رشيد كَرمة
الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 11:04
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في هذا الظرف الخطير والعصيب,الذي يلف العراق,بسبب التجاذبات السياسية,وما أحدثه عمل مفوضية الإنتخابات,وما ستفرزه من نتائج يُشكُ بها,سواء أذعنت للفرز والعد اليدوي,ام رفضت,فإن المفوضية ومن يديرها,ومن وراءها تتحمل شق الصف العراقي ,والذي لايحتاج إلى شقوق أخرى,ويكفي ما هوعليه,نتيجة هزيمة الدكتاتورية البعثية وكنس دولة العصابات بأيادٍ خارجية,مما أتاح المجال لإختراق العراق من جانب دول عالمية و أقليمية,لعل أبرزها (إيران الإسلام) التي وجدت ضالتها في ضعف الدولة العراقية,نتيجة غياب الوعي والثابت الوطني لدى الغالبية من أحزاب الإسلام السياسي التي أشرفت عليها وأسست قوامها أثناء الحرب العراقية ــ الإيرانية في طهران وغيرها من المدن الإيرانية.ولقد إستغلت ظروفاً حياتية صعبة كالتي كابدها العراقييون الذين نزحوا اليها أو الجموع الغفيرة التي وقعت في الأسر وتم تحويلها الى كراديس من التوابين .ولولا صيحات الإحتجاج من المخلصين العراقيين بمختلف إتجاهاتهم الفكرية والسياسية والحزبية, لكانت (ولاية الفقيه) المقيتة قاب قوسين أو أدنى من بغداد ألف ليلة وليلة , ولكنه العراق,ومع هذا فلقد سعت الإدارة الإيرانية عبر وكلائها في العراق في هذه الوزارة وتلك وفي هذه المؤسسة وتلك, في هذا (المجلس البلدي)وذاك من تمرير أوامرها بحجة الشرع الإسلامي تارة وبحجة قطع الطريق على عودة النظام المقبور تارةً أخرى,وإيران بفتاويها المتخلفة ترغب في إختزال تأريخنا وتراثنا و تقضم جغرافيتنا شيئاً فشيئاً, وتفقر أراضينا بقطع روافد المياه , وتجول وتصول في مياهنا الإقليمية وتسرق جهاراً مواردنا, وتضيق علينا حريتنا عبر كم من البدع والضلالات, وتزج ما أمكنها من فقراءومعدمين بحجج عبادية,غايتها في ذلك نقل وتصدير ما تريد, ولعل الإخطر في ذلك سرقة مواردنا النفطية عبر مؤسسات (حكومية عراقية) مستغلة ظرف العراق الحالي , ولقد حذرت أوساط عراقية قبل أيام أن وزراء ومدراء ومتنفذون يتحركون ليل نهار من أجل إنجاز مشاريع وصفقات تخص المال العام, ولقد أفادني عراقيون يتصفون بالشهامة والإصالة العراقيتين,أن هناك أنباء من مصادر مطلعة في شركة نفط جنوب العراق,وبعلم الحكومة العراقية وبالإتفاق مع وزير النفط العراقي (حسين الشهرستاني) قامت بتسليم البئر رقم 111 في منطقة الشرهاني والبئر رقم 12 شرقي محافظة العمارة إلى إيران والتي سارعت إلى بناء مخفراً يبعد 20 متراً فقط عن محطة عزل الغاز العراقية في حقل ابو غرب النفطي العراقي , وبحجة أعمال مشتركة, وتم منع أي شخص من الإقتراب من هذه الآبار, ومن هنا ولسوء الظن الدائم بحكومة الآخوندية وأتباعهم في بلدنا العراق تريد إيران أن تكون هي المستفيدة, فشعارهم الأقربون أولى....
السويد 23 آذار 2010 رشيد كَرمة
#رشيد_كَرمة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟