أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - من قتل عبدالله داوود














المزيد.....

من قتل عبدالله داوود


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 16:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


البُعدُ الآخر
من قتل عبدالله داوود؟
علي شكشك
مثل كلِّ ملفاتنا, المثقلة بالأمل, الأمل الذي لا يعني في القاموس بأيّ حالٍ التأجيل, لكنه ملفٌّ يطويه ملفٌ يطويه ملف, فهكذا كانت الحكاية من البدء وحتى المتن الحالي للرواية, مع انفتاح النهاية على نفس الاحتمال الأول, لأنّ قاموسنا لا يعرف الملل, بما أنه وطّنَ نفسه على أن يقتات بالأمل, لأنه حتماً سيكون, هكذا استقر الأمر في آخر الروح, هكذا يعيش الفلسطيني, وهكذا يموت, وهكذا كانت الرواية غير الكاملة للشهيد عبدالله داوود, ليس فقط لأنه رحل غريباً, أو مبعداً, لكن لأنّه أيضاً كان شاهداً على المرحلة وشهيداً عليها, كان محترقاً بها وأحد إنجازاتها وضحاياها, وهو الذي ناضل في الوطن من أجل الشعب والمبدأ والوطن, ليُعاقب بالحرمان من الأهل الوطن, هل كان عليه ألا يفعل, لكي لا يرحل, وهل كان لو لم يفعلْ سيكتملُ الوطن, كان يحلم بوطن يتكامل هو فيه أيضاً, وطنٍ كما يشتهيه, فاختار أن يكون شاهدا وسياجاً له ولو عبر منافيه,
مثل كل ملفاتنا هو ملفُّ مبعدي الكنيسة, والذي يحمل عبقاً يميز مسيرتنا باختلاط المقدس بالوطني, والسلاح بجرس المهد, وزي الراهب بترتيل القرآن ومشاهد الحصار التي أصبحت واقعاً وتراثاً فلسطينيا لا يقتصر فقط على الجغرافيا, ولا يجترحُ المشهدَ إلا نشازُ جنديٍّ يهودي مستورَدٍ يُصِرُّ على التفتيش وفحص الهوية, وهو نفس العنصر الناشز في كل الحكاية من أول المقدّس والبشارة والصليب إلى أقصى الحصار والجرح في الموال مروراً بالمنافي والشريان, فهم الذين أجبروه على مغادرة بلاطه, وقد أرغموا أباه على النزوح إليها, وهم الذين يسكنون دقائق روحه ويجبرونه على استراق إجازات يوسف لاختطاف حضنٍ في عمّان أو الجزائر, وهم الذين مزقوا الوقت ورفعوا الضغط, فهل مثل هذا هو الذي جعلهم يُلعَنون على لسان داوود,
عبدالله داوود هو ملف المهد, وملف المهد هو أحد ملفاتنا الملفوفة في ملف, والتي نؤجلها للأمل, من ملف المستوطنة الأولى منذ قرنين من الزمان, إلى ملفاتٍ أصبحنا نهابُ من ذكرها, لكي لا نستفِزَّ المساحاتِ المهمَلة في العقول الواقعية, والتي تنتعش فقط عند الحديث عن الحقّ الكامل والعودةِ الكاملة والتحرير الكامل, مما يردعنا ويُعيدنا إلى شرط كلّ ذلك وهو التحرير الكامل الأوّل لما في داخلنا من إنسان, لنكون على أهبة القول الثقيل الذي لا تحتمله مساحات العتمة الكسلى, والتي كان عبدالله داوود يحاول الوصول إليها ويقرع الأجراس, ولهذا ربما كان لابدّ أن يُلقى في بُعدٍ آخر غير الزمان والمكان الذي يُسيّجُ الوطن,
ملفاتنا تأبى نسياننا, حتى ولو أودعناها للأمل, ولم يَنسنا أيضاً أنّ اعترافَ المنظمة الدولية بهم في العام التاسع والأربعين من القرن العشرين رغم لاشرعيته كان من بين شروطٍ أخرى مشروطاً بإعادة كلّ اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم, فقد يطول الأمدُ على ملفِّ مُبعَدي المهد ليستقر في بعدٍ آخر من الزوايا المعتمة, فيصبح الحديثُ عنهم حينها مستفزاً لها, إذ أنّ عدوّنا يلجأ إلى نفيها ونفينا, ليس فقط في الجغرافيا, ولكن في بعدٍ آخر بعيدٍ عن سياج الوطن واحتمال الأمل,
يشير غسان كنفاني إلى "الشيء الآخر" في روايته التي تحملُ نفس العنوان ويسأل: من قتل ليلى الحايك؟, ولعلنا لا نخطئُ كثيراً إن أشرنا إلى تورّط "البعد الآخر" في تفجير شريان عبد الله داوود.

اللجنة الاعلامية في الجزائر



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخراب
- فجيعة الحقيقة
- في اللامعقول
- ماذا لو ؟
- استدراج
- لسان الجرح المبين
- صورتان
- كل عام ونحن كما نحن
- هواري بومدين -صوفية السياسي -
- مجرّد عِناد
- بياض صمتها
- القدس في آخر العام
- حول الملعب
- مايعجز الكلام
- النيوءة
- نحن لا غودو
- ترجمان الاشواق
- الزمن الثقافي الفلسطيني
- موجز الكلام- فتحي الشقاقي-
- في منطقة اليقين


المزيد.....




- فيديو يظهر لقطات من موقع سقوط الصاروخ في مجدل شمس بالجولان
- في بيان لـCNN.. ماذا قالت أمريكا عن هجوم الجولان؟
- اكتشاف مفاجئ يشير إلى وجود محيط مخفي في أحد أقمار أورانوس
- ترامب حول قصف مجدل شمس: هجوم -مروع- وعلينا استعادة الاحترام ...
- مصر.. النيابة العامة تصدر قرارا جديدا بشأن الزوجة المتهمة بس ...
- إبطاء عمل موقع -يوتيوب- في روسيا
- متى تكون مسكنات الألم الشائعة خطرة على الصحة؟
- شيخ العقل لطائفة الموحدين في لبنان يدين الهجوم على بلدة مجدل ...
- -أكسيوس-: إدارة بايدن تشعر بقلق بالغ من احتمالية اندلاع حرب ...
- المبارز التونسي فارس فرجاني يحرز فضية ويمنح بلاده والعرب أول ...


المزيد.....

- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - من قتل عبدالله داوود