أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - مشكلة الفقر














المزيد.....

مشكلة الفقر


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 16:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول فقيد الأدب العربي عباس محمود العقاد:
"وليس في وسع أحد أن يزعم أن ميزان المجتمع سليم من الخلل في توزيع الأرزاق أو تقدير المكافآت على حسب الجهود.ففي كل أمة أغنياء لا يستحقون الغنى,وفقراء لا يستحقون الفقر".
إن المضطلع على تقارير هيئة الأمم المتحدة في كل عام ,يقرأ ويستنبط منها أن هناك هوة شاسعة بين الغنى والفقر ,حتى أصبح من العسير إقامة جسور من التعاون بين الأمم الفقيرة والأمم الغنية.والسبب الذي لا يغيب عن عاقل ,في أن جشع وطمع بعض الدول ,وبعض الحكومات التي تتطلع دائماً إلى المزيد من الثراء عن طريق تثبيت مصالحها على حساب فقراء العالم .
ومشكلة الفقر ,ليس في كونها مقصورة على الجوانب الروحية والخلقية. لكن المشكلة حين يكون الفقر دافعاً لزيادة الجرائم (السرقة ,والرشوة ,والنهب ,تفككك الأسرة) إلى جانب الإرهاب والتطرف.

الفقر يولد الفوارق الاجتماعية ,بين مجتمع الوفرة,ومجتمع الفاقة.وهذا الفرق يولد حتى ضمن الدولة الواحدة ,البغضاء والتبرم ,لما يحدثه الفقر من كوارث وأخطار اجتماعية.
وحتى نكون منصفين للفكر العالمي ,يجب أن نقر أن مفكري العالم , وعوا ويعون خطورة الفقر ,وقد وضعوا لذلك العديد من النظريات الاجتماعية والفلسفية.
بعضهم رأى أن الحل الوحيد للقضاء على الفقر والمجاعة هو بتحديد النسل .وذلك عن طريق سن القوانين الجائرة.
مالتس وأنصاره ,يعتبرون أن الفقر والفاقة مردها إلى أدوار بيولوجية واقتصادية سابقة طرأت على العالم ,ويدعون إلى بتر النسل.بل ويعتبرون أن الزيادة السكانية هي التي تدعوا إلى عالم المجاعات والقلق.
وبعضهم ادعى أن الفقر والفاقة والجوع ,تعتبر نوعاً من القوانين الطبيعية,أو هي من مخلفات الحروب البشرية.


كل هذه النظريات تلوم الفقراء على فقرهم ,والجياع على جوعهم.والمحرومين على فاقتهم. وبدلاً من فتح أبواب الرزق لهم ,يودون لو أنهم يستطيعون قتلهم والتخلص منهم.
الاشتراكيون ,على مدى التاريخ عالجوا موضوع الفقر ,وتفاوتت نظرياتهم وحلولهم ,حتى توجت بالنظرية الماركسية مع تطبيقاتها العملية في روسيا القيصرية, ودعت الماركسية إلى النضال الطبقي من أجل إعادة حقوق العمال والفلاحين في وسائل الإنتاج ,وقيام مجتمع لكل حسب عمله.
لكن التطبيق أظهر ,أن الفقراء والمحتاجين ,كانوا يُستغلون من قبل عدد قليل من الإقطاعيين والرأسماليين ,وإذ بالحزب الذي قاد عمليات التحول الاشتراكية ,حرف الاتجاه إلى أن أصبح عدد الذين اغتنوا من قيادات الحزب على حساب الشعب يفوق عدد المستغلين الأوائل قبل تطبيق الاشتراكية.
جورج سورس أحد أقطاب الاقتصاد العالمي الجديد ,يقول "لقد أدت العولمة إلى انتقال رؤوس الأموال من الأطراف إلى المركز .(المركز ...الدول الغربية ,الأطراف...الدول النامية).وهذا يعني باختصار أن العولمة حولت فتات ما كان يقتات عليه الفقراء إلى موائد المتخمين"

وهناك فرق بين الزهد ,والفقر.... الزهد هو اختيار نمط معيشي معين في الحياة بإرادة ذاتية ,أما الفقر ,فهو الحالة التي تُفرض على الإنسان خارج إرادته , بحيث الفقر يحيط به من كل نواحي حياته ,وهو لا حول ولا قوة له.
عوامل الفقر هي بعيدة عن الفطرة والطبيعة ولهذا يمكن تبديلها أو تغيرها.وخاصة إذا بحثنا في الأسباب التي يمكن تلخيصها ,بسوء عدالة التوزيع ,وقلة الموارد,وندرة الصناعة ,وغياب العدالة الاجتماعية .

الأرزاق في العالم متوفرة بأكثر من حاجة البشرية ,لكن هناك من اغتال ويغتال هذا الرزق (فئة قليلة من عدد سكان العالم) ,ويجيره إلى حسابه على حساب الشعوب والأفراد .
لهذا ...لا يمكن أن نطالب بتحقيق العناوين الكبيرة في عالمنا العربي ,مثل الحرية والديمقراطية والعلمانية والليبرالية ,قبل وضع حلول جذرية و نسبية لمشكلة الفقر .
الحلول التي تم تقديمها لحل مشكلة الفقر تتلخص في تقديم الغذاء والدواء والخيام دون السعي لإيجاد حلول طويلة الأمد ,ذلك لأن الحل لا يكمن في تقديم القوت للجياع ,بل يجب القضاء على الأسباب.
ويبقى السؤال المطروح ,هل في الأديان على اختلافها حلولاً لمشكلة الفقر؟ الجواب .....نعم هناك تشريعات إلهية لحلها, لكن التدين والفكر الديني ,حول تلك التشريعات أيضاً إلى ينابيع يغتني منها رجال الدين ومن يدور في فلكهم.
ويبقى السؤال ....كيف يمكن حل مشكلة الفقر؟



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل مناضل
- أعشق شهر إبريل (نيسان)
- مرض التقليد في الحركات الشيوعية العربية.
- الجنس عند العرب والمسلمين
- الاشتراكية و صحة الإنسان
- لماذا يا أبي؟
- أمي الأرملة.
- ما ذنب الكلاب !!!!
- يا نساء العالم ,ويا نساء المملكة العربية السعودية
- الاشتراكية..... هل انتهت؟
- ماء الحياة
- الإسلام هو الحل
- خال المؤمنين معاوية بن ابي سفيان
- حكاية وعبرة
- العجوز التي فجرت قنبلة
- الحضور الألهي ,والشخصية الإنسانية
- خالد بكداش ,للأمانة والتاريخ (1)
- الأصلاح الديني ما بين الشيخ محمد عبده ,والدكتور أحمد منصور
- فقر أم تفقير
- الأشتراكيون والمتدينون


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - مشكلة الفقر