أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الرديني - رجل الدين وانا














المزيد.....

رجل الدين وانا


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2956 - 2010 / 3 / 26 - 11:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم اكن ادري ان رقم الكرسي الذي احمله في الطائرة المتجهة الى باريس سيقودني الى الجلوس مع رجل ملتح ويكون علي ان اقضي ساعات طويلة صامتا خصوصا وانا املك حساسية ضد اصحاب اللحى الطويلة.
ارحت جسمي على الكرسي واغمضت عيني قليلا عدت بعدها لانظر اليه بطرف خفي ، كان يضع على عينيه نظارات طبية انيقة فيما كانت ملامح وجهه تنبأ عن رجل يعتد برأيه ولايعرف الارتباك اليه سبيلا رغم انه يمسك سبحة سوداء طويلة يفرز خرزها بهدوء تام.
لم يكد كابتن الطائرة ينهي "كليشته" الترحيبية بنا حتى بادرني بالسؤال وعلى وجهه ابتسامة من يطلب الاذن في الحديث:
" هل انت مسلم..؟"
قلت " نعم الحمد لله"
رد بما يشبه الاصرار لمعرفة المزيد عني:
" انا سعيد الحظ بلقائي مسلما ونحن قريبين جدا من السماء"
اجبت غير عابىء بما يفكر فيه" هناك سبع سماوات كما معروف في ديننا فاي سماء تقصد؟"
احسست انه جفل من كلامي فسارعت بالاعتذار قائلا:" لم اقصد السخرية ابدا ولكنها زلة لسان".
ومضت لحظات صمت قال بعدها وكأنه حزم امره على شيء ما:" لابد انك قرأت شيئا عن الاسلام الراديكالي؟".
قلت بشيء من الحدة :" لاأعرف شيئا عن الاسلام الراديكالي او الاسلام السياسي بل اعرف تماما ان الاسلام لايتجزأ فهو وحدة متكاملة لايستطيع اي رجل دين ان يقسمه الى اجزاء ليأخذ منه مايشاء ويترك مايشاء وللاسف هذا الذي يحدث الان".
قال "افهم من كلامك انك لاتحب رجال الدين"
وبهدوء تام اجبت" اسمع ياعزيزي المسألة ليست في الكره او الحب، كل ما هنالك انهم يوظفون الدين لصالحهم بل لمصالحهم الشخصية انهم اناس يحبون السيطرة على الفقراء والجهلة بما يملكون من قصص وخرافات دينية تأخذ بألباب الكثيرين منهم لانهم لم يجدوا عونا على الارض ، فالحاكم استبدادي سفاح ورئيس العمل لاهم له سوى توزيع الاوامر ووضع قناع العبوس على وجهه وتاجر المواد الغذائية يتحين الفرصة لزيادة الاسعارو...
قاطعني رجل الدين وعلى وجهه ابتسامة من عرف نفسية محدثه:" على مهلك اخي في الاسلام فلا تعمم حكمك على كل رجال الدين فمنهم رجال اجلاء يمسكون جمرة الاسلام بقوة رغم لهيبها".
رددت" اسمع اخي في الاسلام.. كما قلت لك انا مسلم وبنيت علاقتي مع الله على اساس التكافؤ وليس على اساس اني عبد له وقد يغيظك هذا الكلام ولكن لابد لك من سماعه فرب العزة لايحتاج الى صلاتي واذا كنت تقول انها من دعائم الاسلام اقول لك لا الصلاة ولا الزكاة ولا حج البيت يفيد الانسان المسلم اذا لم ير الله في كل ما يفعله.. صحيح انها نظرة مثالية ولكنها تقترب من الواقع اذا اراد المسلم ان يكون صادقا مع نفسه اولا ومع الاخرين ثانيا ومع الله ثالثا، هذا هو محورالاسلام وكل الذي يجري من حولنا الان هو ابتزاز للانسان بعد ان نصب رجال الدين انفسهم ولاة الله على الارض".
ولم ادعه يرد بل استطردت" لااعرف من اي بلد انت ولكنك تعرف تماما ما يحدث الان في ارض العراق فعدا الغزو الامريكي لبلادي قبل سبع سنوات- وهي كارثة حقيقية- فرجال الدين اغتنموا الفرصة وعاثوا في الارض فسادا ... انهم وجدوا فرصتهم التي حرموا منها طوال سنين طويلة، وهذه الفرصة اتاحت لهم الاثراء الفاحش والتمتع بمباهج الحياة وملذاتها ، اما الله فقد وضعوه على جنب ولايذكرونه الا وقت الحاجة.. ولا ادري بعد ذلك لماذا قالوا ان الله يمهل ولا يهمل.. هل يمهل هؤلاء حتى يقتلوا كل العراقيين.. هل يمهل هؤلاء حتى يقضوا على اخربذرة من بذور الخير عندهم.. انا كما قلت لك مسلم بسيط.. بسيط جدا لااكترث للتفاصيل والبحوث الرعناء والكتب الصفراء ولهذا فانا عندي اسئلة كثيرة اريد من رب العزة - لانه وحده القادر على ذلك- ان يجيبني عليها..انها اسئلة بسيطة مثل ايماني به، فمثلا كيف يتعين لي ان اقرأ القرآن واي قرآن اقرأ.. هل قرآن الامام علي الذي حجز نفسه ثلاثة ايام بعد وفاة الرسول ليجمع آياته ام قرآن عائشة ام قرآننا الحالي الذي جمعه الخليفة عثمان بن عفان واختار منه مايعجبه.. واذا كان رب العزة قد قال "انا انزلنا القرآن وانا له لحافظون" فهل يسري هذا القول على ما جمعته عائشة من السور والآيات ولم تستطع اكمالها لانها قالت بشهادتها ان بعض الآيات التي خبأتها تحت سريرها قد قضمتها الفئران ...! ثم لماذا لم ينزل رب العزة القرآن منقطا كاملا بل جعل الانسان الذي لم يعرف التنقيط الا بعد نزول القرآن بسنوات هو الذي يقوم بذلك ,, اليس هو كتاب الله المقدس ؟ كيف يسمح لهؤلاء الذين كانوا يعيشون على الغزو والحروب وسبي النساء ان يمسوا القرآن عبر تنقيطه كما يشاءون.
وهل يمكن الاستنئاس الى ما أقدم عليه ابو هريرة في جمع الاحاديث التي تبين ان اربعة الاف منها من تأليفه. وهل يمكن اصدار توفير حسن النية بحفظة الاحاديث من الرجال المقربين من الرسول حين يقول احدهم "حدثني فلان ابن فلان عن فلان ابن فلان ..عن ...عن انه قال". أي ذاكرة حديدية تلك تحفظ النص دون تعديل او تبديل على مدى سنوات طويلة. لدي ياصديقي - حفظك الله- اسئلة كثيرة ولااريد اجابتك الان لاني اخاف ان تستشهد بسور القرآن واحاديث الرسول حينها وكما يقول اهلنا في العراق عن الانتخابات البرلمانية " سنرجع الى المربع الاول اذا استشهدتهم "بالكليشات" المعروفة.
سمعته يسألني" اذن ماذا تريد؟؟"
"انه طلب متواضع وهو يمسك رجال الدين النجباء المنخل ويفرزوا كل هذه السفاسف ويمسحوا شريعة الاسلام من كل الشوائب والاساطير حينها سيحبهم الله لانهم جزءا منه".



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ابو ظبي ... القرآن في المزاد العلني
- ياللمهزلة في دبي
- مابين هذا الرميثي وذاك الامريكي الآفاك
- دجاجة -المرجعية- ليست لها مؤخرة
- ارجوكم اقرأوا هذا الايميل
- اسمر بو شامة
- ولكم مو هشكل ياعمار وبحر العلوم
- -هلهولة - للتعداد السكاني
- اغبياء اذا اردتم تكرار مافعلوه
- النهيق يأتي من الصومال هذه المرة
- ولك والله احترمك ياعدنان الجنابي
- الى كتاب وقراء الحوار المتمدن.. تعالوا نلعب هذه اللعبة
- جميلة بوحيرد عراقية الهوى.. جزائرية الاصل
- مخابرات ايرانية في البرلمان العراقي .. ياسلام
- حشاش من غير حشيشة
- الماموث والحوار المتمدن
- ألافراط في النظافة يضر بالصحة ايها العراقيون
- انه زمن اغبر يارب العزة
- أريد ان أكون مسيحيا بعد موتي
- خزيتونا ياأصحاب اللحى


المزيد.....




- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الرديني - رجل الدين وانا