أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟














المزيد.....

الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2954 - 2010 / 3 / 24 - 08:27
المحور: حقوق الانسان
    


يتفق الكتاب الغربيون والشرقيون أن العصر الأول للإسلام فى مصر اتخذ التسامح والحكمة نهجا ولم يشهد ما نشهده الآن من توتر طائفى. لقد أعترف مؤرخو الغرب من أمثال الفريد بتلر وهنرى برستيد أن المسلمين الأوائل لم يمارسوا التعصب الدينى عندما دخلوا مصر فى عام 640م. ويتسق هذا الرأى مع مخطوطات المؤرخ القبطى يوحنا النقيوسى والتى قام بترجمتها الدكتور عمر صابر فى كتابه "تاريخ مصر ليوحنا النقيوسى" حيث توضح هذه المخطوطات أن ذلك العصر كان نموذجا للتسامح بين المسلمين والمسيحيين. وبالرغم من أن المسلمين والمسيحيين فى المحروسة ظلوا يعيشون فى وئام وسلام عبر العصور ولم يحدث ما يعكر صفو العلاقة بينهما غير أن السنوات الماضية شهدت بعض الأحداث التى أدت إلى التوتر الطائفى. الغريب أن السبب الذى يشعل الفتيل قد تكرر فى كل الأحداث الطائفية وهو عبارة عن شائعة يتلاعب مروجوها بالمشاعر الدينية لدى البسطاء.

لعل المسلمين الأوائل الذين دخلوا مصر فى القرن السابع الميلادى كانوا أكثر منا تدينا وتقوى ومعرفة بالله وبتعاليم الإسلام. ولو كان الإسلام قد حرضهم على العنف والقتل لما عاد سبعون ألف قبطى من الفارين من ظلم الحكام الرومان ولو كان الإسلام قد حرضهم على الكراهية لدمروا كل الأديرة والكنائس فى مصر تماما كما فعل الرومان الأرثوذكس الذين الحقوا الدمار بالعديد من مراكز العبادة. لقد عمل عمرو بن العاص على ترميم وإعادة بناء تلك الأديرة والكنائس التى تعرضت للتدمير. وفى المقابل— كما تقول المراجع التاريخية— فإن أقباط مصر ساهموا فى بناء أول مسجد فى مصر فى مدينة الفسطاط. لا نبالغ إذا قلنا إن مصر لم تشهد أحداثا وصراعات طائفية إلا فى العصر الذى نعيشه وخاصة مع بدء حقبة السبعينيات من القرن المنصرم.

المثير للدهشة أن سيناريو الأحداث الطائفية تكاد تتكرر فى كل المواقع سواء فى قرى الدلتا أوالصعيد الجوانى إذ تبدأ الفتنة حين تتناقل الألسنة شائعة مفادها أن مسلمة تعرضت للاغتصاب أو أن منزلا فى طريقه ليصبح كنيسة وقد يضيف محترفو الشائعات بعض المثيرات كأن يقال مثلا إن هذه الكنيسة سوف تهدد الوجود الاسلامى فى القرية أو المدينة. وقد تنتشر الشائعة كالنار فى الهشيم بعد أن تجد مكانا لها فى ثنايا خطبة الجمعة. عندئذ تتأجج المشاعر وتغلى الدماء فى العروق لتخرج الأمور عن نطاق السيطرة حيث ينطلق بعض الشبان الثائرين إلى منازل الأقباط فيحرقونها والى محلاتهم فيدمرونها وقد تصل الأمور إلى سقوط قتلى وجرحى كما حدث فى ديروط وفرشوط فى 2009م وفى نجع حمادى بمحافظة قنا فى مقتبل عام 2010م وفى مطروح فى مارس 2010م. وتجدر الإشارة أن أخبار هذه الأحداث تتناقلها وسائل الإعلام من دون التثبت من تفاصيلها مما يساهم فى إشعال التوتر فى مناطق أخرى. لعله من الخطأ أن نعزى كل الاشتباكات التى تحدث إلى أسباب دينية. فالصراع القبلى والثأر ينتشران منذ فترة سواء فى الصعيد أو الدلتا. كما أن ابسط الخلافات الفردية قد تتحول بقدرة قادر إلى صراعات قبلية أو طائفية.

من المؤكد أن التوتر الطائفى المقرون بانفلات الأعصاب يستحق اهتمام الدولة لأنه ببساطة يمس أمن وكيان الوطن ولا يمكن أن نترك الأمور على هذا الحال. إن الأمر يتطلب تضافر جهود كل أجهزة الدولة لاحتواء هذه الظاهرة التى قد تأتى على الأخضر واليابس. بداية يجب أن نؤكد على ثقافة التسامح ونسيان الإساءة. وهنا تجدر الإشارة إلى تجربة لانا اوبرادوفيتش، الفتاة البوسنية المسلمة التى فقدت العديد من أقاربها خلال الصراع الدينى بين مسلمى البوسنة وطائفة الأرثوذكس التى ارتكبت مذابح فى حق المسلمين فى التسعينيات. ماذا تقول هذه الفتاة؟ لم تقل إنها ترغب فى الانتقام والقتل ولم تقل إنها تكن مشاعر الكراهية تجاه قاتلى أقاربها بل قالت: "لقد غير الحرب كل شىء فى حياتى وكنت وآلاف المواطنين قد تعرضنا للتشرد خلال التطهير العرقى فى مدينتى. ولكن كل ذلك لم يؤثر فى شخصيتى إذ إننى لم أتعلم كراهية جيرانى".

والى جانب سيادة ثقافة التسامح فإن الأمر يتطلب سيادة القانون أيضا بحيث إذا ارتكب مواطن—بصرف النظر عن ديانته— أية مخالفة أو جريمة فإن القانون يجب أن يتصدى له. لعلنا فى حاجة إلى وفود طلابية من الجامعات أو حملات إعلامية لإقناع الناس بأن اللجوء إلى القانون هو خير وسيلة للتعامل مع مخالفات البناء وللحصول على الحقوق. أما حقوق الدولة وأملاكها فإن أجهزتها قادرة على الدفاع عنها ولا شأن للمواطنين فى ذلك. وخلاصة القول فإن الاحتكام للقانون هو الذى ينقذ الأوطان من ويلات الفتنة وشرور الاضطرابات الطائفية ونيران الحروب الأهلية.



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الشخصية لطلاب الجامعة فى ضوء نظرية العقد الاجتماعى
- النوبة بين التدويل والانفصال
- جامعة أسوان وشماعة المؤامرة
- الاستعمار الأجنبى: نعمة أم نقمة؟
- الحرية الشخصية ونزاهة الامتحانات الجامعية
- القبض على مخرج سينمائى شهير
- الإعلام المصرى والموقف من السودان
- ظاهرة التدين الشكلى فى مجتمعاتنا الإسلامية
- حوار مع شاب جزائرى
- المحظوظون فى مباراة أم درمان
- العاطفة والعقل فى علاقات الشعوب والدول
- اليهود والعرب وصناعة القرار الأمريكى
- العداء والكراهية على أبواب الملاعب الرياضية
- معيدو الجامعات بين الماضى والحاضر
- أنفلونزا الخنازير: هل يمثل خطرا على حياة الإنسان؟
- جائزة نوبل والحفاوة المصرية
- القرد النوبى
- يوميات طالب مصرى فى أمريكا
- اليونسكو والالكسو والإيسيسكو
- هل تعلمنا الصبر والحلم فى شهر رمضان؟


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - الصراعات الطائفية فى مصر... متى تنتهى؟