أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - غسان سالم - قراءة في كتاب (بؤس الديمقراطية - اشكاليات)















المزيد.....

قراءة في كتاب (بؤس الديمقراطية - اشكاليات)


غسان سالم

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 24 - 22:58
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



الكتاب مناقشة مشحونة بعاطفة المواطنة المفقودة في ديمقراطية الطوائف، في لبنان المأزوم، والتي مازالت تنوح بمآسيها، وبطولاتها المفقودة على حدود الدولة.
يبدا سليم حداد كتابه بنقد ديمقراطية القلاع الطائفية بجملة من الاسئلة الاستفزازية اذ يقول "عن اي ديمقراطية يتحدثون؟ وهل تكفي الدعوة الى انتخابات (حرة نزيهة) في ظل العلاقات الاجتماعية المحكومة بالطائفية والقبلية والعشائرية، كي ننام على حلم الديمقراطية؟ وهل القوانين كل القوانين، منها قوانين الانتخابات تعتبر اداة كافية للديمقراطية؟ هل ان الثقافة والدين وحقوق الانسان تشكل مرتعا خصبا للديمقراطية؟ وهل الدولة والاحزاب وسائر التجمعات النقابية والمؤسسات العامة والخاصة تدفع بالمجتمع في اتجاه الديمقراطية؟ان التخلف والفقر والجهل، عوامل يمكن ان تشق مجتمعة الطريق نحو الديمقراطية؟".
يوجز الكتاب اشكاليات الديمقراطية في لبنان، والتي تتشابه في كثير من حالاتها مع اشكاليات الديمقراطية الناشئة في العراق، ويحددها حداد بسبع اشكاليات، لربما نختلف معه او نتفق، لكننا مع ذاك نوجزها للقارئ وهي كالتالي:
الاشكالية الاولى: الديمقراطية والعلاقات الاجتماعية
تقوم الديمقراطية على اساس الحرية الفردية، وتتشكل الاغلبية من تجمع الخيارات الفردية تلك، مع ابقاء حقوق الاقلية، والتي يمكن ان تتحول الى اغلبية في مرحلة ما، لكن هذا الشرط لا يتحقق في المجتمعات التي تحكمها العلاقات العشائرية والقبلية والدين والمذهب، حيث تمتلك كل جماعة زعيما تنظر اليه على انه "رمز الوحدة والعزة والكرامة" وتنساق المجموعة كالقطيع وراءه دون تلك الفردية التي تمتلك خياراتها المتعددة، والتي تعتبر شرطا للديمقراطية، ونجد هنا ان الفرد يذوب ويتلاشى امام الانسياق وراء اهواء هذا الشيخ او الزعيم، او كما يقول سليم الحص رئيس لبنان الاسبق "يجنح من اليسار الى اليمين ومن اليمين الى اليسار".
ويعتبر الكاتب هذه البنية الطائفية، نقيضا صارخا للديمقراطية، وشكلا بعيدا كل البعد عن حكم الشعب لنفسه.
"لا يمكن ان يكون هناك ديمقراطية والمجتع العام منقسم الى طوائف"
ويرى الكاتب ان الديمقراطية لن تتحقق الا اذا سقطت هذه القلاع وانهارات الطوائف.
الاشكالية الثانية: الديمقراطية والدولة
الامة تصنع الدولة وليس العكس.. تزايد الشعور بالمصالح المشتركة والثقافات المتمركزة نحو قيم موحدة هي التي تؤدي الى تشكل الدول، لكن الدول في الشرق الاوسط نشات بقرار خارجي مع تلاقي بعض الرغبات (الداخلية) بنشوء هذه الدولة او تلك.
يؤكد حداد ان الدولة اللبنانية لم تنشا نتيجة لارادة الامة، لكنه يعترف بوجود رغبة محلية سعت لتكوين هذه الدولة، لكن هذه الرغبة لم تكن تعبيرا عن ارادة كلية بنشوء الدولة.
ان هذه المعضلة -عدم نشوء الدولة على اساس صحيح- تقف عائقا في ترسيخ الديمقراطية الصحيحة، ويرى ان السلطة السياسية لم تستطيع تجاوز هذا التناقض، وبقت متجذرة في انقساماتها، وظلت الدولة قلقلة، ولم يستطيع العامل الخارجي ان يوحد اللبنانيين، ويجعلهم يخرجون من قلاعهم كي يؤسسوا الامة اللبنانية، التي هي شرط لوجود دولة للبنان الديمقراطية.
ويصل حداد الى نتيجة بعدم وجود مجتمع مدني في لبنان، ويؤكد ان هناك مجتمعات مدنية متعددة فيه، وليس مجتمعا واحدا.
اذن عدم بناء الدولة على اساس الامة ونشؤها بقرار او تأثير خارجي يقف عائقا اما ترسيخ الديمقراطية.
الاشكالية الثالثة: الديمقراطية والقانون
الاشكالية الثالثة هي في تعدد القوانين وعدم توحدها وشمولها لجميع انواع الوطن، حيث تنقسم القوانين في لبنان الى قسمين الاولى عامة وتشمل جميع اللبنانين والثانية خاصة تشمل كل طائفة ومذهب، وبالتالي تنعكس على ترسيخ التقسيم بين هذه الطوائف والمذاهب ويدعو الكاتب الى ايجاد قانون مدني يشمل الجميع لتجاوز هذه الاشكالية التي يعدها سببا رئيسيا لعدم ترسيخ الديمقراطية.
ويقول حداد "نحن بلد تتحكم فيه الاستثناءات التي تفرضها الفئوية الراسخة في بيئتنا الاجتماعية، ولابد من اسقاط هذه الاستثناءات كي تسقط الولاءات الطائفية وتتهيئ الظروف الملائمة لنمو ولاء وطني بديل يسمح بتحقيق الديمقراطية".
الاشكالية الرابعة: الديمقراطية والتنمية
يؤشر الكاتب في هذه الاشكالية على الارتباط المتبادل بين التنمية والديمقراطية، فهو يرى ان الديمقراطية لا تكون في مجتمع يعاني الفقر والجهل كما انه يؤكد ان التنمية تكون ناتجا للديمقراطية، ولا تتحقق التنمية في مجتمع الطوائف لانها تبقى منغقلة على ذاتها ولا تخلق فرص النمو الذي يشمل الاقتصاد والثقافة.
ويضيف "لا ديمقراطية دون تنمية على قاعدة الاتحاد المتوازن شعبيا ومناطقيا، ولا تنمية الا في ظل الدولة المجسدة لفكرة الوحدة الوطنية القائمة على حالة من الاندماج الوطني والاهداف المشتركة للمجتمع السياسي الذي يتشكل من جماعات المجتمع المدني".
الاشكالية الخامسة: الديمقراطية والثقافة
ينطلق حداد في مناقشته لهذه الاشكالية في لبنان بالتأكيد على ان "الثقافة هي عنصر ملاصق للتنمية"، ويؤكد ان عصر الانوار لا يتحقق دون تطور في ثقافة تكون قادرة على البناء للوصول الى التنمية في جميع المجالات.
ويضيف في مكان اخر "ان الانسان وثقافته هما الوسيلتان الوحيدتان لتحقيق تغيير حقيقي علما ان الثقافة شيئا يلقى على جماعة من الخارج دون اية علاقة بالحالة الخاصة وبالوقائع القائمة والمستمرة".
ويؤشر سلبا على المؤسسات التعليمية اللبنانية التي انقسمت بحسب طوائف لبنان بدل ان تكون مركزا لصهر هذه الثقافات وتشكيل ثقافة وطنية جامعة لكل اللبنانيين فهو يعتبر "الجامعة والمدرسة ليستا سوى اداة لنقل الثقافة الفئوية التي تكرس الانقسام والانغلاق والتراث الفئوي وغير الديمقراطي وهي التي تعيد انتاج البنى الاجتماعية المتهافتة الحاملة في طياتها بذور الحرب الاهلية الكامنة والمعرقلة لاية امكانية للديمقراطية".
الاشكالية السادسة: الديمقراطية والدين
يحاور الكاتب في هذه الاشكالية المعوقات التي يكون فيها الدين سببا لعدم نشوء الديمقراطية مع ان الكاتب يؤكد ان الدين في اصله (انطلاقته) عبارة عن حركة تحرير وتحرر تحرير من احتلال وتحرر من قيم فاسدة الى قيم جديدة تعطي زخما للتطور والتقدم.
ويقول بهذا الشان "مما لا ريب فيه ان التحرير والتحرر شرطان ضروريان لتحقيق الديمقراطية اذ لا مكان للديمقراطية في ظل الاحتلال كما انه لامكان للديمقراطية في مجتمع مقهور ومقموع من داخله. لكن العلاقة بين الدين والديمقراطية في عصرنا الحاضر تبدو معقدة جدا ومتناقضة جدا لاسيما في بلد مثل بلدنا متعدد الاديان والمذاهب حتى التخمة".
ويشخص ان الجماعة الدينية تحولت الى جماعة سياسية وهذا هو الاشكال الذي يراها الكاتب بين الديمقراطية والدين.
الاشكالية السابعة: الديمقراطية والعلاقات الدولية
مما لا شك فيه ان للعامل الخارجي تاثير كبير على الديمقراطية ولا يمكن اهمال تأثيره وبهذا الخصوص يشخص الكاتب في كتابه هذا بشأن لبنان "كان ولا يزال الساحة التي تتلقى الصراعات المتفجرة في منطقة الشرق الاوسط بكاملة بين القوى المتنافسة على ثرواته او على النفوذ فيه تأمينا لطرق التجارة والاستعمار".
وهو يؤكد ان العامل الخارجي "كان معيقا لعملية التطور الذاتي نحو التوحيد والحرية والديمقراطية من خلال استغلاله للانقسامات الداخلية عبر الحمايات التي مارسها لمصلحة هذه الفئة او تلك او هذه الطائفة او تلك. الكتاب بشكل عام يمثل وجهة نظر تؤكد على ضرورة تجاوز التخندقات الطائفية في لبنان لبناء دولة ديمقراطية وليس ديمقراطية الطوائف كما هو قائم الان، لكن لم يجيب الكاتب عن السبب الذي يجعل فئات وطوائف تتقاتل اكثر مما تعمل معا تستمر في التواجد في دولة مصطنعة من قبل العامل الخارجي ولم تنشأ نتيجة ارادة امة تتوحد فيها المصالح المشتركة؟
ولم يذكر الكاتب اليات الخروج من هذا المأزق، فالدولة قائمة، وهي دولة طوائف، والديمقراطية لم تتحقق بعد، لعدم قيامها على اساس المواطنة، لكنه يخاف من "انهيار الهيكل على رؤوس الجميع".

الكتاب: بؤس الديمقراطية ــ إشكالات
تأليف: المحامي د. سليم حداد
الناشر: مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتزويع
ط1 2006



#غسان_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة ولعنة الإبداع.. بين إشكالية اللحظة والموقف الإنساني
- (العالم مسطح) دعوة لدخول القرن الواحد والعشرين
- اذهب وصوت
- قراءة في كتاب(التوتاليتارية)
- مرشحون (زينة!!)
- قراءة في كتاب (الأكراد وبناء الأمة)*
- لماذا السرية؟
- قراءة في كتاب (الاختيار)
- قراءة في كتاب بناء الدولة ل(فوكوياما)
- الايزيديون والبرلمان العراقي القادم
- قراءة في كتاب (الديمقراطية التوافقية مفهومها ونماذجها)
- تناقضات الإعلام العراقي في الأربعاء الدامي
- الايزيديون والشبك ضحايا الصراع والتطرف
- قراءة في كتاب (عام قضيته في العراق)
- المغلوب على أمره .. !
- الانسحاب المشرف يشترط دولة مستقرة
- قراءة في كتاب (في قلب العاصفة)
- خلل يجب تجاوزه
- قراءة في كتاب (نهاية العراق)
- (الوطنيون الجدد) و دكتاتورية الأغلبية


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - غسان سالم - قراءة في كتاب (بؤس الديمقراطية - اشكاليات)