حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 901 - 2004 / 7 / 21 - 02:52
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كلنا نتحدث عن الديمقراطية والحريات العامة ,والراي الاخروتعدد الاراء واحترامها,وان نسمع الاخر لكي يسمعنا .هذه المقدمة صحيحة وتشكل اساسا متينا للخطوات
اللاحقة باتجاه التحول الديمقراطي المنشود الذي على اساسه تبنى دولة القانون والعدالة والمساوات .
ويكون الجميع متساويين في الحقوق والواجبات ,ولا يتحقق هذا الهدف العظيم الا بمشاركة الجميع دون استثناء,وبالجهود الوطنية الصادقة والمخلصة التي تؤمن بالديمقراطيةطريقا وحيدا لا رجعة عنه .ولكن للاسف الشديد نحن نسمع ونقرا ونشاهد الفضائيات ان البعض من يتحدث بالديمقراطية ويطالبنا ان نستمع له مقابل ان لا يستمع لنا بل يهاجم ويشتم ويسب الجميع ,دون اية حق ,يتناول الجميع بالسوء ,احزاب وقوى سياسية ,ومكونات قومية ,دينية ,اثنية ...الخ.واحيانا يشتم نفسه من حيث لا يدري .لمصلحة من كل هذا ؟ . لانه من السهل ان تشتم الاخر ولكن من الصعب ان تستمر بالحوار والجدل لانه يتطلب الايمان بالحوار وقوة الحجة والاقناع والخبرة الكافية لادارة النقاش الهادئ والبناء الذي يهدف بالنتيجة الى خدمة الجميع ,بعيدا عن العواطف والانفعالات وتوجية التهم الجاهزة والمعروفة سلفا والتعرض الى السيرة الشخصية الاجتماعية لهذا الشخص او ذاك ,والابتعاد عن الحوار الحضاري العلمي الانساني الهادف الذي يحترم الجميع وان اختلفنا في الكثير من القضايا السياسية والفكرية ,واليات العمل للوصول للاهداف المشتركة .
ومن حقنا جميعا ان نختلف ونجتهد وننتقد هذه الظاهرة او تلك من اجل ان تتحول خلافاتنا وصراعاتنا من اجل الوحدة لا من اجل التقسيم والتفكك وان نتمسك بمبدا الصراع من اجل الوحدة .
ولكن كل هذا مرتبط بمستوى الوعي والادراك لفهم الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمرحلة التاريخية ,لان التحول نحو ممارسة الديمقراطية يحتاج الى المزيد من الوقت ,والكثير من الفهم للواقع الوطني العراقي الملموس , والاستفادة من التجارب الديمقراطية في البلدان المختلفة ,, لان الديمقراطية لا تاتي دفعة واحدة , بل تنمو تدريجيا من خلال عملية التطور في جميع مجالات الحياة ..
وان تتحول الى نهج وسلوك يومي تتماشى مع عملية التطور الاقتصادي الاجتماعي المرتبط بالانسان اولا للوصول الى طريق الديمقراطية الاجتماعية السياسية التي بدورها تحقق مجتمع العدالة الاجتماعية ويكون الانسان غايتها الاول والاخير .وفي الختام نسال لمصلحة من يشتم الجميع ؟؟
نامل لمصلحة العراق ان يحترم الجميع ..
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟