محمد خضر الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 16:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليست المعضلة في جود المشكلات إنما المشكلة في هذه العقلية العربية العاجزة عن إيجاد الحلول لهذه المشكلة أو تلك ...
نحن نعرف أن هناك صراعاً عربياً إيرانياً منذ فجر الخلافة الإسلامية بل و ما قبلها كما أننا نعرف أن إيران بنزعتها القومية أو المذهبية لها موقفها السلبي من الأمة العربية .. و لكن إيران بالأخير هي جارة للأمة العربية منذ فجر التاريخ كواقع جغرافي أولاً ثم بالمشاركة في جانب العقيدة ثانياً.
و مع كل ذلك فهل وضع العرب رؤيا شمولية لكيفية معالجة هذا الوضع المؤسف بين العرب و إيران..
كان على العرب أن يأخذوا زمام المبادرة و يكلفوا الجامعة العربية ممثلة بأمينها العام الأستاذ عمرو موسى لكشف النوايا الإيرانية المستورة و الواضحة و ما هو الحل الذي يكون لصالح الطرفين و أن يطرح ذلك على طاولة مستديرة . أما قضية طموح إيران لامتلاك السلاح النووي فإن الرد الوحيد عليه هو أن يشكل حافزاً عربياً للعمل على امتلاك هذا السلاح بمختلف الطرق.
ألم تستطع باكستان أن تستفيد من الحرب الباردة عندما انتزعت من الغرب سلاحها النووي ليكون معادلاً موضوعياً لامتلاك الهند مثل هذا السلاح.
لمََ لم يتقدم أصدقاء امريكا من العرب ليضعوا هذا الأمر فوق طاولة المصالح الأوروبية الأمريكية.
إن إيران ليست بأكثر غنىً من العرب و ليست أكثر عدداً من العرب و عليه فإننا قادرون على سدّ كل الأبواب التي يمكن أن تتسلل منها الرياح الصفراء الإيرانية إن أردنا.
ثم هل يحق لنا نحن العرب أن نتغافل عن العدو الحاضر و الحاصل المتمثل بالكيان الصهيوني و السياسة الأمريكية الحمقاء في وطننا.
أليس إعطاء المعركة مع إيران هذه الاهمية يدلل على سذاجة في عقلنا و شيئاً من الهبل في أزمة السياسة الدولية.
أما آن الأوان لنقف لحظة محاسبة و مراجعة لنُدين عجزنا و تخلفنا في معالجة جراحات أمتنا التي تنزف دماً كل يوم كذلك الذي يجري في اليمن و السودان و الصومال، و نحن بوعي أو بجهالة كالعصفور الذي أذهلته، الحية حتى تسمر في مكانه و هي قادمة لالتهامه، و لو أنه حرك جناحيه لكان في منجاة من عدوه يعيش بأمن ٍ و سلام .
#محمد_خضر_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟