أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بين عيسى العوام وانورالسادات شعرة من الكرامة














المزيد.....

بين عيسى العوام وانورالسادات شعرة من الكرامة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 24 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اطلق اسم (انور السادات) على ميدان في مدينة حيفا ، وعندما تطلق اسرائيل اسم السادات على ميدان داخل مدينة تعتبر الميناء الرئيسي لها وحضنها الأقتصادي وخطها الدفاعي ، نعرف ان المهر الذي دفعه السادات في المقابل كان ضخماً ، لأن اسرائيل ليست من الدول التي تطلق عناوين العرفان والشكر للغرباء جزافاً بل تعمل على عرض العناوين والأسماء التي تخصها هي وتبرز اسماء الذين يساعدونها من ابناء جلدتها ، ومن يقوم بعملية رصد ومسح لأسماء الشوارع والمؤسسات والشركات والمستشفيات ..الخ يجد ان الأسماء محصورة في يهوديتهم وصهيونتهم وهناك بعض الأسماء للذين تعاونوا معهم من الغرباء وساعدوا في اقامة ورفع وتقوية وتطوير وبروز اسرائيل .

بين الحيرة والتعجب ، ميدان ( السادات) يظهر على بطن مدينة حيفا كالورم ، وهناك من يؤكد ان هذا ليس ورماً بل حملاً يحمل جنين السلام والصداقة المصرية الأسرائيلية .

في الوقت الذي يعاني المواطنين العرب داخل اسرائيل من سرقة اسماء مدنهم وقراهم وتحويلها الى اسماء وعناوين عبرية تشوه اللفظ والمعنى والبريق التاريخي ، ويحاصرون الحروف العربية و يمنعون تسلل أي لفظ يثير غضبهم وحنقهم ويبرز انسانية ووجود وتاريخ وابطال وكرامة المواطن العربي ، يكون ميدان السادات لحظة نفاق سياسي .

هناك حرب خفية بين من يحاولون كسر وتحطيم الصورة المشرقة للغة العربية والتاريخ العربي بمختلف صفحاته وبين المواطنين العرب داخل اسرائيل ، الذين يشعرون ان التمسك بلغتهم وتاريخهم آخر الخنادق التي يدافعون عنها .

ميدان (السادات) في مدينة حيفا هو فضيحة تاريخية وليس مجرد ميدان للنزهة والمنظر وتعميق السلام المصري ألأسرائيلي الذي جعل منه السادات جسراً من الذهب يوصل ما بين النوايا الساداتية المقامرة وبين اسرئيل الأستعمارية ، الدولة ذات الطابع الأستيطاني الأحتلالي .

هذا الميدان شاهد عيان على مسيرة ما زالت تحمل راية السقوط ولكن هي تعتقد – أي المسيرة – انها تحمل مظلة الأمن والأستقرار والأنتصار .

ميدان( السادات) هو قناع للأسرائيلين لكي يغطوا ضحكاتهم التي امتدت واحتلت الجهات الأربعة ، حتى وصلت الى ابواب سفارتهم في القاهرة.

ميدان للسادات على الخارطة الحيفاوية وحين تلمع الأسماء الفلسطينية يكون المنع والقمع ،ويصبح المواطن العربي لآجىء في وطنه ، عليه ان يخبىء تاريخه في عقله وعواطفه واحاسيسه - ممنوع ان يحتفل بذكرى النكبة ،ممنوع ان يعتز بقادته ،ممنوع ان يشير الى قرية اومدينة يهودية ويقول هذه كانت بلدتي .. وقائمة الممنوعات طويلة - .

في المقابل مدينة عكا العربية تعرضت للتشويه ولم تعد المدينة التي لاتخاف البحر وتعتبره قدرها الجميل وعشقها الجغرافي الذي تمتزج امواجه مع صموده ( يا خوف عكا من هدير البحر) وتعرف ان اسوارها منيعة ، بل هي الآن مدينة تفرز العنصرية وتضيق الخناق على السكان العرب كي يرحلوا ويهربوا منها .

في مدينة عكا يعرفون ان اللعبة بينهم وبين المؤسسة الأسرائيلية هي لعبة وجود وتاريخ ، والأنسان في أي مكان في العالم هو ابن تاريخه ، لذلك اطلاق الأسم جزء من لعبة البقاء التي يتشبث بها الفلسطينيون في بلادهم وفي الشتات .

مؤخراً اقيم نصباً تذكارياً تحت اسم (عيسى العوام ) وقد وضع هذا النصب في ميناء عكا ، لكن البلدية رفضت وقامت بنزعه من مكانه، واعتبرت معركة (عيسى العوام) معركة اهل عكا حتى اعيد النصب الى الميناء واصبح ميناء (عيسى العوام ) .

(عيسى العوام )هو غواص ومحارب ، حارب الى جانب صلاح الدين الأيوبي وقد كان اثناء حصار الصليبين لمدينة عكا يغوص في البحر وهويحمل المال للمجاهدين لكي يشتروا السلاح والطعام ، لكن في احد الأيام ابتلعه البحر وقد قذفه بعد ذلك على الشاطىء ووجدوا بحوزته المال الذي كان سيوصله ، وقد ورد ذكره في عدة كتب اشهرها ( النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ) للكاتب بهاء الدين بن شداد .

بين عيسى العوام والسادات مساحة طويلة من الزمن ، لكن الشعرة الفاصلة لا تقاس بالنصب التذكارية والميادين تقاس بميزان الكرامة ، والكرامة عند الغواص الذي قذفه البحر وهو يحمل المال للمجاهدين لم يصل اليها (السادات) الذي اطلق اسمه على الميادين .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وين الملايين إلى كلب شعبولا
- حين يستكثر علينا الصراخ
- عندما ينهض الموتى
- امرأه من تمر هندي
- ثمن المطلقة الف دولار والزوجة الثالثة والرابعة خمسة الآف
- على كل عربي ان يحافظ على مؤخرته


المزيد.....




- بضمادة على أذنه.. شاهد أول ظهور لترامب بعد محاولة اغتياله وس ...
- بلينكن يعرب لمسؤولين إسرائيليين عن -قلق بلاده العميق- بعد غا ...
- الجيش الأمريكي: الحوثيون هاجموا سفينة تملكها إسرائيل في البح ...
- نتنياهو أمر الجيش بعدم تسجيل مناقشات جرت -تحت الأرض- في الأي ...
- فرنسا دخلت في مأزق سياسي
- القوات الجوية الأمريكية ستحصل على مقاتلات -خام-
- 7 أطعمة غنية بالألياف تعزز فقدان الوزن
- مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس.. كيف ينظر إلى الحرب بغزة؟
- ناسا تنشر صورة لجسم فضائي غير عادي
- الدفاع الروسية: إسقاط 13 مسيرة أوكرانية خلال 24 ساعة في عدة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - بين عيسى العوام وانورالسادات شعرة من الكرامة