أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عارف الماضي - معركه شرسه.. في بساتين الكوفه















المزيد.....

معركه شرسه.. في بساتين الكوفه


عارف الماضي

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 24 - 08:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تكُن معركه أنتخابيه..او عشائريه..او غيرذلك من أشكال الخصومات العاديه بل مُنازله حقيقيه, تتوفر فيها كل عناصر ومقومات المعارك الشريفه, ولم من انتاج خيال الكاتب, او روايه اوقصه قصيره, اكتسبها من احد اقربائه او اقرانه
فقد كان محوريها الرئيسين ,اولهما الزمان , وثانيهما المكان, يَحكيان بكل صُدق ودون تزويق او ترويج او دعايه ,سيما أن شاهده الاثبات (حياً يُرزق) , حتى الساعه, رغم انه احد طرفي تلك المنازله وقد لايؤخذ برأيه قانونا, لكونه طرف غير مستقل في نقل الصوره, ولكنه وبما معروف عنه من صدق وتفاني ونكران عجيب للذات, ولأن شهادته يؤيدها العشرات من الاحياء, نساءً ورجالاً ممن يَقطنوا, حتى الساعه , بساتين منطقة البونعمان والبوماضي شرق الفرات وفي مدينة الكوفه بالذات, فان الكاتب المُتلهف لرسم خنادق تلك المعركه , ونقل كَرها وفََرها , يرى في رسالته الانسانيه الخلاقه دافعا حقيقيا لكتابة تلك السطور لكي , يَزخُر ذاكرة التاريخ بوقائع حقيقيه دون تزوير , باطشاً بالمقوله السائده والتي تقول ان( التاريخ يكتبه المنتصرون)0 فلن يكن الناقل منتصرا ووفق الحسابات العسكريه التقليديه اّن ذاك0 ولكن شمس الحقيقه لابد ان تظهريوما ما .. قاشعتا الضباب, وحتى طوابير الغبار, فما عليها الا ان تتوارى هاربتا ومهما طال الزمن0
كانت الساعه الثالثه عصرا في يوم العاشر من أب عام 1963 عندما جاء محدثي , ورفيقي طال عمره ( المقاتل نجم ابو اللول المواشي) وعندها لن يكتمل الرابعه عشر من ربيع عمره, وبصحبة عمه الشهيد( عباس ابواللول) ,وعَم الكاتب( الشهيد حسين شعلان الماضي) وهم يقتربون من ضفاف الفرات قادمين من قرية( الجديه) في ريف( أل مواش) ناحية العباسيه , وبعد ستة اشهر من وقوع انقلاب 8 شباط الاسود, حيث سَيطر على البلاد مليشيات ( الحرس القومي), وفتكوا بعشرات الالاف من الوطنيين, كان اغلبهم من الشيوعيين, وهذه قصه معروفه للجميع , عندما سيطر البعث ولاول مره على الحكم في العراق بعد ان اغتال ثورة14 تموز الخالده وزعيمها (عبد الكريم قاسم)0

ففي ظهيرة ( القَيض)وكمايسمونه في وسط وجنوب العراق, أي الصيف الستيني القاسي ,وعندما كان الرفاق الثلاث, يلوذونَ, بشجيرات الصفصاف لاكما تلوذ حمائم الجواهري بطين دجله, وهم ينتظرون بتوجس كبير رفيق مُلتحق جَديد, لن يذكر اسمه ولكنه من عائلة( الدجيلي) لكي يلتحق بفصائل الانصار, ولكن القدر , قد جعل المذكور يسقط في ايادي القتله, لكي يسخروه في كشف تلك الخليه المجاهده0
عندها كان الثلاث , يفترشون خضرة الارض .. وتغطيهم ظلال الشاهقات من النخيل الوفيه0 غير مبالين بحرارة الارض,وقسوة ساكنيها!0
جاء شخص غريب .. لن توطئ اقدامه الهمجيه بساتين الخير من قبل.. فشك الجميع به, ولكنهم قالوا لبعضهم أن الموسم, و كما يعرف بموسم (تظمين) بساتين النخيل, أي تأجيرها من اصحابها,حيث يأتوا ناس يكشفون البساتين لكي يقدروا انتاجها ,ثم يقوموا بشراء محصولها من التمور بالوانه الزهدي وهو الاغلب او بقية انواعه كا العمراني , او الخستاوي,او الشُكّر, او غيرها, وكان ذاك الشخص يلبس عقالاً جنوبيا , ودشداشه بيضاء, وستره رغم سخونة الطقس, ويلفُ خصره, بحزام احمر وكما يوصفه محدثي نجم(ابو واثق) وبعدها كان الثلاث ينظرون له , بريبه كبيره وهويقترب منهم ,عندما كانوا يجلسون بين ثلاث من اشجار النخيل المتقاربه, وكانها ترسم صوره لأخائهم , وروحهم الرفاقيه الصميميه الصادقه
0 وخلال لحضات اخرج ذلك الوغد وهو يعبر بصدق عن فكر حزبه الشوفيني , اخرج سلاحه الغادر قرين فكره ليصوب..نار سلاحه الى الشهيد( عباس ابو اللول)
فحاول الثلاث الاحتماء اول الامر بجذوع اشجار النخيل, لانهم كانوا يُعلقّون اسلحتهم البدائيه, على اطرف اكتافهم, قبل ان يسحب محدثي البطل(نجم) سرقي سلاحه, باتجاه ذلك المجرم, وبعد ان فعلها فوضع احد اطلاقته الغادره في بطن الشهيد عباس, فقد بادر (نجم) وبارتباك شديد الا ان يصوب رصاصة الحق الى صدر ذلك الرجل الغريب, وبعدها بلحظات تبين انه ( قائدا للحرس القومي) في منطقة الفرات الاوسط , ولكن الكاتب يتحفظ بادراج اسمه في هذا المقال ولاسباب خاصه, وهو لن يكن وحده , فقد كان وراءه اكثر من ثلاثون مسلحا من الشرطه السياره وعناصر الحرس القومي سيئة الصيت, عندما دارت المنازله غير المتكافئه في عدد المقاتلين, واساليب المهاجمين بغدرهم وبطشهم , فبعد سقوط قائدهم
قتيلا , وسقوط الشهيد( عباس ) وهو يطلب من ابن اخيه مُحدثي ان يأخذ سلاحه, وسلاح الجاني, وان يتركه في محله لانه ,اصبح لامحال في حاضرة الشهداء في سبيل الوطن , والحريه0
عندها هم الجناة بأطلاق النار بجميع الاتجاهات, فسقط من اعلى قمة نخله
رجل بريئ اسمه(عبد النبي)عندما كان بمحض الصدفه يقوم ( بتركيس) عثوق النخيل حينها,
ولن يسلم الحلاق ( عليوي) من بطش وهمجية المهاجمين, حيث تتوفر معلومات
دقيقه للجناة, بان ذلك الحلاق في تلك المنطقه الريفيه, يقوم بتقديم العون والمساعده لفصائل الانصار علاوة على حلق شعر رؤوسهم , وذقونهم, وهم يترددون عليه بين الحين والاخر0
وعندما عصف صوت الرصاص المفاجئ , بتلك القريه المجاهده ,حينها هب كل سكانها رجالاً ونساءً وكان جُلهم الشيخ (عباس متعب النعماني) وكما روى شاهدي
واخرون من اكدوا الحكايه, غير مبالين بأطلاق النار الكثيف, وهم يتصدون الى تلك العصابه الطارئه, والتي اغتالت وكما اسلفت ثورة تموز وشرفاء قادتها0
انسحب الاثنين الاحياء, وكان نجم قد أُصيب هو الاخر بطلق في فخذه , ولكنه
لن يُبالي 0 ناظرا وبفزع كبيرالى جسد عمهِ المقدس, في ساحة المعركه , والتي بلاشك كانت بين معسكرين يمثلُ احدهما بؤرة الشر الزاحف ليصنع خريف دائم
واخر, يتصدره رجال وقوم ارادوا الخير والسعاده والرفاهيه لذلك الشعب العريق0
وقد لمس العراقيون بعد سنين من عودة البعث في 68 متخفيا وراء شعارات كاذبه. ماكان يكنه البعث لشعب العراق من ويلات ومصائب, طالت كل مكوناته
وحطمت بنيته التحتيه الثقافيه, وصادرت حرياته قبل مصادرة حياة الملايين واللذين سقطوا, اما باسلحة النظام ,او بحروبه العبثيه الثلاث, او مخلفات سياساته الرعناء, والتي مايزال شعبنا يعاني منها حتى ساعة اعداد تلك المقاله, متوسمين من شباب العراق واللذين, غيبوا خلال تلك السنين العجاف بمراجعه شامله لتاريخ العراق الحديث , لكي يميزوا وبكل هدؤء, ومهنيه الخيط الابيض
من نقيضه الاسود, وللكاتب غايات واهداف ساميه, يريد زرعها في ثقافة النشئ الجديد, كي لايطلقوا احكام مسبقه , ودون درايه , عن الجهود الدؤوبه
وقبلها الدماء السخيه, والتي قدمها أبائهم , وحتى أمهاتهم وعلى طريق رسم مستقبلٌ زاهرٌ و سعيد 0



#عارف_الماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوروز...بين بطولة كاوا الحداد...وعودة الأله (تموز)من عالمه ا ...
- بين .. بيروت .. ومدينتي....مساحات شاسعه
- حوار مع المفكر العربي(كريم مروّه) في عيد ميلاده الثمانيين
- ناظم السماوي..ورفاقه.. تَصدح حناجرهم في فضائات النجف0
- القوائم الخمسه الفائزه.. في انتخابات أذار القادم
- عشية الذكرى السابعه والاربعون..لأنقلاب شباط الاسود0
- جلسه مُصغره..مع وزير النفط العراقي السابق
- الشيوعيين.. في مَحاكم رموز النظام السابق
- أين الحقيقه في أجتثاث المُطلك: مصارعه... أم مصالحه وطنيه؟
- عزة الشابندر..يطالب باجتثاث الشيوعيه بدلاً من البعث0
- عَشية العام الثامن للأحتلال ..حُريات عراقيه مُقيدهَ 0
- مجزرة الثلاثاء...والتركيز على المؤسسات القضائيه
- رساله عاجله.. الى الشعب العراقي الاصيل
- العراق.... وطن بلا حدود0
- صدام حسين...مازال حياً
- يوم أخر..من الدماء والمطر
- في العراقِِ00 من الفائز في الانتخابات المقبله؟
- بعد روزفلت ..ويلسون.. اوباما ينال جائزة نوبل للسلام
- الانتخابات النيابيه القادمه..... جيب ليل وخُذ عتابه 00
- في الذكرى الاولى للأزمه الماليه العالميه... ما لم يقوله الرئ ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عارف الماضي - معركه شرسه.. في بساتين الكوفه