أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طارق حمو - عن حزب تركيا في دمشق














المزيد.....

عن حزب تركيا في دمشق


طارق حمو

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 24 - 16:45
المحور: القضية الكردية
    



لم يمر نوروز هذا العام بسلام. الرصاص لاحق الكرد في مدينة الرقة السورية هذه المرة. قوات الشرطة والاستخبارات وبأمر من السلطات المحلية في المحافظة اطلقت الرصاص الحي على المتجمهرين في منطقة " المطحنة" فقتلت فتاة ويافعاً، كما جرحت واعتقلت العشرات. الحجة كانت هذه المرة رفع المحتفلين لصور الزعيم الكردي عبدالله أوجلان الأسير في تركيا. صور أوجلان والأعلام الكردية في إحتفالات نوروز أكراد سوريا؟. ما الجديد في ذلك؟.

حادثة القتل إذن، كانت عربوناً جديداً للعهد القائم بين النظام في دمشق وبين الحكومة التركية. هذا العهد الذي تريد بعض الأجنحة في الحكم السوري( على رأسها رجل تركيا القوي في دمشق العماد حسن تركماني) تعميده بدم الكرد السوريين. علاقة النظام بالحكومة التركية علاقة حب من طرف واحد. علاقة كلها "تنازلات في تنازلات" وتطعن في صميم المصالح الإستراتيجية السورية( شرحها بتفصيل المؤرخ والباحث الكردي السوري د.خالد عيسى). تنازل عن لواء الإسكندرون وتنازل عن حصة سوريا في مياه نهري دجلة والفرات، اضافة الى الإذعان للطلب التركي بإغراق الأسواق السورية بالبضائع التركية الكاسدة. و"فوق البيعة" قمع سلطوي للمواطنين الكرد وإظهار الشدة حيالهم، وخصوصاً من هم من مناصري حزب العمال الكردستاني. تركيا "تصبر" على إحتفالات أكراد"ها" وتظهر "الجّلد والحلم" وهي ترى الملايين تحتفل بعيد النوروز وتهتف بحياة أوجلان والمقاتلين الكرد، إحتراماً لما يوصف ب"الديمقراطية التركية" وتقرّباً من معايير كوبنهاغن الأوروبية، بينما النظام السوري يرخص لزبانيته بقتل المواطنين الكرد فقط لأنهم يلوحون بصور أوجلان وأعلام العمال الكردستاني.

الكرد السوريون الذين شاركوا في صنع الإستقلال وكان لهم رجالاتهم، ممن قادوا البلاد في أحلك الظروف، يعٌاملون الآن بالحديد والنار كرماً لعين دولة إقتطعت من الوطن السوري منطقة تزيد مساحتها عن مساحة الجولان بمرتين؟. الكرد السوريون الذين ولاؤهم لسوريا أكثر بكثير ممن يٌظهر الوطنية اليوم وينادي بشعارات "القومية العربية" بينما هو وأقاربه وحاشيته ينهبون ثروات البلاد ويتركون نصف الشعب جائعاً، يٌقتلون ويٌهجرون من أجل دولة تقطع المياه عن سوريا وتساهم في تجفيف نصف مساحتها الزراعية. ثمن التقرب المذل من الحكومة التركية هو دماء الأطفال والنسوة الكرد. هو مستقبل ملايين الفلاحين السوريين في الجزيرة ودير الزور والرقة ممن قضت تركيا على حياتهم، وحولتهم إلى عمال أجراء في أحياء الصفيح، بعد أن قطعت مياه الفرات عنهم بحجة إرواء سد أتاتورك. فبئس الثمن ذاك...

حزب تركيا القوي المتغلغل في مفاصل النظام السوري هو الذي يقود الحرب ضد الشعب الكردي الآن. حزب تركيا الذي يضم تجاراً وضباطاً وساسة وصحفيين وأساتذة جامعات هو الذي يٌزين للنظام في دمشق بإستهداف الكرد للتقرب من حزب العدالة والتنمية وإستجداء وساطته مع إسرائيل. حزب تركيا هو الذي يعتقل الآن عشرات السياسيين والمثقفين الوطنيين الكرد ومن مختلف الأحزاب والإتجاهات السياسية. حزب تركيا في دمشق هو السبب في إصدار الأحكام الجائرة ( 7ـ 12 عاماً) بحق أنصار حزب الإتحاد الديمقراطي( حليف العمال الكردستاني) والتشدد حيال المئات من معتقليه في سجن "عدرا" وغيره، وهو الذي يروج للخطة الرهيبة القاضية بتجويع الكرد بغية اخراجهم من مناطقهم وتوزيعهم في الداخل والخارج. حزب تركيا هو وراء اصدار المراسيم الجائرة من قبيل المرسوم 49 الذي شلّ حركة البناء والنماء في المناطق الكردية...

النظام إختار الإقتداء بالحكومة التركية منذ أن أبلغه أردوغان عن خلاصة معلوماته حول إنتفاضة 12 آذار 2004 وحثه على قمع ثورة الكرد السوريين ضد الظلم والطغيان الرسمي بحقهم. وكان أردوغان ينقل للنظام توصيات "مجلس الأمن القومي التركي" الذي انعقد على عجل في اليوم الثاني من الإنتفاضة وصار يراقب التطورات دقيقة بدقيقة...

إذا كان العرب يتهمون العراق بانه واقع تحت سيطرة ايران وميّال لسياستها، فليعلموا جيداً بأن سوريا( احد أركان محور الممانعة!) قد وقعت الآن تحت سيطرة الحكومة التركية، وحصان طروادة هو حزب تركيا القوي في دمشق وحلب...

الكرد لن يتخلوا عن النضال ولن يتنازلوا عن حقوقهم ابداً. ورهان النظام على قمعهم من أجل كسب ود الحكومة التركية هو رهان خاسر على المدى الطويل، وسوف يأتي بالوبال الذي لن يكون سوى أحد تجليات الضرر الإستراتيجي الفادح الذي سيلحق بسوريا الوطن جراء تبعية النظام الخالصة للحكومة التركية...



#طارق_حمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان: عن -التخطيط- وأشياء أخرى
- تركيا: حزب العدالة والتنمية وفرص حل القضية الكردية(23)
- تركيا: حزب العدالة والتنمية وفرص حل القضية الكردية(13)
- قرأة في واقع الإسلام السياسي في ألمانيا
- طغاة دمشق بين التدنيس والتدليس...
- حيرتنا مع ديمقراطية كردستان!
- عبد الإخوة التميمي الإنسان الرقيق وداعاً...
- خطة القضاء على حزب العمال الكردستاني.
- فتنتنا، التي ايقظها الأميركان!
- الشرق الأوسط: استيلاد الديمقراطية من معاناة الأقليات
- الأقليات الدينية العراقية في الدستور العراقي الجديد
- الأمة....مغتصبة هذه المرة!!
- أنقرة وواشنطن: التحالف المٌهين...أخيراً؟.
- عبدالرزاق عيد: ربما هو القتل الرحيم؟
- تركيا والكرد: حرب المائة عام تبدأ من كركوك!
- العراق وحروب الإعلام العربي الخاسرة!
- أوجلان والرهان على هزيمة العسكر...
- مؤتمر واشنطن الكردي: بداية الإستقلالية في الفعل السياسي الكر ...
- العراق قرباناً لدوام ليل الطغاة...
- مفاخر بعثية: قمع وإستبداد وتفقير عام!


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طارق حمو - عن حزب تركيا في دمشق