أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جاسم المطير - ضحايا وجلادون في شركة مصافي الجنوب بأرض الجن ..














المزيد.....

ضحايا وجلادون في شركة مصافي الجنوب بأرض الجن ..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2958 - 2010 / 3 / 28 - 05:44
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


وصلتني رسالة من لفيف من موظفي شركة مصافي الجنوب في محافظات ( البصرة – الناصرية – ميسان ) فيها كثير من الاتهامات الموجهة إلى المسئولين الحكوميين عن تبديد عائدات الثروة النفطية في العراق ، الذين لم يجدوا ، حتى الآن ، كما يبدو من مضمون الرسالة أي مساحة من التفاهم حول الحقوق المالية المتعلقة بنظام مناصفة واقتسام الأرباح السنوية الصافية لموظفي الشركة العاملين فيها بموجب قانون خاص من قوانين وزارة النفط .
المفروض في هذا الزمن الشفاف أن لا تكون هناك صراعات (غير لائقة) بين قادة وقواعد وزارة عراقية واحدة لأن المصلحة الوطنية هي الأكثر إنسانية وهي حصاد الجهد الشاق للشعب العراقي كله . لكن يبدو من نص ومحتوى الرسالة أن العلاقات الوظيفية ما زالت في دوائر الدولة قائمة على أسس أزمة أخلاقية قيادية كبرى ممتدة من العصور التاريخية الماضية هي أزمة العلاقة بين (الجلاد والضحية) أو بين (السيد والعبد) . حول هذا الواقع يمكن ان نقدم الكثير من أمثلة سلب حقوق موظفي شركة مصافي الجنوب . هذه الحقوق ما زالت في مأزق خلال السنوات 2007 و2008 و2009 إذ تحلل وانتهى شيء أسمه ( حقوق الموظفين و العمال ) من وجهة نظر قادة وزارة النفط في مقدمتهم معالي السيد الوزير ، لكن المأزق ما زال قائما مناهضا للحق والعدالة في ارض العراق ، التي ما عادت بلاد الرافدين ، ولا بلاد الذهب الأسود ، بل أصبحت بلاد الجن .
لهذا السبب فأن الموظفين الضحايا اعتبروا في رسالتهم المرسلة لنا أنهم وقعوا تحت ظلم يستحق الشجب والاستنكار لأن حقوقهم تعاني العبث من قبل (جلاديهم) في وزارة النفط . لذلك فهم لا يريدون أن يظلوا متحفظين صامتين عن المشكلة الحقيقية وعن الألم المبرح الذي تحس به ظهورهم نتيجة استمرار جلد حقوقهم المغدورة منذ ثلاث سنوات بالتجاوز على (نصوص العقد الاجتماعي الديمقراطي) الموقع قانونيا بينهم وبين الوزارة التي هم موظفون فيها .
يقول كاتبو الرسالة أن وزارة النفط امتنعت عن السعي لاستحصال 20% من حقوقهم المالية لدى شركة مصافي الجنوب للأعوام 2007 و 2008 و2009 التي امتنع ديوان الرقابة المالية عن الموافقة عليها بسبب قيام معالي حسين الشهرستاني وزير النفط بخرق قانوني عبر ضخ النفط الأسود المشتق في المصافي الوطنية مع النفط الخام المصدر لإيهام الرأي العام باستقرار الإنتاج ..! . بالتالي فالسيد الوزير مطالب بحل الإشكال الذي وضع الشركة فيه . ونؤكد أن قيام الوزارة بعملية غمط حقوق المواطنين يُعد سابقة خطيرة في القطاع النفطي تم تمريرها بالاستفادة من وجود ثلاثة مسئولين من جهة واحدة على رأس الهرم القيادي : (1) حيث ينتمي السيد رئيس الوزراء و(2) السيد الوزير و(3) السيد مدير عام مصافي الجنوب إلى نفس (الكيان السياسي) المتنفذ الحاكم في العراق ، كما هو حال باقي الشركات النفطية . يشكل هذا الأمر جوهر الكارثة النفطية حيث لا يوجد من يطالب بحق المنتسبين بعد قيام السيد الشهرستاني بحل النقابات ومصادرة وسائل عملها وتشتيت ونقل منتسبيها .
يبدو من الواضح ، هنا ، أن ثمة شكوك متجمعة عند موظفي الشركة بأن موقف ثلاثة مسئولين كبار في الدولة العراقية هم رئيس الوزراء + الوزير + المدير العام تجمعهم (1) الرابطة الشخصية الوثيقة و(2) الرابطة الطائفية الأوثق و(3) الرابطة السياسية الأوسع . لقد علت هذه الروابط الثلاثة على كل شيء ، وعلى حقوق الموظفين والعمال قبل أي شيء .
مع الأسف الشديد أن القادة السياسيين في العراق الجديد لا يرون ضرورة ولا واجبا عليهم في أن يكونوا مخلصين لحقوق الآخرين ، أو مدافعين عنها . كما أنهم لا يرون في شكاوى المواطنين غير سحابة سوداء تعكر مزاجهم ليس غير . عذرهم الوحيد مثلما هو عذر الجلادين ، في كل زمان ومكان ، انهم لا يحملون السياط بأيديهم ، لكنهم ينسون أو يتناسون أن خداع العمال والموظفين لا يخلو من آلام شبيهة بجلد الظهور ، وأن في أهانتهم آلام لا تقل عن آلام جلد السياط ، وان التجاوز على حقوقهم المالية هو نوع من أنواع السادية فيها عذاب لا يقل عن عذاب سياط الجلادين .
يبدو ان وزارة النفط أسقطت من تفكيرها ومن حساباتها مصالح هذه الفئة من العاملين في شركة مصافي الجنوب .
في نهاية الأمر أقول للقراء الأعزاء أن ما يكتبه قلمي أو أي قلم صحفي آخر ليس فيه إلا قدر بسيط من التأييد لحقوق المغدورين .
شخصيا ليس بإمكاني غير مشاركتكم آلامكم ، يا ضحايا النفط وشركاته ووزارته . أنا اعرف جيدا أنكم أصحاب حق وعدل . لذلك فأنا على ثقة تامة بأن نزعة التشاؤم ليس لها مكان بين صفوفكم ، وأن الخوف لا مكان له بين جماهير عصر الديمقراطية ، وأن التراجع عن الحق لا وجود له في صفوف المدافعين عن الحق.
واصلو الكلام بشجاعة وحرية من اجل محاكمة جميع المذنبين بحق المواطنين .
أنا اعتقد مثلكم : أن من يصرخ بأعلى صوته هو المنتصر في نهاية المطاف حتى وإن قام معالي الوزير الشهرستاني بحل نقاباتكم ومصادرة وسائل عملكم النقابي وتشتيت وحدتكم بنقل المنتسبين منكم إلى أماكن ووظائف مختلفة هنا وهناك في دوائر الدولة ، بقصد لجم ألسنتكم وتهديم أسس وحدتكم ..
رغم أن نجوم السماء صامتة ، لكن الكون لن يغفو . كل أصحاب الحقوق لمنتصرون بعد هوة الجلد والضجر . إنه قانون الشمس الأزلي تمد أشعتها بعد كل ظلام .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 28 – 3 – 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى وزارة الثقافة بمناسبة يوم المسرح العالمي ..!
- سيدي الشاعر : إنهم يفضلون السماء الغائمة ..!
- حمدية الحسيني هيكل انتخابي غامض وعاجز..!
- دعوا مستشار الرئيس المالكي في نومه العميق ..!
- مياه العراق عام 2222 كما أنبأتني العرّافة..!!
- في السراء والضراء كانت قمرا لا يغيب
- السينما الصينية تعتمد على مصادر القوة الداخلية في تطورها
- بعض الملاحظات عن التعاون بين السلطات الثلاث لحل الأزمات السي ...
- إلى النائب بهاء الاعرجي : اعتذر مِنْ شَرِّ ما صنَعْت وما قلت ...
- احتمال بابلي : عضوات مجلس محافظة الحلة في حالة حب ..!
- تخصيب يورانيوم هيفاء وهبي لشهر رمضان النووي ..!
- اوكازيون المعركة الانتخابية بين أليسا ومليسا ..!!
- خلف السدة .. تعزيز الثقة بمقدرة الذات الروائية
- المزاج السياسي وتأثيره على القرار السياسي
- أهم ما يشغل القادة الكربلائيين نهارا هو الشغل ليلا ..‏!
- تنزيلات لمؤسسة السجناء السياسيين العراقيين في زواج المتعة في ...
- السيستاني والعريفي والكاتبة الجميلة سمر المقرن ..!
- انتخبوا الدكتورة منصورة منصور المنصوري ..!
- موضة العراق الجديد بيتزا ومحرم وجواز دبلوماسي وشهادة دكتوراه ...
- هيئة النزاهة العراقية تلتزم بمعاهدة كامب ديفيد ..!


المزيد.....




- نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطلق حملة صحفيات بزمن الحرب
- الحكومة الجزائرية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر ...
- تأكيد المواقف الديمقراطية من الممارسة المهنية وعزم على النهو ...
- وزارة المالية العراقية : موعــد صرف رواتب المتقاعدين في العر ...
- “اعرف الآن” وزارة المالية تكشف حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين ...
- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...
- تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
- تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال ...
- النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع ...
- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جاسم المطير - ضحايا وجلادون في شركة مصافي الجنوب بأرض الجن ..