنمارك والسويد، والتي تتجه منها موجات بشرية من العرب قاصدين الحرية البريطانية مستفيدين من مزايا الاتحاد الأوربي. * حكمة الحياة البريطانية.. 1- لا تكن لك علاقة أو معاملة مع السلطات،.. 2- اذا كانت لك علاقة أو معاملة مع السلطات، فالأفضل أن تكون ثابتة ولا يطرأ فيها أي تغيير..
هاتان الحكمتان هما مفتاح الراحة والابتعاد عن المشاكل والقلق.. لاحظ أن المشاكل والقلق مصدرها السلطات والرسائل اليومية التي توجهها للمواطنين بسبب أو بغير سبب. بريطانيا بلد الترهل البيروقراطي والفساد الاداري بجدارة. فبين مدة وأخرى يتطلب منك املاء فورم جديد أو تأكيد المعلومات والبيانات القديمة، وعند عدم الرد خلال اسبوعين يتم الغاء المعاملة والعودة إلى نقطة الصفر. احرص أن لا تترك مبلغا مغريا في حسابك البنكي، فبريطانيا هي البلد الوحيد – كما أعتقد- الذي يطلب منك شهادة الحساب البنكي مع المعاملة، بل أن مكاتب العقار تشترط شهادة حساب البنك الجديدة قبل أن تتعامل مع زبائنها. أما الذين خارج هذين النمطين فأنهم في دوامة من المشاكل والطلبات الغبية والمعاملات المتجددة.. أعرف شخصا لديه زوجة وطفل، يقيم في بريطانيا منذ عشر سنوات ولديه جنسية بريطانية، وكلما أسأله عن ظروفه يقول : سيركل.. كله سيركل.. ويقصد دوامة المشاكل المتكررة.. والرأي السائد لدى قطاع كبير من المقيمين أن سياسة السلطات هي جعل الناس يعيشون في حالة من المشاكل والمراجعات الادارية العقيمة لحرمانهم من الاستقرار والراحة، ولا أحد يعرف مبررات هذه المعاملة السيئة.. البعض يعتقد أنها تستهدف دفع الناس لمغادرة البلد، أو دفعهم للعمل، أو تدمير العوائل وتشريد أطفالهم.. هذه الادعاءات والأقاويل هي جزء من حالة عامة في هذا البلد الذي لا أحد يضمن معرفته بالقانون أو التعليمات.. فكل موظف خلف طاولة هو القانون.. وهو السلطة.. ولذلك يلعب مزاج الموظف وطينته دور في مصير كثير من الناس.. فالمتعاملين مع موظف جيد يحبهم الله، أما ضحايا الموظف السيء أو المريض فقد حكم عليهم الزمن.. بريطانيا هي بلد ألف حكاية وحكاية.. بلد الخرافات والدعايات والنصب والحيلة على طريقة القراد في أحاديث عيسى بن هشام.. * ازدواجية أم انفصام.. لا شك أن الشخصية العربية تغيرت كثيرا.. فقد تراجعت نسبة القيم الثابتة وصارت أكثر أنانية وانتهازية.. هذه العناصر التي تمنع أي عمل اجتماعي أو تنظيمي للجالية أو النقابة أو المجتمع المدني.. يسمح القانون البريطاني بحمل أكثر من جنسية بلد، لذلك يتوزع ولاء كثيرين بين بلدهم الأول وبلدهم الجديد.. فالشخص يعيش هنا وعينه هناك.. ينام بعين واحدة، وعينه الاخرى تترصد وتتابع الأخبار.. أخيرا .. فأن بريطانيا للكثيرين هي صورة الاستقرار المعيشي والسكن.. أما البلد الآخر، والخارج فهو لضمان أية مصالح إضافية.. صفقة مالية أو تجارية أو سياسية أو زيارة مجانية تلبي عقدة الجاه والمنصب أو المال.. لم يظهر –على العموم- في صفوف العرب موقف واضح مؤثر ازاء قضية وطنية ، ما يجري في العراق مثلا.. ويبقى اختلاف الاراء أكثر من الاتفاق.. هل استطاعت السياسة البريطانية فصل الانسان عن نفسه وعن قضايا وطنه المصيرية.. وأحكمت قبضتها على سياساتها من جهة، وعلى أبنائها في الداخل والخارج من جهة أخرى.. .. اعتقد أن كل فرد بحاجة إلى موقف عقلاني من السياسات البريطانية، يحدد مسؤوليته الأخلاقية تجاه نفسه وبلده والعالم.. ان بريطانيا ما زالت دولة استعمارية تعتاش على القرصنة والاغتصاب.. والاقامة فيها لا يجوز أن تشكل مساومة على القيم الخلقية والانسانية.. لقد نجحت بريطانيا في ترويض الهنود والأفارقة، وغيرت سياساتها التربوية ومواقفها السياسية تجاههم رسميا وشعبيا.. أما العرب.. فلم تنجح في ترويضهم تماما.. لذلك تواصل ضغوطاتها المزاجية ومعاملتها الملتوية التي تجبرهم على الاستسلام والتحول لخدمة أغراضها أو الصمت الجميل.. إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسمُ.. * أواخر مارس 2010
#سامي_فريدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في اركيولوجيا الثقافة
-
يا عشاق الجمال والخير والمحبة تضامنوا
-
من يثرب إلى العراق..
-
العمال والعولمة
-
قبل موت اللغة..!
-
براءة العراق من علي ومزاعمه..
-
شتائم اسلامية في أهل العراق
-
(عليّ) في العراق..
-
العراق من عمر إلى علي..
-
المقدس.. من السماوي إلى الأرضي.. (جزء 2)
-
المقدس.. من المطلق إلى النسبي.. من السماوي إلى الأرضي
-
محاولة في تعريف الدين والمقدس
-
العنف والمقدس (2)
-
(كوتا.. كم.. نوع!!..) المرأة العراقية والمرحلة..!
-
دعوة لحماية الحيوان وحفظ كرامته واحترام حقوقه..!
-
الكلام.. جدلية الكم والنوع
-
العنف والمقدس
-
فصل الدين عن الدنيا
-
فكرة الاشتراكية.. بين صنمية النظرية وأسواء التطبيق
-
ثورة أكتوبر .. (نعم) أو (لا)
المزيد.....
-
الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة
...
-
الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد
...
-
الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي
...
-
الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
-
هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست
...
-
صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي
...
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
-
-الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
-
ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر
...
-
الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|