أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمود عبد الرحيم - رسالتا العراق وموريتانيا الى قمة سرت..استيعاب ام تجاهل؟!















المزيد.....

رسالتا العراق وموريتانيا الى قمة سرت..استيعاب ام تجاهل؟!


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 19:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


حدثان لا يجب ان يمرا مرور الكرام علينا ،واحد يطل علينا من اقصى المشرق العربي يذكرنا بالتقصير والعار، وربما الذنب الذي نحمله على اكتافنا تجاه شعب وبلد عربيين ،والاخر يأتي من اقصى المغرب العربي، ويبدو سارا ،وسط عشرات الاحداث المثيرة للاحباط ،بطول الخارطة العربية، وبينهما - بلا شك - حدث ثالث، ربما نعتبره هامشيا أو رئيسا لكنه - في كل الاحوال - يتوسطهما.

اما الاول فيتمثل في الذكرى السابعة للعدوان الامريكي على العراق، والثاني اعلان موريتانيا قطع علاقاتها نهائيا ،وبشكل كامل مع الكيان الصهيوني ،وبينهما القمة العربية المرتقبة في مدينة سرت الليبية، والتوقعات السلبية لها ولمصيرها، رغم انها تأتي في توقيت بالغ الدقة يتطلب مواقف شجاعة، تلبى ولو الحد الادني من طموحات الشارع العربي، خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وما تتعرض لها من محاولات حثيثية لتصفيتها صهيونيا ،وبناء دولة يهودية كبرى على انقاضها تحمل اسم عاصمتها العربية القدس ، بدعم امريكي وتواطؤ دولي، وصمت عربي اقرب الى التآمر أو الرغبة في التخلص من هم ثقيل بات قادتنا غير قادرين على حمله ،بعد ان صاروا عجزة ، ومرتهني الارادة ،ومشغولين أكثر بمعارك صغيرة وشخصية مع بعضهم البعض ،أو بادامة حكمهم الاستبدادي الفردي وضمان توريثه عائليا.

ربما اهمية استذكار العدوان الامريكي على العراق تكمن في ايصال رسالة الى هؤلاء الذين يراهنون على واشنطن ،أو لازالوا يعتبرون انها راعية الديمقراطية والعادلة ،وانها جادة و قادرة على احلال السلام، واعادة الحقوق المسلوبة الى اصحابها ،حسبما تردد دعايتهم الكاذبة ،سواء في عهد السفاح بوش او المخادع اوباما، في حين ان المعطيات تشير الى انها ليست اقل خطرا علينا من الكيان الصهيوني ،ان لم تكن اكبر ،وانها ليست سوى رمز للشر والعدوان، فيداها ملوثتان بدماء العراقيين ،واثار جرائمها في العراق لا تزال شاخصة ،فى كل ركن بهذا البلد المدمر الذي لا يدرى احد متى أو كيف يمكن ان يعود من جديد، ويقف على قدميه، بعد ان صار بؤرة للعنف الدموي والصراعات الطائفية ،وساحة لتصفية الخلافات الاقليمية والدولية.

وان اوهمونا بأن الاوضاع الامنية والمعيشية قد تحسنت، وان ثمة ديمقراطية تتحرك، وتعبر عن نفسها في عملية انتخابية، في حين ان الصورة بعيدة عن هذه المزاعم تماما؟..فماذا عن تصاعد وتيرة العنف باستمرار، والتفجيرات التى تحدث يوميا ،وتحصد ارواح العشرات، وماذا عن سوء الاحوال الاقتصادية والخدمية
ومعاناة ملايين الاسر الذين تشردوا في اصقاع الارض، ومن بقوا ظلوا اسرى للخوف والحرمان من نقص احتياجاتهم اليومية وفرص الحياة الكريمة، فضلا عن محاولة تصفية الصوت العروبي في العراق،وحرمانه من حقوقه السياسية كمواطن كامل الاهلية، واتهامات التزوير في الانتخابات التى يتبادلها رجال امريكا ذاتهم ، فضلا عن جرائم الفساد السياسي والمالي التى تُعلن عن نفسها بانتظام.

والاهم من ذلك، بقاء الاحتلال جاثما على الصدور،حتى بعد توقيع اتفاقية امنية جرى تسويقها كبداية النهاية للوجود الامريكي الذي يبدو انه لا ينوى الرحيل ،وانما تخفيض عدد القوات المحتلة فقط، ليسيطر مباشرة على الارض، ويحرك رجاله في الحكم لما يخدم مخططاته التى لم ينجح حتى الآن سوى في تحقيق القليل منها ،وفي مقدمتها الاجهاز على بلد عربي كبير كالعراق، واخراجه من معادلة القوة العربية ، بعد ان سبقتها مصر ليتسنى تأمين الحماية لاسرائيل، رأس حربة المشروع الغربي الاستعماري في المنطقة ، فضلا عن جعل اسقاط النظام العراقي فزاعة لبقية الانظمة العربية، لتهرول الى تقديم فروض الولاء والطاعة العمياء.

ولذا لا نعجب حين نرصد تسارع مسيرة التطبيع مع العدو الصهيوني سرا وعلانية بعد حرب العراق، رغم تسارع المخططات الصهيونية ونيلها بعدوانية ،وبخطى سريعة من الحقوق الفلسطينية،حيث الارتباط العضوي بين كل من واشنطن وتل ابيب، والتقرب الى الكيان الصهيوني ،لجهة رضاء السيد الامريكي ،والتغاضي عن جرائمهما ، أو كذب الوعود سواء امريكية او اسرائيلية خوفا وطمعا، وهو الامر الذي يتواصل الى يومنا هذا ، ويهدد المصالح العربية بشكل حقيقي، لا مجازيا.

ربما لهذه الاسباب، يجب الاحتفاء بقرار الحكومة الموريتانية قطع علاقاتها مع تل ابيب، بصرف النظر عن ملابسات القرار، وعما اذاجاء كمناورة مع قوى المعارضة للنظام الجديد بقيادة الجنرال محمد ولد عبد العزيز، او كان جادا ومخلصا فيه، ففى كل الاحوال يبدو القرار في غاية الاهمية والقوة ويمكن وصفه ايضا بالشجاع، خاصة ما يتعلق بالتوقيت الذي يشهد توالى الضربات الصهيونية للقضية الفلسطينية ،والسعى لانجاز مخطط التهويد والاستيلاء على القدس نهائيا في اقرب مدى ممكن، والتأكد ان مثل هذا الكيان لن يمد يدا للسلام، أو يعيد حقا لاصحابه ،سبق ان استولى عليه غصبا وعدوانا.

ان هذه الخطوة التى تأتي من اقصى المغرب العربي ،والتى تكلل جهود مناهضى التطبيع في الشارع الموريتاني ،الرافضين لعار اسمه الصلح مع عدو الامة العربية في الماضي والحاضر والمستقبل،قيمتها كذلك في انها تعطي الامل لشعوب اخرى ،سواء في مصر او الاردن أو المغرب او قطر وغيرهم ، في امكانية فك الارتباط

مع هذا الكيان العدواني، واسقاط هذه الاتفاقات الاستسلامية التى جاءت بالتناقض مع الرغبات الشعبية ، الى جانب الربط الذي يجب ان نربطه بين التغيير الداخلي ،وفرص اتخاذ قرارات منسجمة مع تطلعات الجماهير وتحقق مصالحهم، من جانب القيادات الجديدة المنتخبة ديمقراطيا.

ومثلما يجب ان تكون ذكرى الحرب العدوانية الامريكية على العراق رسالة قوية الى القمة التى تصف نفسها ب"العربية" ،وفي بلد يزعم حاكمه انه زعيم عربي كبير، وتذكر الجميع ان العراق وشعبه عربا ،ولا يجب ان يتركوا نهبا للامريكان،

وغيرهم من القوى الاقليمية والدولية ، وان عليهم استعادتهم الى "البيت العربي" ، والهوية العربية، فعلا وليس قولا، ومساعدته بكل السبل على استعادة الروح، والتخلص من الاستعمار البغيض،بل والتكفير عن ذنب الاسهام في اسقاط هذا البلد العربي بخطوات جادة وشجاعة مثل ملاحقة مجرمي الحرب الامريكان ،وعلى رأسهم الرئيس الامريكي السابق بوش، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ،والاهم من ذلك، ضرورة اتخاذ وقفة ومراجعة العلاقة مع واشنطن بموضوعية ،وعلى اساس المصالح الوطنية والقومية ،لاعادة تأسيسها على قاعدة من التوازن والندية ،لا التفريط والتبعية.

في الوقت نفسه ،يجب ان يكون القرار الموريتاني -ايضا - رسالة اخرى لهذه القمة يجب آخذها في الاعتبار، والاقتداء بها ، فلم يعد ثمة مبرر للابقاء على علاقات مع هذا الكيان ،سواء سرا أو علانية ،ولا مكان كذلك لمبادرة السلام العربية أو بالاحرى مبادرة الاستسلام والذلة ،وانما الالتفاف الصادق من جديد حول القضية الفلسطينية ،وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ودعم خيار المقاومة والكفاح المسلح ،قبل ضياع الفرصة الاخيرة .. فهل من يسمع ويتعظ ويلتقط الرسائل الواضحة اكثر من اللازم .. ام سيظل الحال على ما هو عليه من التدهور والمهانة ؟!



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة العربية بين خيار المواجهة وثورة الغضب
- الافلام الروائية القصيرة..ثقافة الثرثرة البصرية وفقر الفكر
- الشعوب المهزومة من الداخل وانتصاراتها الزائفة
- نتانياهو واوباما والترويج العربي لبضاعة السلام الفاسدة
- -الكرامة التركية-و-السيادة المصرية-و-اسرائيل-
- فاتورة شيخوخة الحكم.. ومصير مصر المجهول؟!
- التخلص من الاذيال وابقاء رأس السمكة في مصر
- هدايا النظام المصري لنتانياهو والتشوية المجاني لصورة مصر
- جدار مصر الخانق لغزة والحق الذي يراد به باطل
- حين يروج فلسطينيون لمشاريع صهيونية ويُحتفى بالمطبعين؟!
- وهم-المخُلص- والهروب من استحقاقات التغيير في مصر
- اللاعبون بالنار ولو ذهبت مصر للجحيم
- اعلان الدولة الفلسطينية وخطاب الوهم وربما التواطؤ العربي
- لو فعلها عباس لاعتبرناه بطلا وغفرنا له ما تقدم!
- حين يصير التطبيع مُبررا والرفض مُستهجنا والاختراق من الداخل
- معركة النقاب مواجهة لشرور الاصولية
- دراما رمضان: فقدان البريق ودوران في المربع الضيق
- -اهرام التطبيع- واصدقاء اسرائيل في مصر
- مسابقات رمضان: صياد رأسمالي وفريسة مخدرة بوهم الثراء
- -الفرح- رؤية انهزامية وتوسل لواقعية مزيفة


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمود عبد الرحيم - رسالتا العراق وموريتانيا الى قمة سرت..استيعاب ام تجاهل؟!