أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد حسين الأطرش - قوى اليسار -الكافرة-














المزيد.....

قوى اليسار -الكافرة-


محمد حسين الأطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 21:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



أن نشارك في بحث أسباب فشل القوى اليسارية من تحقيق نتائج إيجابية في انتخابات البلدان العربية فإن ذلك يقتضي دراسة طويلة وشاقة تحتاج لعدد كبير من الإختصاصيين وفي كل دولة على حدة للوقوف بشكل دقيق على الأرقام وتوزعها المناطقي وطبيعة عمل تلك الأحزاب وممارسات أفرادها على أرض الواقع وكيفية تعاطيهم مع ما يدور من حولهم. لكن يمكن لأي مواطن أن يستخلص مما حوله بشكل عام أن سبب فشل القوى اليسارية في تحقيق نتائج إيجابية في البلدان العربية ليس فقط في الإنتخابات وإنما في كافة الميادين إنما يرجع لوهن أصاب تلك الأحزاب بسبب أمراض داخلية ولضربات خارجية ساهمت في تحجيمها بشكل كبير.
لقد كان للأحزاب اليسارية طيلة عقدين ونصف تقريبا بدءا من أوائل الخمسينات قدرة كبيرة على استقطاب ما يمكن تسميته بالنخب العربية في كافة المجالات بحيث أصبحت المدن العربية وجامعاتها ومصانعها خلايا نحل أسست لأحزاب كبيرة ومؤثرة وفاعلة ولكن معظم تلك الأحزاب قامت في الطبقة الأولى منها على التطلعات للسلطة والوصول للحكم إما عن طريق المشاركة أو فكرة الثورة التي تطيح بالنظام القائم. فحصل في الحالة الأولى زواج "عرفي" مع الأنظمة ارتضت فيه قيادات تلك الأحزاب حصة من السلطة القائمة غالبا ما أفضت بعد مدة قصيرة إلى فقدان الثقة كلية بين قيادات الأحزاب وقواعدها وهو ما تكرر في أكثر من مرة مما دفع العديد من الحزبيين العقائديين إلى الإبتعاد كليا عن الحركة الحزبية التي صاروا يرون فيها مجرد محاولة للبعض للوصول للسلطة. أما في الحالة الثانية، فإن النزعة الثورية غالبا ما انتهت، وبفضل ديمقراطية الأنظمة العربية، إلى معتقلات اتسعت مع الأيام وامتدت عبر السنين وبات من في الخارج لا يبغون إلا السلامة فاقدين الأمل بالقدرة على تغيير الواقع.
من جهة آخرى، كان من المفترض أن تكون تلك التجارب الحزبية فرصة لممارسة نوعية من حيث التنظيم وانتقال المسؤوليات لكن الواقع كان غير ذلك إطلاقا حيث تحول الحزب إلى مؤسسة شبيهة بالشركات الخاصة التي ينتفع به بعض القيمين في حين يبقى المحازبون مجرد أرقام تحتسب عند التجديد للرئيس أو لمكاتب اللجان حتى أن بعض الأحزاب تحولت إلى شركة مساهمة خاصة تنتقل رئاستها من الأب إلى الإبن وبشكل سلس وهادئ لأن المعترضين على ذلك يتحولون لخونة يجري فصلهم سريعا. بمعنى آخر إنقضت المعاول الداخلية لقيادات الأحزاب لتهدم وتنهش قاعدة الحزب. وهكذا دُفع الكثير من الحزبيين إلى الكفر بالإحزاب التي سرعان ما ضمرت وانكمشت.
من ناحية آخرى، كان للحزبيين اليساريين في تاك الفترة دورا كبيرا في إعطاء صورة سلبية للمجتمع آنذاك نظرا لغياب رؤية حزبية وطنية أو محلية وإنما استعادة صورية لأفكار حزبية لم يولوا أنفسهم مجرد الجهد في تعريبها وجعلها صالحة وفقا للمجتمع الذي ينتمون إليه وذهبوا إلى الحد الذي جعلوا فيه من شكل القبعة أو السيجار شكلا من أشكال الإنتماء. ناهيك عن استعمال مفردات مستوردة على خطابهم السياسي كان يمكن لمن يتابع دورة حزبية مكثفة أن يفهمها لكن الغالبية كان يصعب عليهم معرفة مداها أو بعدها. تلك الفجوة في الخطاب وتلك الممارسات الغريبة عن المجتمع ساهمت في تسهيل الضربات الخارجية التي نجحت في إخراج هذه الأحزاب من السياق العام للمجتمع.
كانت المجتمعات العربية ما تزال تحبو مبتعدة عن الظلمات التي عاشتها لقرون عديدة فكان من السهل التصويب على الأحزاب اليسارية ومحازبيها على أنهم أهل ضلال وكفر. فقد قدمت لهم الشيوعية والإشتراكية على أنهما الإلحاد بعينه وأن من يؤمن بهما كافر. فهؤلاء يؤمنون بما يقول لينين وماركس وبأن الله غير موجود. وفي هذا المجال لم يقصر الشيوعيون أنفسهم في تأكيد هذه الصورة. وإذا كانت سنوات الخمسين والستين والسبعين قد وصمت هؤلاء بالكفر إلا إنها لم تدعوا إلى قتلهم ولكن تم الإكتفاء بالإبتعاد عنهم.
صورة الكافر لم تغب إلى اليوم من الذاكرة الشعبية وبقيت راسخة حتى ظهور التيارات الدينية المتشددة التي صارت تجيز لنفسها حق الحساب والعقاب. أكثر من ذلك إن فشل التجربة الحزبية تلك ساهم في إرجاع عدد كبير من هؤلاء الحزبيين إلى خيام العشيرة ومضارب الطائفة موليا وجهه باتجاه الطريق الأقرب للسلطة وغنائمها.
فشل الأحزاب اليسارية صورة من الفشل العام في الدول العربية للخروج من النفق الذي دخلته والمتمثل بأخطر أعراضه الغياب التام لسلطة الرأي العام. ففي الوطن العربي لم يعد ثمة مظاهرات للتغيير وتحسين الأوضاع، فالنخب المثقفة ملك السلطان. في الوطن العربي لم يعد من مكان إلا للمظاهرات بفتوى شرعية. والفتوى مُلك السلطان.
فكيف بعد ذلك تستطيع الأحزاب اليسارية "الكافرة" أن تحقق نتائج إيجابية في إنتخابات البلدان العربية؟



#محمد_حسين_الأطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - طرابلس بيت بغاء المسلمين-
- ليس للمرأة حقوق
- تلك الكافرة، تستحق الجلد
- -يا بلاش- ... مسلم واحد مقابل مسلمتين أوأربع مسيحيات
- لا يرفعون راية الاسلام بل يضعوننا على «الخازوق»
- إنتبه قبل أن تجتّث قلمك فتوى!
- -التعليم الديني- لكي لا تحاسبنا عقول أولادنا
- إحزروا الإيدز... والسياسي أخطره
- «إسلام كيبيك»
- الرموز الدينية لا تخيفنا لكنها تفضح عنصريتنا
- الشريعة والعشيرة
- الأسماء رموز دينية
- انفلونزا الخنازير


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد حسين الأطرش - قوى اليسار -الكافرة-