أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نزار سعيد العاني - من قتل جنان جوزيف؟














المزيد.....

من قتل جنان جوزيف؟


نزار سعيد العاني

الحوار المتمدن-العدد: 900 - 2004 / 7 / 20 - 06:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


جنان جوزيف عراقي من عائلة مسيحية مسالمة لم التقي به قط الآ أن شقيقاه جمال وعماد هم من أعزالأصدقاء الذين جمعتني بهم ظروف الهجرة والتغرب0حدثني شقيقه جمال عن معاناة جنان حاله حال مئات الألاف من شباب العراق
الذين زج بهم صدام في محرقة قادسياته المشؤومات0 انهى جنان دراسته في أحد المعاهد الأدارية في بغداد, والتحق بالخدمة العسكرية الأجبارية لمدة سنتين, تسرح بعدها وعمل لمدة ستة أشهر في أحدى الوظائف الحكومية قبل أن يزج به في جبهة القتال مع ايران من عام 80 لغاية انتهاء الحرب العراقية الأيرانية عام 88 , واجه خلالها الموت مرات عديدة , ثم زج به مرة أخرى في الحرب اثناء فترة الأحتلال العراقي للكويت0 لم يشأ جنان أن يهرب من الخدمة كما فعلها الألاف من الجنود , بل لبى نداء الدعوة باعتبار أن خدمة الجيش العراقي واجب مقدس لأنه يشعر بقوة انتماءه الى هذا الوطن بغض النظر عن الموقف من الحروب نفسها, وهو موقف يعبر عن صدق الأنتماء لهذا الوطن العزيز0 لم يشعر جنان في يوم من الأيام بأي فرق بينه وبين زملائه من الجنود , هو عراقي مثلهم , فالعراقيون أخوة بغض النظر عن دياناتهم وقومياتهم, لافرق بين مسلم و مسيحي, يزيدي أم منادئي كلهم عراقيون تجمعهم خيمة الوطن الكبير الذي هو العراق0 لم تنتهي حروب صدام دون ان تترك أثارها المدمرة على الالاف من شباب العراق ومنهم جنان جوزيف, ولكن جنان لم يستسلم وكان بأمكانه الألتحاق بشقيقيه جمال وعماد وبشقيقته جينا الموجودين خارج العراق , الآ أن جنان رفض أن يترك الأرض التي ولد وترعرع فيها, لم تجذبه مغريات العيش في أوروبا وامريكا وكندا, وفضل البقاء في بلده الذي لا يعرف غيره0 في ظهيرة العاشر من شهر تموز 2004, وفي الساعة الواحدة والنصف ظهرا , اقتحم المجرمو ن منزل عائلة جنان في حي المنصور ببغداد, وكان يعيش فيه وحيدا واطلقوا علية الرصاص من كاتم للصوت واردوه قتيلا وسرقوا سيارته وعبثوا بمنزله وسرقوا محتوياته0 لم يكن جنان في ذلك اليوم وحده ضحية المجرمين , ففي تلك الظهيرة , أجهز القتلة المجرمون على أرواح أحد عشر نفسا بريئة من أخوتنا المسيحين يقطنون في نفس الحي , دون أن يتركوا أي أثر يدل على هويتهم, وهي الجريمة التي تأتي في سياق العشرات من الجرائم التي ترتكبها عصابات شذاذ الأفاق أعداء العراق ضد اخواننا المسيحين والمندائين , والتي بدأت في البصرة وامتدت الى بقية مدن الجنوب ومنها الى بغداد العاصمة0 ان هذه الجرائم البشعة لا تستهدف غير المسلمين فحسب , بل انها تستهف العراق بكامله, العراق الذي امتزجت فيه الحضارات منذ ما يقارب 7000 عام , وعاش ابناءه من كل القوميات والأديان في وحدة يندر وجودها, العراق الذي راهن أعداءه على تفككه بحروب أهلية لم تحصل قط, ولكن هيهات لن يفلح أعداء العراق في تحقيق أهدافهم, طالما هناك شعب حي اسمه الشعب العراقي والذي ـتشعر أغلبيته المسلمة بالعار لما تقترفه العصابات ألأسلامية المتطرفه بأسم الدين الأسلامي الحنيف من جرائم بحق غير المسلمين ,نعم أشعر أنا المسلم بالعار لمل يحصل لأخوتنا من غير المسلمين دون أن نكون قادرين على حمايتهم, وأقولها بكل صراحة سوف لن يهدأ لنا بال ولا ضمير قبل أن ينال المجرمون ومن يقف وراءهم جزاءهم العادل, وأقول لأصدقائي جمال وعماد أن مصيبتكم هي مصيبة كل أصدقاءكم من المسلمين وعزاءكم وعزاءنا هو ذلك الشعب الذي لن يسكت ولن يستسلم لأرادة قلة مارقة مدفوعين من وراء الحدود , وستكشف الحقائق مهما طال الزمن , وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون0



#نزار_سعيد_العاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستطيع الرشدان تبرئة صدام؟
- ماذا نريد من هيئة الدفاع عن صدام
- هل يعبر العراق الشارع الخطر
- هذا هو الوجه الحقيقي لما- يسمى المقاومة العراقية-
- منظرو الجهاد والحرب على الأرهاب
- كي لا ننسىمعتقلي الرأي في السجون العربية
- العراق ينهب يا مجلس الحكم
- دور الحزب الشيوعي العراقي في تعزيز الأستقرار الأمني والسياسي ...
- سجن أبو غريب وحقوق الأنسان العربي
- ابن لادن واسرائيل
- الأرهاب يوحد المتطرفين
- لا ديمقراطية في العراق بدون القضاء على النفوذالأيراني
- لماذا الحزب الشيوعي الأن ؟


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نزار سعيد العاني - من قتل جنان جوزيف؟