|
( ما معنى يتفاوض الفلبينيون مع السوريين حول إطلاق سراح ارهينة الفلبيني ) .!!قراءة في مقال الكاتب محمد حسن الموسوي
سلام كوبع العتيبي
الحوار المتمدن-العدد: 900 - 2004 / 7 / 20 - 06:18
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
تحاول بعض الأنظمة العربية وخاصة السورية منها أن تطبق تجربة الحرب الأهلية التي وقعت في لبنان على العراق خاصة وهذه الأنظمة تعيش كابوس الخوف الأمريكي بعد أن وصل حدود دولها التي لا تختلف عن رؤية وأسلوب صدام حسين قبل أن يخلع وحزبه من على صدر العراق . ونتيجة لتغير الصور السياسية في المنطقة بصورة عامة نتيجة التغيرات التي وقعت في الخارطة السياسية العراقية تحاول العربية السورية أن تحدوا بأفعالها الدموية لتجعل التجربة اللبنانية الصورة المثلى لطرد الأمريكان من العراق كما تدعي ! بل الحقيقة تختلف عن هذا الأمر حيث أن الحكومة السورية تحاول أن تضع لها موقع قدم في القرار السياسي العراقي نتيجة لما تقوم به من دور شيطاني عبر رجالاتها التي تدفعهم داخل العراق لغرض القتل والتدمير ومن هنا تحاول أن تبتز العراقيين عبر هذا الدور المفضوح الذي تمارسه بتناغم من جمهورية إيران التي أصبحت تعيش حالة الرعب من الكابوس الأمريكي الذي أصبح على أبوابها هي الأخرى .. من خلال قراءتي لمقال الصحفي محمد حسن الموسوي الذي نشر على صفحات بعض المواقع العراقية ؛ توقفت عند الكثير من السطور التي دونها الكاتب والتي كانت أساس ما يقوم به الحكومة السورية ( ما معنى يتفاوض الفلبينيون مع السوريين من أجل إطلاق سراح الرهينة الفلبيني الذي أختطف من قبل إرهابيو الفلوجة الانكشاريون ؟! )ولماذا يلتقي مستشار الأمن القومي الفلبيني وزير الخارجية السوري فاروق الشرع لبحث موضوع الرهينة معه؟ وهل يعني ذلك أن سوريا ضالعة بشكل او بآخر بمثل هذه الأعمال الإرهابية؟ .للأجابة على هذه التساؤلات، ولمعرفة طريقة التفكير السائدة في سوريا الآن، وأسلوب التعامل مع الشأن العراقي منذ تحرير العراق من المحتل المحلي، أسيق المحاورة التالية والتي جرت بيني وبين السيد محمود المزرعاني مدير قناة ال( أي أن أن) المعارضة والتي يملكها السيد رفعت الأسد حينما دعاني السياسي الكبير والإعلامي البارز الأستاذ سامي فرج علي إ الى برنامجه الشهير، وحاورني عن الشأن العراقي الجاري.وفي ثنايا النقاش انتقدت وبحدة موقف النظام السوري من عملية التغير التي شهدها العراق، حيث راح هذا النظام يشجع بعض القوى السياسية العراقية التي لم تشارك في مجلس الحكم في حينها أو التي فقدت امتيازاتها السياسية نتيجة التغيير على تعكير صفو عملية التحول الى الديمقراطية بغية تعطيل العملية السياسية برمتها، علما إن اكثر هذه القوى من المثلث السني وتحديدا من المدن والعشائر التي تمارس الخطف والإرهاب والتفخيخ اليوم في العراق. فكان ان انتقدت هذا الموقف من السوريين واعتبرته تصيدا في الماء العكر، مما اضطر المخرج الى اختزال وقت البرنامج خشية من افتضاح أمر النظام السوري الأمر الذي أثار انتباهي، لأنني أعلم أن هذه القناة معارضة لذلك لنظام فما الذي حصل حتى راحت تحابيه !المهم وبعد انتهاء اللقاء التلفزيوني أخبرني مضيفي الأستاذ سامي أن مدير القناة يرغب بالتحدث إليّ، وفعلا ذهبت بصحبته الى غرفة المدير الذي أبتدء حديثه معي بالاطراء على ادائي وأبدى إعجابه بثقافتي ووعي السياسي ثم سألني عن عمري وزادت دهشته حينما علم أنني في مطلع الثلاثينيات ليس أكثر. بدء المزرعاني حديثه كأي ديناصور سياسي بالوعظ والإرشاد ، وأنه خبر الدنيا فعرفها، وأنه أعلم بطرق السموات منها إلى الأرض والى غير ذلك من (الكليشيات) التي يجيدها وبمهارة ثم حمّل أمريكا وعلى طريقة الديناصورات السياسية في العالم العربي تبعات ما حدث ويحدث لنا، ولم ينسى وكعادة أي عروبي أو قومي أن يذّكر بالدور( الصهيوني الخطير) فيما يحدث، ثم راح يولول لأن (الصهاينة) على حد تعبيره نجحوا أخيرا في الوصول الى الفرات ليحققوا حلمهم التوراتي في إسرائيل كبرى من النيل إلى الفرات. إلى هنا لم أسمع جديد فكل ما ذكره المزرعاني هو اجترار لخطاب الفكر القومي والإسلاموي العربي ولطالما سمعناه حتى سئمنا سمعه. المهم في كلامه هو التالي:سألني هل أنت شيعي؟ قلت نعم. فأردف قائلا: (أنتم الشيعة في العراق منذ 1400عام مظلومون ومقهورون، تأكلون القوازيق الواحد بعد الآخر وتحملتم كل ذلك. ماذا يحدث لو تحملتم عام آخر حتى نخلصكم من الاحتلال الأمريكي؟) فسألته من الذي يخلصنا؟ قال: نحن السوريين. فعدت وسألته ثانية من قال لك إن الأمريكيين محتلين؟ ومن أخبرك أن شيعة العراق يريدون التخلص من الأمريكيين؟ ثم أضفت : إننا شيعة العراق وبشكل عام ممتنّون للأمريكيين والحلفاء لأنهم خلصونا من الاحتلال الانكشاري الطائفي العنصري الذي جثم على صدورنا منذ مئات السنين وأخذ طابعا رسميا منذ تأسيس الدولة العراقية في عام1921 .قال: لكننا نحن السوريين ومعنا حلفائنا الإيرانيين نريد التخلص من أمريكا لأن _والحديث ما يزال للمزرعاني_وجود القوات الأمريكية في العراق يهدد أمننا القومي، ويضر بمصالحنا العليا لذلك فأننا مصممون على اخراج الامريكيين من العراق كما فعلناها في لبنان.فقلت: لكن مصالحنا نحن شيعة العراق وكذلك ألأكراد في بقاء القوات الامريكية وبقية قوات الحلفاء حتى يستتب ألأمن، كما اننا بحاجة الى بقاء تلك القوات على المدى البعيد، لأننا نريد أقامة أفضل العلاقات مع أمريكا خصوصا مع وجود النية لتوسيع حلف الناتو شرقا فنحن شيعة العراق نرغب بأنضمام العراق الى الناتو بمساعدة أصدقائنا من أبناء العم سام. ثم سألته _وهذا هو محل الشاهد من المحاورة_ كيف أخرجتم الامريكيين من لبنان؟فأجابني مستفهما ومستنكرا: (هل تتصور أن اللبنانيين هم من هزم الامريكيين ؟لا نحن من كان وراء هزيمتهم وهروبهم من لبنان) وأضاف: ( ان التفجيرات التي تعرض لها مقر قوات المارنيز في لبنان في الثمانينيات والتي أجبرت الأمريكيين على الهروب نحن من خطط لها وساعد اللبنانيين على تنفيذها وسنفعل الشئ نفسه في العراق) انتهى .عتقد ان الحديث واضح ولا يحتاج الى تفسير فالرجل _وهو مقرب من السيد رفعت الأسد_ على الرغم من كونه معارضا للنظام السوري إلا أنه يتبنى نفس موقف النظام تجاه ما يحصل في العراق، وما قاله لي الرجل قبل عام نجده يطبق اليوم في العراق، ومن هنا فأن مستشار الأمن القومي الفلبيني لم يخطأ العنوان حينما طرق أبواب السوريين وراح يتفاوض معهم في سبيل تحرير الرهينة الفلبيني والمحتجز لدى ارهابيو المثلث السني الذين أستقبل النظام السوري وفودهم العام الماضي وما تزال سورية تمثل عمقهم الاستراتيجي، كذلك فأن أغلب المقاتلين العرب المتواجدين في مثلث الرعب والإرهاب هم من السوريين. ومن هنا فأن المسؤول الفلبيني أدرك حجم الـتأثير السوري على المختطفين لذلك راح يتفاوض مع دمشق. الغريب ان النظام السوري يصر على عدم ارتباطه بالإرهابيين العرب ويزعم عدم قدرته على منعهم من التسلل من أراضيه إلى العراق! ونحن بدورنا نتسائل لماذا لا يستطيع فلسطنيوا مخيم اليرموك على سبيل المثال التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية عبر الجولان؟ وما السبب وراء بقاء (جبهة) الجولان من أهدء الجبهات منذ حرب 1973؟ الا يدل ذلك على قدرة السوريين على ضبط حدودهم مع جارتهم( العدوة) إسرائيل! فلماذا تخور قواهم على ضبط حدودهم مع جارهم (الشقيق) العراق؟يخطئ السوريون اذا ما تصوروا ان بأمكانهم تكرار تجربتهم مع الأمريكيين في لبنان، لا لشئ سوى ان العراق ليس لبنان، وأن العراقيين ليسوا لبنانيين يحركونهم كيفما يشاؤون. فهل يرعوي النظام السوري ويكف شره عن العراقيين أم سيبقى يسدر في غيه ودعمه الإرهابيين والمختطفين؟ هذا ما ستكشفه لنا الأيام .) هذا ما يفكر به العقل الحكومي السوري في تحويل العراق إلى لبنان الذي مازال أوراقه السياسية تلعب بها حكومة سوريا التي ومازالت تقتنع هم من أنقذ اللبنانيين وعليهم دفع ما في ذمتهم من خلال السيطرة على قرارهم السياسي . من هنا ندرك ما يقوم به الدور السوري من خلال زج خفافيشه داخل العراق تحت حجة قتال الأمريكان في الوقت الذي تناسوا به موضوع الجولان الذي مازال محتلا منذ اكثر من ثلاثين عاما دون العمل السياسي أو العسكري لغسل هذا العار الذي يخيم على وجوه سياسيين وحزب بعث سوريا الذين يمثلون في جثث العراقيين من خلال دعمهم للإرهاب الذي يقوم بأعمال القتل والتدمير في العراق .
#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورة الرابع عشر من تموز شمس العراق التي لا تغيب ..!!
-
اختلاف فلسفة الأديان هل تؤدي إلى توحيد المعبود ..؟!!
-
إزدواجية المعايير بين الدين المحمدي و الدين السياسي الجديد .
...
-
التطبيل لحكومة منفى ... غطاء مفضوح بعد أن سقطت الأقنعة وبانت
...
-
رجال قرية الوداع يشربون القهوة ويدخنون التبغ الرخيص .!!
-
حكومة علاوي تمارس المقايضة السياسية على حساب الأمن الدائم ..
...
-
حكومة أياد علاوي توعد البعثيين في العودة من جديد ..!!
-
شرف الفتاة العربية يغسله سكين المطبخ ..!!
-
قال يا بني لا تقص رؤياك على أخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان
...
-
سورية وإيران محور الشر الثنائي على العراق ..!!
-
كيف كانت تستحرم نكاح الطيور على الشجرة .؟!!
-
من ينصف شهداء المقابر الجماعية وشهداء حلبجة من لجنة الدفاع ع
...
-
مابين الشيخ سعيد وسعدون الشرطي ضاع أبو عراق ..!!!
-
بيوت التراب نساء يملكها الشيخ .. أنا والمعلم أخوة ...!!
-
أرد للناصرية ردود مخنوق بألف عبره ...!!
-
أليس الجولان المحتل أقرب إلى السوريين ... أم إنه العهر ..؟!!
-
هل الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على تدمير شبكة القاعدة .
...
-
فرج الله الحلو ....سفينة الشهداء إلى السماء تحمل ملائكة ..!!
-
سرقات وفضائح تسجل على جثث العراقيين من قبل اللصوص ..!!
-
أمريكا نقلت حربها مع الإرهاب إلى العراق ...!!
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|