أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعدون محسن ضمد - رصاصة المثقف














المزيد.....

رصاصة المثقف


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2956 - 2010 / 3 / 26 - 10:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


هناك الكثير من الأمراض في مجتمعنا الناهض تواً من كبوته الطويلة، ومنها مرض جديد قديم يمكن تسميته بـ(مرض البحث عن الطير الداجن)، وهو الوجه الداخلي لمرض الاستبداد، بالأحرى الوجه الآخر لعملته. فما أن يتولى سياسي ما، مكانة تؤهله لقيادة دائرة أو وزارة أو حكومة حتى يفزع لاختيار فريق مناسب من الطيور الداجنة..
والطيور الداجنة يا أصدقائي هي: الطيور التي تمتلك أجنحة ترفرف بها بمقدار كاف يؤهلها للانتماء لفصيلة الطيور لكنها لا تستطيع أن تستخدم هذه الأجنحة للإفلات من قبضة ولي نعمتها، أي المسؤول الذي يتولى إطعامها ومن ثم حبسها في حقله الخاص.
المثير للسخرية بهذا المرض ليس حب المسؤول للدواجن، بل ولع نفس الدواجن بالأقفاص، فهي تعود لها مساء بنفس اللهفة التي تغادرها بها صباحاً بحثاً عن الطعام.. والأغرب من كل ذلك أن هذه الدواجن تحسب hنها طيور حقيقية، ومع أنها تبقى طيلة حياتها ترفرف لاهثة وراء حلم الطيران، ومع أن هذا الحلم لا يتحقق، إلا أنها وبغرور أحمق تبقى مصرة على انتمائها للفصيلة المحلقة في سماء الحرية. هي تبقى كذلك لأنها لا تمتلك من الوعي ما يكفيها للتمييز بين الرفرفة وبين التحليق في أعالي السماء.
في ديمقراطيتنا هناك الكثير ممن ينطبق عليهم وصف الطيور الداجنة من أنصاف المثقفين، ممن يحرصون على أن يكونوا ذيلاً تابعاً للسياسيين والمسؤولين، مشكلين بذلك أكبر ثغرة في جبهة النقد البناء والرقابة الموضوعية التي تحتاجها الديمقراطية العراقية الناشئة.. فهؤلاء يحسبون بأنهم أحرار وأنهم يملكون زمام أمورهم، ولا يدركون بأنهم في أعماقهم عبيد بامتياز، وأنهم لا يميزون بين الحلم والحقيقة؛ لأنهم يعتقدون بأن الحرية شعار أو أمنية، لا يفهمون معنى أن الحرية طريق يتعبد باللاانتماء ونكران الذات وقول الحقيقة مهما كانت مكلفة، ومواجهة جميع المغريات وتقديم أقسى التضحيات دفاعاً عن الكرامة والكبرياء. يريدون أن يكونوا أحراراً وأصحاب سلطة بنفس الوقت. يريدون أن يكونوا مثقفين نقديين على أن لا يكلفهم هذا النقد أي مكسب متحقق أو حتى محتمل. يريدون أن يكونوا أنبياء لكن مترفون ومحميون وذوو نفوذ. لذلك تجدهم يبرعون بلعن الفاسدين أو الطغاة أو المتملقين، لكنهم من جهة معاكسة يبرعون بتبرير كل هذه الأخطاء ما أن تسنح لهم فرصة اقترافها. ومن هنا يسهل اصطيادهم من قبل مربي الدواجن المحترفين. المهم أنني أريد من وراء هذه المقدمة الطويلة أن أحذر طيور العراق الداجنة من كلمة المثقف (الحر) وأنصحهم بأن لا يصلوا بعملية كسب ود السياسي حدَّ تكميم هذا المثقف وإثارة سخطه، لأن سخطه لا يقف عند حد؛ فهو لا يخاف الإرهابي ولا يطمع بالسياسي، ما يجعل كلمته جارحة وفاضحة لحد كبير، كلمة المثقف الحر كالرصاصة مباشرة ومباغتة وقاتلة وإذا انطلقت لا يستطيع إيقافها حتى صاحبها الذي أطلقها.



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذنبكم لا يُغتفر
- بائعو ذمم
- ابو سفيان ومعاوية
- ثقافة التراضي
- حفلة تنكرية
- ميزوبوتاميا
- الفاسدون الكبار
- مفوضية حقوق الإنسان
- كرامات
- الاخلاق
- حكاية عن لص واعمى
- مسرحية الزعيم
- لماذا يا سيدي الكريم؟
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (14)
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (12-13)
- بمن نؤمن؟*
- يا إلهي.. ما أرخصكم
- اعترافات آخر متصوفة بغداد (الحلقات 10-11)
- هذيان أسود
- هيئة (مستقلة)


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعدون محسن ضمد - رصاصة المثقف