أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم علي ريشة - الولايات المتحدة وحلفاؤها.. الشريان الأبهر للتطرف الديني















المزيد.....

الولايات المتحدة وحلفاؤها.. الشريان الأبهر للتطرف الديني


سليم علي ريشة

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 24 - 15:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تقحمنا الوسائل الإعلامية العالمية في دوامة وهمية من شأنها إدخالنا إلى مسرح عملاق تدور على خشبته أحداث لنص (أكشن) من تأليف أمريكي صهيوني، لتأمين مناخ مناسب لتلك الأخيرة لتتفرد بالسيطرة على مقدرات شعوب العالم من خلال تحريف حقائق التاريخ والجغرافيا، واجتثاث الإرث الثقافي منها ومن خلال عملائها المنتشرين في جميع أقصاع الأرض وخصوصاً في الشرق الأوسط، وهم أكثر عملائها ذلاً وأقلهم استفادة مادية، والعملاء الأكثر نجاعة بالنسبة للصهاينة هم أولائك الذين لا يعرفون أنهم عملاء أساساً، ويقدمون الدعم للصهيونية بقوة لا متناهية من حيث لا يعلمون، وللأسف فالصهيونية تتقدم بقوة غير متوقعة حتى في أكثر حساباتهم الإستراتيجية مغالاة، وسأبين دقة كلامي بلغة العقل فيما يلي، لأن في هذا المخاض ما يستحق وقفة موضوعية مطلقة
الكثير من العوام في الوطن العربي المغيبون ثقافياً يتساءلون عن ماهية الصهيونية حقيقةًٌ، دون الولوج بمعمعة الثورجية العرب الذين استقصدوا تغييب الأمة عن الحقيقة، وقد انقسمت دوافعهم بانقسامهم إلى قسمين: قسم يدرك أننا غير قادرين على المواجهة بعد أن أدرك أنه ليس كفؤ لهكذا منصب..، وقسم قرر التآمر مع الحركة الصهيونية لمصالحه الشخصية، ومن هنا يفرض علينا السؤال التالي:
ما هي الصهيونية باختصار ومالذي صنع منها قوة شبه مطلقة؟
الصهيونية هي قوة فكرية لا مركزية ولا مبدأ عندها، وهاتين الأخيرتين هما الخاصرتين الضعيفتين في أي قوة بالعالم وعبر التاريخ في حال وجودهما، وهي حركة تمتلك قدرات مادية خرافية لدرجة أنها تتحكم باقتصاد العالم عموماً وأميركا والخليج العربي خصوصاً، وهي تعتمد أساساً على القوة الإعلامية كسلاح نووي على الصعيد الفكري، وهناك طريقتين تتبعهما الصهيونية لتسير باستراتيجيتها نحو الأمام وبقوة وخطوات مدروسة، أولاً تجييش الإعلام العالمي المسموع والمشاهد والمقروء في صفها، ثانياً العمل على تركيب جملة معقدة جداً من الإحداثيات ورميها في الواجهة أمام العالم الثالث ليسري في أذهاننا أن بعض القرارات التي إذا أتخذناها ستكون مواقف من شأنها توجيه الضربات الموجعة للصهيونية، وتتجلى خطط الصهيونية الثعبانية بأنهم يشتكون للعالم والمجتمع الدولي بلسان أداتهم إسرائيل، يشتكون على المشرقيين عموماً عندما يعلنون تلك المواقف التي هي من صنيعتهم أساساً، هكذا إلى أن نتشبث نحن برأينا ونبذل الغالي والنفيس في خدمة هذا القرار أو ذاك ونعلن انتصارنا عند فشل إسرائيل بمنعنا، والحقيقة أن الصهيونية وعند تلك النتيجة المبدأية تكون قد نجحت ببرنامج من برامجها التي عدتها لنا نحن الحمقى من عشرات السنين
إذاً نحن نتكلم الآن عن مجموعة من التدابير المعدة لنا منذ أعوام طويلة مضت وهي ما زالت قائمة، ونستطيع أن نقرأ هذه الحقيقة بمجموعة من القفلات التاريخية، مثل اقتلاع المقاومة الفلسطينية اليسارية العلمانية التي أصابت إسرائيل بضربات موجعة جداً في تلك المرحلة واستبدالها بمقاومة مصطنعة وتسمى المقاومة الإسلامية، وهي تلك التي غيبت الشعب الفلسطيني في غزة عن مفهوم المقاومة الحقيقي الذي يعتمد المقاومة الفكرية والحرب الإعلامية باعتماد المرجعية الإنسانية كنص مقدس عالمياً، لا بل أصبحت تزايد على الإسرائيليين بالتطرف الديني والسلفية الفلسفية إلى أن تحول الصراع من معادلة تصب في مصلحة الفلسطينيين أصحاب الأرض وهي أنهم شعب حر مسالم متعدد الديانات والأعراق والثقافات يقاوم مجموعة من المرتزقة القتلة المدعومين من اليمين المتطرف العالمي..، إلى صراع بين طرفين إرهابيين يقومان على النظرة الأُحادية والشمولية والتعصب الديني ورفض الآخر..‼، طبعاً هذا ما كانت تسعى لإقامته الصهيونية العالمية بكل وضوح، لأن الصورة التي كانت تصل للعالم كانت قد تستقطب الرأي العالمي ضد إسرائيل وعليه فقد تزول أو تضطر إلى تحويل نفسها إلى دولة علمانية ديمقراطية مجبورة على احتضان الجميع فلسطينيين وإسرائيليين، ولكنها الآن لديها سُلّة من الحجج التي تبرر لها جميع ممارساتها غير الإنسانية والإجرامية بحق الفلسطينيين، وخولها بأن تضرب بيد من حديد كل من يحاول المساس بنظامها العنصري الهمجي الديني بالإضافة لسيطرتها على المقاومة الأساسية في فلسطين وتحويلها لسلطة وهمية تتقاضى رواتبها من إسرائيل نفسها، ومن المضحك أن يكون عند البعض تحليل غير هذا لأن المعطيات واضحة كالشمس في وضح النهار.
أما بالمرور على ممارسات الصهيونية على صعيد منطقتنا العربية ستطرح الأسئلة التالية تلقائياً:
أين النفط العربي وما هي الشركات التي تقوم على استنباطه؟
ما هي الثقافة العربية اليوم..؟ وما هي اللغة المعتمدة في جامعاتها وحتى مدارسها؟
ما هي نسبة المساهمات الأمريكية في الشركات الخليجية وإذا انسحبت تلك الشركات ما الذي قد يحل بدول الخليج؟
لماذا تعتلي أغاني المراهقات الأمريكيات قمة السوق الموسيقية ولماذا يمتثل الشباب العربي بالفرق الأمريكية التي تروج للإنحلال الجنسي وارتداء الجنازير في الرقبة؟
ما هي الثقافة التي يحقن بها الشباب العربي حتى صدرت آخر إحصائية بأن 82% من زوار الأنترنيت بالشرق الأوسط يداومون على زيارة المواقع الإباحية والدينية على حد سواء؟
كلها أسئلة تطرح نفسها ببساطة، وأنا أعلم أنكم تختزنون كماً عملاقاً من الأسئلة التي تسير في نفس السياق الذي أطرحه في هذا المقال، ولكن الجواب هو المهم حالياً..، والأهم منه هو الحل والبدئ بالقيام بالخطوات الأولى التي لا بديل عنها..
تمزيق الغطاء الديني الذي يحكم عقدته على عيوننا والإلتفات إلى العالم المتقدم والكفّ عن عبادة أميركا، فمن هنا تبدأ الحلول بالظهور تلقائياً في مسيرتنا التقدمية الثقافية العلمية، لأن في هذا ضرب لأسس الصهيونية فتبدأ تلك الأخيرة بالهبوط بشكل متسارع، مما يمتعنا باستقلالية فكرية تعطينا فرصة لترتيب أوراقنا من جديد لكي نعود ونقرأ التاريخ بكل حياد، لنعرف من نحن ومن هو المسؤل عن احتلالنا فكرياً وثقافياً، حينها نتخذ من حضاراتنا السابقة مثالاً وقدوة لنا، ولأننا نحتكم على مقدرات مالية وخيرات في أراضينا لا تقدر بثمن نستطيع أن نتفوق على العالم خلال قرن واحد على أبعد تقدير، فمثلاً..
إذا خصص المال الذي ينفق شهرياً على المحطات التلفزيونية التي تبث العصبيات الدينية لجمعيات تُعنى بالثقافة العامة والتي يكون من وظيفتها التجول الميداني بين الأحياء الفقيرة الجاهلة للإرتقاء بهم إلى مستوى يرفّعهم عن الأمية سنكون بألف خير..
إذا استبدلت طريقة إنفاق الأموال على الشركات الكبرى في أمريكا على شركات أوروبية ومنشآت عربية محدثة سنحقق توازن مالي واكتفاء ذاتي وسنلغي البطالة بالمطلق، مع لفت النظر أن في أي معادلة اقتصادية سيتضح مع الرأس مالي أن الحالتين سيدران ربحاً عملاقاً عليه، ولكن الفرق يتجلى بخدمة الأمة العربية فقط دون أي تنازلات مالية..‼
إذا اقتصر عمل رجال الدين على حرم المعابد الخاصة بهم ومقاضاتهم في حال كسر هذا القانون، سنرتقي بالدين إلى مستوى أرفع مما هو عليه اليوم من تشتت وتخبط في المعتركات السياسية والآيديولوجية وسنحافظ على دولنا علمانية تقدمية قادرة على تقديم الخدمات للجميع وحتى للدين
طبعاً أعلم أن أغلبكم سيضيف حلولاً أخرى إلى ما ورد، نعم..، كل شيء مدرج تحت مظلة العقل والنقاش والتجربة، لكننا فيما سبق تحدثنا عن الأساسيات التي إذ طبقت ستفتح لنا آفاق التطوير والتقدم، كفانا خوف من غير الموجود وكفانا تقديس لكل قصة رواها جدنا وكفانا خوف مما نجهله..



#سليم_علي_ريشة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدمير الممنهج للعقل العربي
- حوار فتاة مسلمة مع أبيها
- حقوق المرأة!!


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليم علي ريشة - الولايات المتحدة وحلفاؤها.. الشريان الأبهر للتطرف الديني