الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 900 - 2004 / 7 / 20 - 06:45
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لا يختلف اثنان ان الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة، في الضفة والقطاع والقدس الشرقية المحتلة، يواجه وضعًا مصيريًا غاية في الخطورة. وضعًا يستدعي اليقظة الوطنية الفلسطينية والوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة المخطط الشاروني الاحتلالي الاستيطاني الكارثي الذي يستهدف مصادرة الحق الفلسطيني المشروع بالحرية والدولة السيادية المستقلة. واكثر ما يراهن عليه المحتل لتمرير مخططه التصفوي هو كسر صمود ووحدة الشعب الفلسطيني الكفاحية من خلال اشعال نار الفتنة والفوضى وتأجيج الصراع الداخلي الفلسطيني – الفلسطيني، خاصة في ظروف ضرب مكانة ودور السلطة الوطنية الفلسطينية. فالمحتل الاسرائيلي قد حوّل السلطة الوطنية الفلسطينية الى يافطة سلطة مع "وقف التنفيذ" بعد أن هدم بنيتها التحتية العسكرية والمدنية وقطع اوصال قطاع غزة مع الضفة الغربية وسجن الرئيس الفلسطيني المنتخب ياسر عرفات وحدد حركة تنقله في داخل مدينة رام الله. وفي غياب سلطة مركزية قوية تدير شؤون الادارة ورعاية مصالح الشعب الفلسطيني تنشأ الظروف غير الطبيعية لبروز ظواهر سلبية مثل تبلور أطر من قوى الفوضى التي تأخذ القانون الى أيديها. فما حدث في غزة امس الاول، حيث قامت قوة مسلحة باختطاف قائد الشرطة في القطاع غازي جبالي ورعايا فرنسيين يعتبر سابقة خطيرة تجسد حالة الفوضى التي لا يستفيد من ورائها سوى المحتل الاسرائيلي. قد يكون غازي جبالي متورطًا بالفساد والرشوة، وقد يكون غيره من رجالات في السلطة الفلسطينية غائصين في عفن الفساد، ومن حق الشعب الفلسطيني المطالبة بالتخلص من دنس الفاسدين واجراء اصلاحات تخدم المسيرة الكفاحية لشعب يتحمل معاناة فوق طاقة البشر. ولكن ليس من حق احد أن يحول مقاومة شعب للاحتلال الى فصائل عصابات مسلحة يأخذ كل منها القانون الى يديه لتصفية حسابات او لتحسين مواقع في ميزان قوى الصراع الداخلي الفلسطيني.
اننا نوجه اصبع الاتهام الى الاحتلال الاسرائيلي الذي يتحمل مسؤولية اوضاع الفوضى في قطاع غزة التي يغذيها بمختلف الوسائل والتي لن تؤدي ابدًا الى ضمان الامن والاستقرار على ساحة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني. لقد أصدر الرئيس ياسر عرفات مرسومًا رئاسيًا يوحد من خلاله الاجهزة الامنية في ثلاثة أجهزة – الامن العام والشرطة والمخابرات العامة، كما أعلن عن اقالة الجبالي وتعيين خلف له. ولكن هذا المرسوم تبقى نجاعته محدودة في ظل مواصلة الاحتلال الاسرائيلي تصعيد عمليات العدوان الاجرامية في المناطق الفلسطينية وتكبيل أيدي نشاط السلطة الوطنية الفلسطينية. فمواجهة الفوضى في المناطق الفلسطينية تستدعي اضافة الى اليقظة الوطنية والمسؤولية الوطنية الفلسطينية، العمل على تشغيل مكابس الضغط المختلفة، المحلية والعربية والعالمية، على حكومة الاحتلال والجرائم اليمينية لاستئناف عملية التفاوض السياسي مع العنوان الوحيد للشعب الفلسطيني، منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية لانجاز التسوية السياسية.
("الاتحــــــــــــــــــاد")
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟