ئاشتي
الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 20:57
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تحاصرك أسئلة الحلم وأنت تلملم جراحك على بعضها، كي لا يتصور الآخر!، أن عربات انهزامك جاهزة للرحيل، وأنك ما عدت غير ومضة حزن بتاريخ هرم، وربما أمعن في الشماتة، فترحم على ماضيك وأتهم حاضرك بضرورة اللاجدوى، وهو لا يدري من أنك تضع كل موازنة أسئلة الحلم أمام عينيك، وتبحث عنها في أجوبة التوهج، كي لا تخطئ في الرؤيا والرؤية، وكي لا تنحدر ومضات التوهج بعيدا عن أجوبتها، والتي هي معيار حلمك الذي رافقك، منذ أن عرفتْ أرض السواد، معنى عدم انهزامك أمام جيوش التآمر، مثلما عرفت فيك عدم الانحناء أمام عواصف الانحسار.
تحاصرك أسئلة الحلم وأنت الموقن حد توهج الحياة، من أن السقطة التي لا تقتلك، تزيدك قوة، لهذا ستكون أجوبة توهجك معيار التصاقك بهذا الحلم، والذي هو ورديٌ بطبيعة انتمائه، حيث ترعرع في روحك، مثلما واصلت مسيرة حياتك تحت ظلال أشجاره، وأمتد تاريخك مع جذور نخيل أرض السواد بعيدا، يرتوي من مياه الرافدين، حيثما كان وأينما انحدرت مياههما، ولكي لا يتصور الآخر!، من أنك أسرجت خيولك للرحيل، لهذا ستعلن بوجه الريح عن عزمك، في أن تحمل أسئلة حلمك على كفك، وتلقيها في عنفوان أجوبة توهجك، في سابقة لتدارك ما كان، مثلما تعودت طيلة سنوات عمرك الفتي هذه.
تحاصرك أسئلة الحلم وأنت مدرك عمق الجراح التي تخلفها حراب الآخر! في جسد أجوبة توهجك، مادامت هذه الأجوبة تشكل بيان تجاوزك وملامحه، لكل الحواجز التي أعاقت وتعيق ارتسام حلمك في عيون الأطفال، وعلى وجنات الصبايا، مثلما هو بشارة سعادة على جباه الفلاحين، ووشم فخر على سواعد العمال.
تحاصرك أسئلة الحلم وأنت الحالم أبدا، بأضواء ملونة تتراقص على سطح ماء دجلة كل مساء، مثلما تتراقص أشعة شمس صباح بغداد على سطوح منازلها في ربيع قادم لا ريب،
مادامت أجوبة توهجك عنوانها:
(شجرة التخسر ثمرها
أتاني موسم ثاني جاي
البير كلما غمكَن جرحه المساحي
يزيد ماي)
• نشرت هذه المادة في جريدة (طريق الشعب) يوم الاثنين 29 آذار 2010
#ئاشتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟