|
هدف نشر ثقافة المقاومة هو ممارسة المقاومة من قبل الشعب..
عمر قشاش
الحوار المتمدن-العدد: 901 - 2004 / 7 / 21 - 03:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
مداخلة عمر قشاش الرفاق الأعزاء.. نحن نعيش مرحلة جديدة تتميز بتردي الوضع العربي.. احتلال العراق والأخطار الجدية التي تهدد سورية والشعوب العربية. إن سقوط بغداد دليل على تفسخ وانهيار النظام العربي القائم على الاستبداد والقمع والقهر، وحرمان الشعب من ممارسة حقوقه الديمقراطية في الدفاع عن الوطن والوقوف في وجه مطامع واعتداءات الإمبريالية الأمريكية والصهيونية.
بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، تغير ميزان القوى الدولية عالمياً، وأصبحت أمريكا القوة العظمى الأولى في العالم. إن مطامع أمريكا ومخططاتها العدوانية الوحشية أصبحت واضحة ومعروفة للجميع وهي تعلن عنها صراحة، هدفها إحكام سيطرتها الاقتصادية والسياسية على العالم، وتسعى لتحقيقها عن طريق الضغط السياسي والاقتصادي، وإذا احتاج الأمر عن طريق العدوان والاحتلال العسكري. إن العدوان الأمريكي على العراق وتدمير بنيته التحتية واحتلاله يدخل ضمن المخطط الاستعماري الأمريكي الواسع. إن مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تحاول أمريكا وبالتنسيق مع الكيان الصهيوني تسويقه وفرضه على شعبنا العربي، وشعوب المنطقة، هو في جوهره قديم جديد، وأهدافه احتواء شعوب المنطقة وتحويلها إلى دول تابعة ولصالح خدمة الإمبريالية الأمريكية والدولة الصهيونية. في خمسينات القرن الماضي أقامت أمريكا وبريطانيا حلفاً استعمارياً للشرق الأوسط (ضم إيران وباكستان وتركيا والعراق) حاول الاستعمار الأمريكي في مرحلة نهوض حركة التحرر الوطني العربية احتواء الحركة وسعت آنذاك لإقناع الدول العربية بالانضمام لهذا الحلف، تحت شعار الوقوف بوجه الخطر الشيوعي الأتي من الاتحاد السوفييتي، وإقامة قواعد عسكرية في هذه البلدان ضده، لكن جمال عبد الناصر رفض هذا الحلف وشن حملة سياسية ضده، كما رفضته سورية حيث كانت توجد حكومة وطنية وحريات ديمقراطية يتمتع بها الشعب، وقد فشلت مساعي الاستعمار لربط البلدان العربية بعجلة الاستعمار، وانهار الحلف نتيجة مقاومة شعبنا العربي وقواه الوطنية. أما الآن فإن مشروع الشرق الأوسط الكبير يأتي في ظروف جديدة تتميز بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في تغير ميزان القوى العالمية لصالح أمريكا ولنفس الأهداف القديمة الجديدة هي السعي للسيطرة السياسية والاقتصادية وحتى العسكرية إذا لزم الأمر، ولكن تحت شعارات ضد أسلحة الدمار الشامل، ومحاربة الإرهاب، وقضية الديمقراطية الأمريكية الكاذبة الخادعة وحقوق الإنسان وفي ظروف تفسخ وانهيار وتخاذل النظام العربي وعجزه عن اتخاذ أي موقف جدي، سواء في الموقف من العدوان الأمريكي على العراق واحتلاله وارتكاب المجازر الوحشية المستمرة ضد الشعب العراقي الذي يناضل ضد الاحتلال من أجل التحرر والاستقلال، أو في الموقف اللامبالي من جرائم قوى الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني. وتمارس أمريكا ضغوطاً سياسية على سورية، وأهدافها ومطامعها العدوانية واضحة، لذا يجب أن يكون درس العراق واضحاً، فالاحتلال الأمريكي موجود، والمجزرة التي ارتكبها في مدينة الفلوجة وإغراق العراق بالدم مستمرة، والمقاومة العراقية تتصاعد وتوجه ضربات يومية للمحتل الإمبريالي. إن الأعداء يحيطون بسورية، من الجنوب الصهاينة، ومن الشرق أمريكا تحتل العراق، والخطر جدي، وأمام هذا الوضع العربي المؤلم والممزق والخطير، فإن موقع سورية ودورها، وتأثيرها ضعيف جداً. إنها تعيش أزمة داخلية، سياسية، اقتصادية. فاستمرار ممارسة القمع والاستبداد ضد الشعب وحرمانه من ممارسة حقوقه الديمقراطية وتهميش دوره في الفعل السياسي، أدى ذلك إلى اختناقات عند الشعب تظهر بين فترة وأخرى، أحداث السويداء سابقاً، وكذلك الأحداث الأخيرة في الجزيرة. إن غياب الحريات وعدم حل المشاكل العالقة مثل قضية الأكراد، عدم حل مشكلة المحرومين من الجنسية، واللجوء إلى الحل الأمني المؤقت، لا يحل المشكلة، بل يزيدها تعقيداً وتأزيماً، وهذا ليس في صالح القضية الوطنية، فالعدو يحاول استغلال نقطة ضعف في الوضع الداخلي في سورية. وتوجد أيضاً قضية البطالة المتفاقمة في البلاد والغلاء، وتدني مستوى أجور العمال، وغياب دور الحركة النقابية، بسبب ارتباطها بالنظام وعدم استقلالها، هذه كلها أمور تتطلب من النظام معالجتها. وأمام كل هذه الأخطار السياسية والمطالب الاقتصادية للشعب، مطلوب من النظام استحقاقات سياسية واقتصادية واجتماعية أن يتحمل مسؤوليته تجاه هذه الأخطار والتهديدات والضغوط وفي مقدمتها إطلاق الحريات الديمقراطية وأن يرفع النظام وصايته عن الشعب، لأن الشعب أولاً وأخيراً هو الضمانة لحماية الوطن والدفاع عنه والتضحية في سبيله. للشعب السوري تجربة رائدة وتاريخية في هذا الميدان، في خمسينيات القرن الماضي كان يتمتع بحقوق وديمقراطية واسعة عندما تعرضت سورية لضغوط ومؤامرات عديدة من الاستعمار الأمريكي البريطاني ومن تركيا، طالب الشعب بتسليمه السلاح للدفاع عن الوطن، وقد وزع الجيش (100) مئة ألف بندقية على المتطوعين ودربهم على السلاح، مما ساهم في تحصين الوطن وإحباط كل مؤامرات المستعمرين. لقد أكدت تجربة الحياة في بلادنا وفي العالم، أن الديمقراطية لا تمنح من أحد، بل تنتزع بالنضال والتضحية، ولهذا ترتدي أهمية بمكان، أن على القوى الوطنية الديمقراطية استمرار الحوار والعمل المشترك من أجل تشكيل قوى وطنية واسعة تضم كل الأطياف والتيارات والشخصيات الوطنية المؤمنة بالديمقراطية وحقوق الإنسان من أجل الدفاع عن الوطن وتقدمه وازدهاره وزيادة منعته. مفهوم الوطن والمواطن: ■ الوطن ليس الجغرافيا فقط، بل يشمل المجتمع والناس والأحزاب. ■ شعبنا لديه شعور وطني عام، لكن يوجد تمييز، لكن يوجد احتقان عند الشعب، توجد معاناة لدى الشعب، البطالة، يوجد 500 ألف عاطل. ■ فكر النظام أن يحل مسألة البطالة عن طريق اللجوء إلى التأمينات الاجتماعية وهذا خطأ. ■ الحل هو عن طريق التنمية الاقتصادية، مثلاً يوجد فساد، يوجد نهب للمال العام، مليارات مثلاً يوجد 20 شخصاً دخلهم السنوي يساوي دخل مليوني عامل وموظف. ■ هؤلاء الذين يسرقون الوطن والمال العام هم خونة ينطبق عليهم ارتكاب جريمة الخيانة الوطنية العظمى.
#عمر_قشاش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معالجة أزمة البطالة لا تحل عن طريق التقاعد الإلزامي المبكر
-
عاش الأول من أيار يوم التضامن الأممي لجميع الشغيلة وقوى الحر
...
-
حول فضيحة سجن أبو غريب في بغداد وفضيحة سجون الأنظمة العربية
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|