أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله البصري - في قانون التوازن في الطبيعة ووجود الإنسان والكون















المزيد.....

في قانون التوازن في الطبيعة ووجود الإنسان والكون


عبدالله البصري

الحوار المتمدن-العدد: 2955 - 2010 / 3 / 25 - 12:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في قانون التوازن في الطبيعة ووجود الإنسان والكون
*********************************************

من المعلوم ان الطبيعة ذات تنظيم وتناسق عالٍ بالرغم من اخفاقاتها وكوارثها ، وهذا التنظيم ربما يبدو اقصى شيء بالنسبة لنا أي اننا لم نجد افضل منه ، ولكن هذا لا يعني بأن هذا النظام عظيم إلى درجة يستحيل أن يكون هناك نظام اعظم منه لم نحضَ به حتى نقارنه بنظامنا الحالي ، فهناك الكثير من الكوارث في هذا النظام مثل الثقوب السوداء التي تبتلع مجرات كاملة والكوارث التي تحصل على الارض مثل الاعاصير والبراكين والفياضانات وكل هذا يدل علميا على ان هذا النظام ليس افضل نظام ، فخيال الإنسان كفيل ان يكتشف نظاما افضل من هذا ، فلنأخذ على سبيل المثال الجنة التي توصفها الاديان بأن لها نظام خارق ليس فيه شائبة ابدا وطبيعة عجيبة لا يتخيلها انسان ، وكما تقول الاديان ان واقع الحياة لا يمكن مقارنته بواقع الجنة الأبدي ، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على ان خيال الانسان ممكن ان يتصور تصورات لا يمكن ان تتحقق في الواقع ولكن صورتها اجمل من الواقع عندما تحتوي على جملة ( لا يتصورها عقل بشري ) .
تدعي الحجج الغائية في الاديان إن هذا الكون مسخر لصالحنا وان هذا التوازن المشاهد في الطبيعة جاء بعد تخطيط مفكر به مسبقا وكل هذا التنظيم من اجل الإنسان ، وإن هذا التنظيم لم يأت ِ عبر مراحل تطورية تدريجية وإنما جاء بفعل فكرة كائن أعلى قام بتنظيم الطبيعة من أجل الإنسان . فما هذا الإنسان العجيب الذي نظمت الطبيعة من اجله!؟ ولم َ هذا التكلف بالتنظيم ، أليس من الافضل أن يخلق هذا الإنسان على هيئة بسيطة وخالية من التعقيد لا تحتاج إلى تخطيط مكلف؟
إن النظام الطبيعي لم ينشأ على صورته التي نراها دفعة واحدة ، وإنما مر بمراحل متتالية وكل مرحلة هيأت ظرفا مؤهلا لحدوث المرحلة التي تليها ، أي إن المرحلة الأولى لم تفكر وتخطط لصناعة هذا الظرف الذي يسمح بحدوث المرحلة الثانية ، ولكن المرحلة الثانية وجدت لها ظرفا مناسبا نشأ عن طريق عدة تحولات وتكيفت معه تدريجيا . فمثلا يقال علميا ان الارض إنفصلت عن الشمس قبل ملايين من السنين وهذا يعني ان درجة حرارة الارض كانت عالية جدا وبعد فترة طويلة بدأت الارض تبرد تدريجيا وهذا البرود سمح بوجود الاوكسجين والهايدروجين والعناصر الاخرى التي تهيء لها ضرفا يسمح لها بالوجود ومن ثم تكون الماء على الارض وبعد عدة تحولات وحقبات تدريجية أصبح من الممكن أن تعيش الخلية الحية في هذا الوسط الطبيعي ، وإن هذه الخلية الحية بدأت تتكيف شيئا فشيئا على هذا الواقع الطبيعي ، أي ان هذه الخلية لها ميزة تجعلها تستطيع العيش في هذه الطبيعة ، ولو كانت خلية من نوع ثان لا يمكنها ان تتأقلم في هذا الوسط الطبيعي لما استطاعت ان تعيش وتتطور ولماتت وانقرضت نهائيا ، فالشيء الذي نراه في طبيعتنا هو الوحيد الذي استطاع ان يتأقلم معها وهذا يعني ان هناك اشياء اخرى لم تستطع ان تتكيف وتتأقلم مع الطبيعة الموجودة فماتت وانمحت من الوجود . فنحن نشاهد في حياتنا الكثير من النباتات تموت وتنتهي وهذا يدل على ان هذه النباتات فقدت ميزتها التي تؤهلها للعيش في هذه الطبيعة ، إذن الطبيعة موجودة شئنا ام ابينا ، ونحن نكافح جاهدين من اجل ان نعيش فيها ، والطبيعة لم تفكر او تخطط لكي تحتوينا ، ولكننا تأقلمنا معها رغما عنها ولو اننا لا نمتلك هذه الميزة التي تجعلنا نعيش في هذه الطبيعة لأنقرضنا منذ زمن ٍ .
إن جميع الاديان تعتبر وجود الطبيعة ونظامها مخطط له مسبقا ، وهذا الشيء يجعلنا نعتقد ان الطبيعة تفكر مثل الانسان ، ولكن هذا الشيء غير منطقي إطلاقا لأنه لو كانت الطبيعة الساحقة قادرة على التفكير والتخطيط لألفت لنا واقعا افضل من واقعنا بكثير ، فالنظام الطبيعي يحتوي على الكثير من العشوائيات التي تصنع الكوارث .
فالطبيعة لم تفكر وتخطط من اجل الإنسان مثلما تقول الحجج الغائية ، ولكن الإنسان هو المفكر الوحيد في هذا الكون ، فهو عندما حكم عليه ان يوجد على الارض ويتحمل عبىء الطبيعة وصعوباتها بدأ يفكر لكي يصل الى طريقة تمكنه من مقاومة قوى الطبيعة وطغيانها ، تلك الطبيعة التي لا تعرف الإنسانية اطلاقا .
إن الإنسان يصوغ افكاره عن طريق انعكاس صور الطبيعة في ذهنه ، ومن ثم يقوم ذهن الانسان بتأليف شيء من هذا المعكوس ، وهذا يدلنا على ان التفكير فقير جدا فهو يحتاج الى وجود طبيعي سابقا له لكي ينطلق ، فما هي الطبيعة التي عكست صورتها بذهن هذا الكائن الذي توصفه الأديان بأنه ( كل شيء ) حتى تمكن من وضع هذه الخطة الكونية ، ارى انه في موقع محرج جدا لأنه سيخضع لسلسلة من العلل التي لا تنتهي ، فوجوده يتطلب أن يسبقه وجود شاء ام ابى فكيف يوجد بدون وجود يحتويه ، وجود يسبقه ، وخلاف هذا الكلام يصبح فرضية باطلة من الاساس .
إذن نحن لم نوجد على الارض لو لم تتوفر هذه الظروف التي تؤهل معيشتنا ، فيجب ان لا نستغرب عندما نرى الطبيعة تعمل لصالحنا ، فلا غرابة من هذا الموضوع ، فالطبيعة موجودة في كل الاحوال ، ونحن تكيفنا مع وجودها ، وهي لم تفكر وتخطط لمجيئنا ، فالإنسان حتى على وجه الارض يبحث عن المكان الذي يستطيع ان يحيا فيه . فرغبتي في الذهاب إلى الشاطى الجميل لا تعني ان الشاطىء خطط كي يكون جميلا حتى يعجبني واذهب اليه.
إن الطبيعة لم تأت ِ عقب تصميم مخطط له ، ولكن وجودنا وتأقلمنا معها جعلنا نتصورها راضخة لمتطلباتنا وهذا إن دل على شيء دل على شعور الإنسان بأهميته . فالإنسان كائن مغفل ينظر الى الامور بعين عمياء ، فهو يحاول ان يجيب على كل اسئلته الذهنية حتى وإن كان على حساب نفسه المخدوعة ، فهو يفضل الجواب الناقص والخطأ عن اللاجواب ، ويفضل الثمالة على الصحو والخيال على الواقع ...
ونهاية ً إن العلم والدين كل واحد منهم لديه فرضيات عن الحقيقة والفرق إن العلم يعمل جاهدا لإثبات فرضيته بصورة منهجية منظمة ، ويعترف العلم بأخطاء فرضياته إن اخفقت ، أما الدين فأنه يعتبر فرضياته مطلقة ولا مجال لإختبارها والتحقق منها ، فهي اشياء حقيقية لا إلتباس فيها ، ويقوم الدين بإسباغ صبغة من حقائق العلم على فرضياته بصورة تلفيقية لكي تتوافق مع الرأي العلمي .
العلم متغير ونظرياته تتجدد من حين ٍ إلى آخر وهذا لا يعني ان النظرية الاولى خاطئة ، بل هي تحتوي على شيء من الصحة يصبح اساس للنظرية الثانية وهكذا ...... فنظريات العلم تكمل بعضها بعضا وكل نظرية تبنى على سابقتها . أما الدين ثابت ولا تتغير نظرياته ولا يعني عدم تغير نظريات الدين بأنها صحيحة بل هي غيبية خيالية ، والخيال لا يخضع للخطأ والصواب لأنه باطل واقعيا من الاساس .
إن العلم لا يدعي بإمتلاكه جميع الحقائق لأن هناك الكثيرمن الالغاز الكونية مازالت قيد البحث والدراسة ، وسيفك العلم هذه الالغاز تدريجيا ، ونحن نثق بالعلم لأننا نتنعم بإكتشافاته وهو سلاحنا الأساسي الذي نشق به طريقنا إلى التطور



#عبدالله_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله البصري - في قانون التوازن في الطبيعة ووجود الإنسان والكون