أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - بين -حماية الأخلاق- و-مكافحة الإرهاب- ضاعت حقوق الناس!














المزيد.....

بين -حماية الأخلاق- و-مكافحة الإرهاب- ضاعت حقوق الناس!


حزب العمال التونسي

الحوار المتمدن-العدد: 900 - 2004 / 7 / 20 - 06:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لم تُقنع الرجعية النوفمبرية الحاكمة في تونس هدية "مكافحة الإرهاب" التي نزلت عليها من أسيادها الأمريكان، فأضافت إليها "حماية الأخلاق" وهكذا أحكمت ربط الحبل على رقاب الشعب التونسي وأوجدت لنفسها ذريعة لمزيد ضرب حقوق الإنسان المدنية والسياسية، في وضح النهار، هذه المرة، ودون أقنعة أو تستر.

وإذا كان قانون "حماية الأخلاق" يستهدف بالدرجة الأولى الحريات الشخصية فإن قانون "مكافحة الإرهاب" يطال الحريات العامة أولا. ويمثل هذا وذاك مجتمعين كمَّاشة بيد البوليس وسائر أجهزة القمع لمضايقة الناس وملاحقتهم ومراقبة حركاتهم وسكناتهم ولتضييق الخناق على أبسط حرياتهم وإلصاق التهم الباطلة وفبركة القضايا ضدهم.

وإذا كانت الفئة الاجتماعية المستهدفة قبل غيرها بدعوى "حماية الأخلاق" هي فئة الشباب من الجنسين، فإن ضحايا "مكافحة الإرهاب" هم بالدرجة الأولى شريحة الأحرار والمعارضين والخارجين عن الصف السياسي النوفمبري من قادة الأحزاب والمنظمات الديمقراطية وإطاراتها ونشطائها وقواعدها.

لم تكف الشباب الأوضاع المزرية التي يعاني منها وخاصة البطالة وانسداد الآفاق فزادوه قمعا على قمع وتوخوا معه خيار الهروب إلى الأمام (أي إلى الوراء) كأنهم ليسوا المسؤولين عن الفساد الذي ينخر المجتمع، بما في ذلك تردّي الأخلاق وتفشي الانحراف والجريمة وتدنّي المستوى الذهني.

إن السياسة الاستبدادية المتبعة والثقافة الهجينة المروّجة، والطبقية الظالمة المفضية إلى تجميع الثروة بين أيدي قلة كسولة ونهّابة مقابل حرمان الأغلبية الكادحة والإمعان في تفقيرها وتدميرها، كل ذلك وما ينجر عنه من إحساس بالقهر والغبن والعجز لا يمكن أن يؤدي إلا إلى التدهور العام، بما فيه تدهور العلاقات والمعاملات: علاقة الرجل بالمرأة، والجار بالجار، ومعاملة البائع للشاري، والعون الإداري للمواطن، وعون التمريض للمريض، ومن ثمة تفشي آفات التحرّش الجنسي والاغتصاب والغش والوشاية والإدمان والسرقة والنشل والقتل، والتجاهر بما يؤذي ويضايق ويحرج ويجرح. ومعلوم أن "النّاس على دين ملوكهم" كما يقال قديما، بمعنى أن الحاكم يظل قدوة لمحكوميه، وخاصة في ظل السياسة القهرية والمجتمعات المستبطنة لفكرة "الواحد الأحد" فإذا صَلُح أثّر إيجابا وإذا فسد أثّر سلبا وصنع رهطا على شاكلته.

إن المضايقات التي أضحى المارة، راكبين وراجلين، متجوّلين أو مسافرين، عرضة لها من طرف أعوان الشرطة والحرس زادت طين الاعتداءات بلة وضاعفت من إذلال التونسي وإشعاره بالقهر في بلاده، خصوصا والتعلات التي باسمها يقع إيقاف الأشخاص وطلب الاستظهار بهوياتهم وسؤالهم في أمورهم الخاصة (ما علاقة هذه بك؟ من تكون؟ ما الذي جمعكما، من أين وإلى أين؟ ما تشتغل وفي أي مكان بالضبط؟ لماذا جئت إلى هنا؟ ما الذي في يدك؟..) هذه التعلات تبقى غامضة وغير معللة بل تتداخل فيها "حماية الأخلاق" و"مكافحة الإرهاب" على أساس أن كل مواطن متهم (اغتصابي، إرهابي…) حتى تثبت براءته. وما من شك في كون "الإرهاب" هو أيضا نبتة من نبات الدول الامبريالية والدويلات الدائرة في فلكها، وإذا كانت تلك مُفرزة للإرهاب بسياساتها العدوانية وظلمها الاستعماري، فإن هذه منجبة للإرهاب بعمالتها ودكتاتورية أنظمتها وفساد طغمها الحاكمة، وبالتالي، وفي غياب البدائل الجماهيرية أو ضعفها وأمام استحالة التعبير المدني والعلني، غالبا ما يتّخذ ردّ الفعل شكل العمليات الإرهابية التي تتولاها جماعات أو أفراد!

وتجد الرجعية في معزوفة مكافحة الإرهاب أقصر السبل وأقلها مشقة لمواجهة مطالب شعوبها ومعارضيها، فقد منحتها هذه المعزوفة إمكانية الخلط داخل كيس واحد بين المقاومة التحررية المشروعة وبين الأعمال الإرهابية المعزولة، وأعطتها فرصة التذرع بمواجهة الخطر الإرهابي لخنق أنفاس مواطنيها وتصفية أبسط الحقوق المدنية والسياسية.

وتسوق الامبريالية الأمريكية توابعها في العالم سوق الماعز، وتهشّ عليهم بعصا مكافحة الإرهاب وتساومهم في ذلك بالحماية فيخضعون صاغرين ويتسابقون لمرضاتها، ويسنون التشاريع الخاصة بـ"مكافحة الإرهاب" ويسببون مزيدا من المتاعب لشعوبهم ومجتماعتهم مقابل إرضاء ولية أمرهم الولايات المتحدة.

ويا ويح الشارع الذي اجتمعت عليه "حماية الأخلاق" و"مكافحة الإرهاب" ماذا يفعل! إن الفعل الوحيد المناسب هو فعل التصدي لمثل هذا البهتان وتحميل السلط القامعة مسؤولية التدهور العام وفضح أغراضها الحقيقية من سن هذين القانونين، باعتبارها هاربة من مواجهة نتائج سياساتها الخرقاء، سالكة سلوك النعامة، لكن نعامتنا لا تدس وجهها في التراب، بل تتحوّل إلى وحش مفترس، وتأتي على الأخضر واليابس.

قوانين قمعية تنضاف إلى ترسانة القائمة، لا بد من إسقاطها وطرح البدائل، بدائل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية.



#حزب_العمال_التونسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة الديمقراطية قادرة على أن تكون فاعلة
- بيان
- انتفاضة الخبز 3 جانفي 1984: الوقائع والاستتباعات
- قفصة : القوى الديمقراطية تنهض
- الإعلام الليبرالي في خدمة رأس المال
- الديمقراطية الشعبية هدف الشيوعيين المرحلي
- أزمة الديمقراطية البرجوازية
- اقتصاد الجريمة جزء من الاقتصاد النيوليبرالي
- قراءة في الوضع الراهن للحركة النقابية في تونس
- اليسار النقابي : واقع التشتت ورهانات المستقبل
- الأنظمة العربية : الدكتاتورية والعمالة
- الشيوعيون والعائلة
- ضد الرأسمالية، دفاعا عن الاشتراكية
- حول الوضع الدولي الراهن - من أجل جبهة عالمية معادية للامبريا ...
- حول الوضع العام بالبلاد - لنكسر العزلة عن الحركة الاجتماعية ...
- المقرر السياسي للندوة الأممية للأحزاب والمنظمات الماركسية ال ...
- على هامش القمة العربية المزمع عقدها يومي 29 و 30 مارس 2004 ب ...
- القانون الأساسي لحزب العمال الشيوعي التونسي
- بلاغ
- الأدنى الدّيمقراطي لتحالفنا اليوم وغدا- الجزء الثالث - -حركة ...


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حزب العمال التونسي - بين -حماية الأخلاق- و-مكافحة الإرهاب- ضاعت حقوق الناس!