أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - محمد كشكار - حذار من مرض السكر(Diabète) .















المزيد.....


حذار من مرض السكر(Diabète) .


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 21:26
المحور: الطب , والعلوم
    


 تعريف مرض السكر نوع 1 [أو السكري الضعيف]:
يتمثل هذا النوع في عجز كامل أو نسبي للبنكرياس عن إنتاج الأنسولين لأسباب وراثية أو "تحصين ذاتي". ترتفع عند المريض نسبة السكر في الدم فوق 1.26غ في اللتر فيحتاج المريض إلى الحقن اليومي بالأنسولين. لذلك يسمى هذا النوع من المرض "سكري معالج بالأنسولين" [ DID :Diabète Insulino-Dépendant ]. "التحصين الذاتي" [maladie auto-immune] هو إفراز الجسم لأضداد حيوية تتلف خلايا البنكرياس الذاتية نفسها. يصيب هذا النوع الصغار و الكهول الذين هم في صحة جيدة و غير بدينين.

 تعريف مرض السكر نوع 2 [أو السكري السمين]:
يتمثل هذا النوع في نقص إفراز هرمون الأنسولين من البنكرياس أو نقص في تأثير هذا الهرمون على أنسجة العضلات و النسيج الشحمي أو عدم استجابتها لفعله [insulino-résistance ]. لا يحقن المريض بالأنسولين لأن بنكرياسه ينتج الأنسولين و إنما يعالج بأدوية أخرى على شكل حبوب. لذلك يسمى هذا النوع من المرض "سكري غير معالج بالأنسولين".
[ DNID :Diabète Non Insulino-Dépendant] و هذه التسمية غير أمينة في وصفها للمرض لأن الأنسولين ليست إلا أداة لمعالجة النوعين من السكري في بعض الحالات. يصيب هذا النوع البالغين بعد سن الأربعين, خاصة البدينين منهم أو من له أب أو أم مريضة بالسكر. النوع 2 متفشي أكثر من النوع 1 و يمثل تقريبا 80% من مرضى السكر بصنفيه. يتطور هذا النوع ببطء نحو الأسوأ عكس النوع الأول.
ينتج هذا المرض من تفاعل عديد الجينات ذات قابلية التأثر مع عوامل المحيط و في أولها الاستهلاك المغرض للدهنيات المشبعة و "السكريات السريعة" و عدم ممارسة الرياضة.
ترتفع لدى المريض نسبة السكر في الدم. ينتج هذا الارتفاع عن النقص التدريجي في إنتاج الأنسولين [ insulino-déficience] المسبوق ب10 أو 20 سنة من كثرة إفرازها الناتج عن عدم استجابة الأنسجة العضلية و الشحمية للأنسولين [ insulino-résistance]. تضطر البنكرياس و على مدى سنوات لصنع أكثر ما يمكن من الأنسولين لتخفض نسبة السكر في الدم فتتعب و تتلف خلاياها و يحل مرض السكر. نكتشف مرض السكر لأول مرة بعد تكرار إجراء التحليل العادي عند الصائم و نثبت في المرتين ارتفاع نسبة السكر في الدم أكثر من 1.26 غ في اللتر.

 تعريف البنكرياس:
غدة في الجسم, توجد تحت المعدة مقابلة للإأثني عشر (Duodénum ) و مرتبطة معه بقناة تفرغ فيها الأنزيمات [Enzymes] لهضم البروتينات و تفرز هرمونين متضادين في الدم. هرمون الأنسولين(Insuline) المخفض للسكر في الدم و هرمون القلوكاقون (Glucagon) المرفّع للسكر في الدم.

 هل يبرأ مريض السكر؟
السكر مرض مزمن, لا يبرأ منه صاحبه لأن السبب تكويني بيولوجي يكمن إما في خلايا البنكرياس المريضة التي لا تنتج الكثير من الأنسولين أو إما في الخلايا المستقبلة للأنسولين مثل الخلايا العضلية أو الشحمية التي لا تستجيب لأوامر الأنسولين و تحرق الشحم عوض السكر.

 كم عدد مرضى السكر في تونس؟
تقريبا مليون مريض واعون بمرضهم ( 10% de la population ) عدى غير الواعين لعدم ظهور علامات السكر الواضحة مثل كثرة البول و العطش و العرق و فقدان الوزن و تنمل الأقدام و الإرهاق. عدد المرضى في فرنسا لا يتعدى 2%. يبلغ عدد مرضى السكر العرب 12 مليون نسمة و على رأس البلدان المتضررة تأتي مصر و تونس. يبلغ عدد مرضى السكر في العالم تقريبا 246 مليون نسمة و على رأس البلدان المتضررة تأتي الولايات المتحدة و الصين و الهند.

 تعريف الأنسولين:
الأنسولين هو جسم-سائل بروتيني تفرزه البنكرياس في الدم فيتنقل عبر الأوعية الدموية في كامل الجسم و هو الهرمون الوحيد الذي يخفض نسبة السكر في الدم إلى 1 غ في اللتر. قد يؤدي الارتفاع المزمن لنسبة السكر في الدم إلى نقص في إفراز هذا الهرمون و موت مبرمج لخلايا البنكرياس المنتجة له.

 لماذا يحقن الأنسولين و لا يشرب أو يبلع على شكل حبة مثل الأدوية الأخرى:
لو أخذنا الأنسولين ذو الطبيعة البروتينية عن طريق الفم فالمعدة فالأمعاء الدقيقة فسوف يهضم مع الأكل و يدخل في الدم هباء منثورا لا يقدر على القيام بوظيفته و هي تخفيض نسبة السكر في الدم.

 لماذا يتعرض أصحاب الأجسام البدينة أكثر لمرض السكر؟:
الشحم المتراكم على مستوى العضلات و الأحشاء يطلق في الدم حوامض دهنية حرة
(Acides gras libres) . في الحالة العادية و بمساعدة الأنسولين تحرق العضلات سكر الدم لتنتج طاقة. في حالة البدين, تفضل العضلات إنتاج طاقتها من الحوامض الدهنية الحرة و تترك السكر غير محروق فترتفع نسبته في الدم فتنتج البنكرياس مزيدا من الأنسولين حتى تخفض هذه النسبة العالية فتتعب خلاياها من كثرة العمل و تتلف فيصاب البدين بمرض السكر .

 التحاليل المفضلة لمريض السكر:
الدم هو مكان لمرور السكر و ليس لخزنه. يخزن الكبد ثلاثين بالمائة من سكر وجبة الطعام و الباقي يخزن في العضلات. السكر الذي نقيسه عند الصيام هو من صنع الكبد التي تطلقه في الدم آخر الليل. أما السكر المخزون في العضلات فلا تستعمله إلا العضلات نفسها و لا تطلقه في الدم.
التحليل الأول المعروف و هو تحليل سكر الدم (Glycémie)عند الصائم و تتراوح نتيجة التحليل عند السليم بين 0.7 و 1.26 غ في اللتر حسب منظمة الصحة العالمية. 1غ في اللتر يساوي 5.5 مليمول في اللتر [1mmol=0.18g/l]
أما التحليل الثاني للدم فيقع كل ثلاثة أشهر و رمزه HbA1c و اسمه "الهيموقلوبين المسكّر" أو "خضاب الدم المسكر"
) (Hémoglobine glycosylée ou glyquée. الأول ينبئك على نسبة السكر في الدم إبان التحليل فقط أما الثاني فيقيّم نسبة السكر, دقيقة بدقيقة, يوم بعد يوم, على مدى ثلاثة أشهر. هذا التحليل الثاني يسجل تاريخ تراكم السكر في الدم على ثلاثة أشهر خلت. ثلاثة أشهر هي العمر الافتراضي للكريات الحمراء التي تشبك السكر المتنقل في الدم و من هنا أتت كلمة هيموقلوبين و هو خضاب الدم الأحمر الذي يعطي اللون الأحمر للدم. أشبّه التحليل الأول بعدد معزول أخذه تلميذ في فرض الرياضيات و أشبّه الثاني بالمعدل الثلاثي للرياضيات. أيهما يخبرنا أكثر على حالة المريض؟ تتراوح نتيجة تحليل "خضاب الدم المسكر" عند السليم بين 5.5% و 6.5% و كل تخفيض, ناتج عن الحمية أو عن الدواء, بـ 1% قد يجنّب المريض 20% من تواتر المضاعفات. خضاب الدم الزائد يتجمع خاصة على الجانب الداخلي للأوعية الدموية و الخلايا العصبية مما يسبب العديد من المضاعفات.


 لماذا يتعب مريض السكر بسرعة؟
يتعب مريض السكر بسرعة لأن قسطا من سكريات وجبته الغذائية يخرج مع البول و لا يستفيد منه الجسم لإنتاج للطاقة. لا تطرح كلية السليم السكر مع البول.
تنقل الكريات الحمراء العادية في دم السليم كميات من الأكسجين أكثر مما تحمله الكريات الحمراء المريضة في دم المريض. تتخلص الكريات الحمراء المريضة بسرعة من الأكسجين و هي في طريقها إلى الخلايا العضلية. ينتج عن هذين الإخلالين بالوظيفة لدى كريات المريض عدم تزويد العضلات بالأكسجين بكمية وافية فتعجز العضلات عن حرق الجليكوز [سكر العنب] و لا تحصل على الطاقة الكافية للقيام بالمجهود العضلي. يتجمع الجليكوز غير المحروق في الدم و يرفع نسبة السكر فيه.
يعتبر الجليكوز الوقود العادي للجسم لأن استعماله لا ينتج فضلات أما الشحوم فتعتبر وقود النجدة وتنتج فضلات حمضية. هذه الفضلات الحمضية السامة تخل بنشاط الخلايا الذي قد يؤدي إلى غيبوبة عميقة مصحوبة بحركات تنفسية سريعة ناتجة عن محاولة الرئتين التخلص من هذه الفضلات السامة المتواجدة في الدم. لكن قبل الغيبوبة يصاب المريض بالإرهاق البدني و الذهني و فقدان الشهية و الغثيان و التقيؤ.

 لماذا يضعف مريض السكر في بعض الحالات؟
يفقد وزنه بسرعة لأن جسمه لم يعد قادرا على حرق سكر الدم لتوليد الطاقة فيبدأ في حرق الشحوم المخزونة لتوليد الطاقة مما ينجر عنه نقص تدريجي في الوزن يصاحب مرض السكر خاصة عند مرضى النوع 1 من الأطفال و الكهول.

 متى يأكل مريض السكر الذي ينوي ممارسة الرياضة في المساء؟
يأكل المريض عند منتصف النهار غداء غنيا بالسكريات بطيئة الامتصاص المعوي أو التي لا ترفع بسرعة مؤشر السكر في الدم مثل الفول و العدس و الفاصوليا و الحمص. هذه البقول الجافة ترفع ببطء نسبة السكر في الدم لأنها تحتوي على ألياف مع النشويات. تحبس الألياف النشويات داخل الأمعاء الدقيقة و تعطل امتصاصها نحو الدم فيرتفع السكر تدريجيا في الدم مما لا يتعب البنكرياس في إنتاج مزيد من هرمون الأنسولين.

 ماذا يستفيد مريض السكر من الرياضة؟
تكثر الرياضة من استهلاك خلايا العضلات لسكر الدم مستعينة بالقليل من الأنسولين فتريح البنكرياس من العمل حتى تحافظ عليها و تطيل عمرها أكثر ما يمكن.
تنمي الرياضة قدرة خزن السكر في الكبد ( Glycogène) و في العضلات مما ينجر عنه تخفيض نسبة السكر في الدم.
تزيد الرياضة في عدد "المستقبلات الخلوية" [récepteurs membranaires ] للجليكوز مما ينتج عنه نقل سريع للسكر من الدم إلى العضلات باستعمال القليل من الأنسولين فترتاح البنكرياس من العمل قليلا.
تزيد الرياضة في عدد الألياف العضلية التي تتحمل المجهود المتواصل لأنها تتقلص ببطء و تستجيب بسرعة للأنسولين و هي غنية بالأوعية الدموية الناقلة للمغذيات الخلوية و الأنسولين.

 ما هي الأغذية المفيدة لمريض السكر؟
الحلبة تزيد في الكولسترول المفيد و تنقص من الكولسترول الضار.
الألياف تبطئ مرور الطعام في الأنبوب الهضمي و تمنح فرصة أطول لامتصاص السكر في الدم فلا يرتفع مؤشره بسرعة داخل الدم. توجد الألياف في الخضر و الغلال غير المعصورة أو غير المرحية. الطحن و العصر و العجن يكسر و يتلف الألياف و يفقدها دورها في تخفيف سرعة الهضم.
من المستحسن أن يأكل مريض السكر قليلا من الثمار المسكرة كالتفاح و التين في نهاية الأكل لكي لا يرتفع مؤشر سكره في الدم. أكل تفاحة بين الوجبتين يرفع بسرعة أكثر مؤشر السكر في الدم. تعطل الألياف الموجودة في الوجبة امتصاص سكريات التفاحة, لو أكلها آخر الوجبة, فلا يرتفع مؤشر السكر في الدم بسرعة.
يحتاج مريض السكر كالسليم للسكريات لكن جسمه لم يعد قادرا على مواجهة الارتفاع المفاجئ للسكر نتيجة نقص الأنسولين أو عدم نجاعته لذلك يمنع عليه منعا باتا أكل كميات كبيرة من الحلويات في وقت واحد مثل ما يفعل الناس العاديين في الأعياد و الأفراح و مناسبات النجاح.
الخظر النيئة و الخضر الساخنة و اللحم و السمك و اللبن, جميعها تخفف من سرعة امتصاص السكر في الأمعاء الدقيقة و ترفع تدريجيا نسبة السكر في الدم مما يلاءم القدرة المتواضعة لدى مريض السكر على مواجهة الواردات المفاجئة للسكريات.
تهدف الرياضة إلى حرق الشحوم و تخفيض الوزن و تهدف أيضا إلى تقوية العضلات.

 ما هي الأغذية المضرّة بمريض السكر؟
كل المواد الكيميائية المضافة إلى الأغذية من ملونات و محفظات و محليات سكرية تضر بشكل أو بآخر بصحة الإنسان. أضيفت هذه المواد المسرطنة لتوفير الربح للرأسماليين الجشعين على حساب المواطنين المخدوعين و الأطفال. بعد ما كان البشر يأكلون من إنتاج البستان أصبحوا يستهلكون إنتاج المخابر التي تصنع و تبيع لنا السم في الدسم.
أول الأغذية المضرة بمريض السكر هي السكر الأبيض الذي نشتريه من مغازة البضائع الغذائية أو من "العطار" باللهجة التونسية, الغذاء الوحيد الذي لو استغنينا عليه تماما في وجباتنا الغذائية لما خسرنا شيئا من توازننا الغذائي بل بالعكس لربحنا الكثير و أولها إراحة البنكرياس من إفراز الأنسولين لتخفيض مستوى السكر في الدم. يوجد السكر الأبيض في جميع المأكولات من مرطبات و حلويات و عصير غلال و ياغورط و غيرها من أصناف الأطعمة. يتركب السكاروز [السكر الأبيض] من هبائين من الجليكوز [سكر العنب]
(2 Molécules de glucose). يمثل الجليكوز وقودا للخلايا و هو ضروري في الأكل لكن نستطيع أن نحصل عليه من هضم السكريات و النشويات المتواجدة في الكسكسي و المقرونة و الأرز و الغلال و الفواكه الجافة و الخضر الجافة كالفاصوليا و الجلبان و العدس و الفول. في الخمسينات, و في قريتنا "جمنة" بالجنوب الغربي التونسي, كنا لا نستهلك السكر الأبيض إلا في الشاي فقط و أؤكد في الشاي فقط أما في فرنسا و في سنة 1789 فقد كان معدل استهلاك السكر للمواطن الواحد لا يزيد عن 500غ في العام و في العشريا ت الأخيرة بلغ الاستهلاك معدل 36 كغ في العام للفرد الواحد.
قضم الفواكه الجافة بين الوجبات هو من أسوا العادات الغذائية لدى مريض السكر.

 ماذا يأكل مريض السكر بين الوجبات ؟
يأكل ياغورط طبيعي أو جبن أو كأس حليب غير دسم أو قطعة أبيض الدجاج أو طماطم أو جزر أو فجل أو خيار أو بصل.

 بماذا يحلي مريض السكر قهوته إن شاء تحليتها؟
يحلي المريض قهوته بإضافة حبة أو حبتين من السكارين [saccharine ]. يتمتع السكارين بقدرة على التحلية أكثر من السكر الأبيض 300 أو 400 مرة. يصنع السكارين من مشتقات النفط أو الفحم الحجري [houille ]. يتهم السكارين, دون سند علمي قوي, بالسرطنة. يثير السكارين الشهية و لا يهضم في الجسم فلا قيمة غذائية له. قد يحفز السكارين البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين. لو استغنينا عنه لكان أفضل.


 استهلاك السكريات و مريض السكر:
يجب نهائيا أن نترك جانبا مفهوم "سكر بطيء, سكر سريع", "سكر بسيط, سكر معقد" و نعوضه بمفهوم "المؤشر السكري" (IG : Index Glycémique ) لأن السكر السريع قد يصبح بطيئا لو تناولناه في آخر وجبة غنية بالألياف التي تعطل امتصاصه و السكر البطيء قد يصبح سريعا لو تناولناه وحده خارج الوجبة.
يجب تجنب تناول السكريات ذات المؤشر السكري العالي مثل البطاطا و الأرز الأبيض و المشروبات الغازية المسكرة كالكوكاكولا. من الأحسن تناول السكريات ذات المؤشر السكري الهابط مثل الحبوب و الأرز الكامل و البقول الجافة.

 استهلاك الدهنيات و مريض السكر:
من المستحسن تخفيض استهلاك الدهنيات المشبعة(acides gras saturés ) مثل لحم الخروف و الجبن و الزبدة و مشتقات الحليب و بعض الدهنيات النباتية كزيت النخيل الزيتي و زيت جوز الهند. من الأفضل استهلاك الدهنيات غير المشبعة أو نصف المشبعة
(acides gras insaturés, monoinsaturés ou polyinsaturés ) مثل زيت الزيتون و زيت الفول السوداني- الكاكاوية بالتونسي.

 الحريرات و الوزن عند مريض السكر:
يجب تخفيض الوزن حتى ينزل "معامل الكتلة الجسمية" تحت عدد 25
(IMC : Indice de Masse Corporelle)

 كيف نحسب "معامل الكتلة الجسمية" ؟
IMC=P/T2
P : poids du corps en kg
T : taille en mètre
نقارن النتيجة بالجدول التالي حتى نعرف أين نحن:
Poids IMC : en kg/m2
Poids idéal : 18.5 à 24.9
Surpoids : 25 à 29.5
Obésité modérée : 30 à 34.9
Obésité sévère : 35 à 39.9
Obésité très sévère : 40

يهدف مريض السكر البدين من وراء الرياضة و الحمية إلى إزالة شحوم البطن لأنها الأكثر ضررا عليه. لكن "تجري الرياح بما لا تشتهي السفن" فأثناء الحمية تزول شحوم الوجه و القدمين و اليدين و الأفخاذ و السواعد و الصدر و في آخر المشوار تزول شحوم البطن. يزداد وزن الإنسان ليس باستهلاك الشحوم فقط بل عند تناول السكريات أيضا لأنها تتحول داخل الجسم إلى شحوم.

 كيف يشعر مريض السكر بارتفاع سكره؟
يتعب و يجف فمه مع مذاق معدني.تتنمل جفونه. تسترخي و تتشنج عضلاته.

 الوقاية من مرض السكر:
يعد تغيير نمط الحياة من تغذية متوازنة و رياضة أهم ركيزة في الوقاية و في علاج مرض السكر. يراقب السليم وزنه حتى لا يزيد على الوزن المثالي حسب "معامل الكتلة الجسمية" [IMC]. يقوم السليم بتحاليل السكر كل عام على الأقل حتى يكتشف مبكرا مرض السكري إن حدث لا قدر الله.
يعد استهلاك السكر الأبيض و الاستهلاك المفرط للملح و الإصابة بالكرب و الانفعال و التوتر من أهم أسباب الإصابة بمرض السكر [ les 3 célèbres « S » : sucre, sel et stress ].

 كيف يراقب المريض مرضه:
يقوم بتحاليل منتظمة مثل تحليل "خضاب الدم المسكر" [Hémoglobine glycosylée ou glyquée ou HbA1c] كل ثلاثة أشهر و تحاليل أخرى لمراقبة الشحم في الدم مثلا. يزور طبيب العيون بانتظام. ينظف قدميه و يقلم أظافره. يتبع حمية غذائية [régime alimentaire ] صحية بعد استشارة الطبيب المختص في التغذية مع العلم أن حمية مريض السكر قد تصلح للسليم المعافى أيضا. يتناول المريض ثلاث وجبات في اليوم في مواعيدها. يتجنب المريض قدر الإمكان اللحم السمين و الزبدة و المرطبات و الحلويات و المقلي و قضم الفواكه الجافة بين الوجبات و تناول الشكلاطة و الحلوى و شرب المشروبات الغازية المسكرة كالكوكاكولا. يفضّل أكل اللحم الأبيض و السمك و الخضر و الغلال الطازجة و شرب الماء, لتر و نصف على الأقل في اليوم. شرب الماء أثناء الطعام ببطيء عملية الهضم لأنه يميه الأنزيمات و يجعلها أقل نجاعة. الرأي المخالف يقول أن الماء أثناء الطعام يعطل الامتصاص المعوي للمغذيات الخلوية [assimilation des nutrimens ] مما قد يضر بالتوازن الصحي. عندما نشرب قليلا, نخزن الغذاء أكثر و عندما نشرب كثيرا نخزن أقل و نطرح الفضلات السامة أكثر في العرق و البول. يتمسك بالإقلاع عن التدخين لو توفرت لديه إرادة فولاذية. لا يغلي الزيوت عند طهي الطعام لكي لا تتحول الزيوت غير المشبعة المفيدة إلى زيوت مشبعة مضرة. يضيف زيت الزيتون بعد الانتهاء من الطبخ و ليس في أوله.


 مريض السكر و الطبيب:
الطبيب وحده لا يستطيع معالجة المريض. ترجع المسؤولية للمريض نفسه في اتخاذ القرارات التي تخص علاجه مثل الرياضة و التغذية و تخفيض الوزن و الرقابة الذاتية و الإقلاع عن التدخين. لا يستطيع الطبيب معالجة المريض إلا عن طريق المريض نفسه. يقتصد الطبيب دون أن يشعر في نقل علمه للمريض حتى لا يفقد سيطرته عليه. كل تعلم يقود إلى حق الخطأ ومن أخطائه يتعلم المريض و يتطور في التحكم في مرضه. يتحسّن منطق الطبيب مع مرور الزمن و ينتقل من منطق "يجب", "عليك فعل كذا", "أنا أرى" إلى منطق "ممكن تفعل كذا", "قد تستطيع فعل كذا", "ما هو رأيك لو...مؤقتا على الأقل", " ماذا تقترح لفعل كذا".
نلاحظ الآن أن النموذج القديم ما زال سائدا و يتمثل في: علاقة الطبيب بالمريض كعلاقة الأم بولدها أو المعلم بتلميذه. الطبيب فاعل و المريض مفعول به. الطبيب يأمر و ينهى و يقمع المريض. المريض يتبع طبيبه و يخضع له و يستقيل من مسؤوليته على مرضه.
نطمح إلى نموذج جديد: من الأفضل أن يكون الطبيب و المريض فاعلين. الطبيب هو من يعلم و المريض هو من يحس و يعلم في بعض الأحيان أيضا. يتفاعل الطبيب و المريض تفاعلا ندّيا. ندعو الطبيب بكل اطف و احترام أن يتحلى بالخصال التالية: الإنصات, التفهم, اتخاذ المبادرة عندما لا تتوفر عند المريض. على الطبيب أن يعيد صياغة ما قاله المريض ليتأكد أنه فهم جيدا اهتمامات المريض و ليحس المريض أن الطبيب استوعب همومه و فهمها. على المريض أن يعيد صياغة ما فهمه من كلام الطبيب حتى ينزاح سوء الفهم بين الجهتين. على المريض أن يتسلح بمعرفة نظرية حول مرضه و معرفة تطبيقية [طبخ, رياضة, حقن الأنسولين] و قدرة على اتخاذ القرار [تكييف جرعات الأنسولين, وجبات خاصة] و قدرة على مواجهة الطوارئ [انخفاض السكر المفاجئ في الدم] و قدرة على امتلاك التوازن النفسي [ تقبل شخصيته الجديدة كمصاب بالسكري, الرقابة الذاتية الناجعة, المحافظة على رأس ماله الصحي, الثقة في المستقبل].


ملاحظة :
لقد ترجمت هذا المقال بتصرف و إضافة بسيطة من عندي من المصادر الأربعة التالية:
 الكتاب المدرسي التونسي لعلوم الحياة و الأرض للسنة الثالثة رياضيات [عام قبل الباكلوريا] الصادر عن المركز القومي البيداغوجي التونسي.
 موقع Gerblé, l’expert diététique
 موقع Diab Surf
 موقع CHUPS.jussieu.fr
أعتذر مسبقا عن كل خطأ أو سهو ارتكبته في الترجمة أو عند الإضافة و أنا مستعد لتصحيحه إن اقتنعت بالبديل. " من اجتهد و أصاب فله أجران و من اجتهد و لم يصب فله أجر واحد". أنا قنوع و يكفيني أجر واحد في الحالتين.

تنبيه خطير:
أنبه القاري أنني لست مختصا في الطب رغم أنني أدرّس فيزيولوجية و وقاية هذا المرض للسنة الثالثة رياضيات [عام قبل الباكلوريا] و أهدف من وراء هذا المقال المترجم إلى تحسيس المهتمين بمرض السكر و من أراد منهم التعمق أكثر في معرفة مرض السكر فليبحث في المصادر العلمية الموثوق بها نسبيا و الموجودة في المجلات العلمية المختصة و في المؤتمرات العلمية الجامعية.

الكاتب أو المترجم: د. محمد كشكار
دكتور في تعلمية البيولوجيا [Didactique de la biologie ] و ليس في الطب.
متخرج سنة 2007 من جامعة كلود برنار بفرنسا و جامعة تونس.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جمنة- الخمسينات تعطي درسا في التربية الحديثة: التربية البنا ...
- التربية الصحية بين المطلوب و الممكن.
- خواطر في التعليم بلغة لو...
- هل يوجد لدى الطفل مستويان من النموّ الذهنيّ ؟
- يبدو أنّ مهنة الأستاذ المباشر في القسم في طريق الانقراض !
- -جمنة- الستينات تعطي درسا في الطب النفسي الحديث: -الساسي بن ...
- جمنة- الستينات تعطي درسا في التنمية المستديمة: النظام الغذائ ...
- نساء مناضلات في -جمنة- الستينات
- إرهابنا و إرهابهم؟
- ماذا جنيت بعد ثلاث عشرة سنة تعليم عالي؟
- نقد بسيط للديمقراطية الغربية
- وجهة نظر في الجانب الدنيويّ من خطبة الجمعة
- و شهد شاهد من أهلها.
- تجربة اليابان مع الاحتلال الأمريكي.
- القائد المهيب صدام حسين.
- العلم و الدين. المواطن العالمي
- الجيوش العربيّة الرسميّة: من تقاتل’ أين تقاتل و لماذا تقاتل؟
- وجهة نظر: تعريف العلمانيين.
- هل المقاومة المسلّحة هي السبيل -الوحيد- لتحرير الأرض و الموا ...
- هل الإيمان بالله وراثيّ أم مكتسب ؟


المزيد.....




- تفسير حلم المطر الغزير في الحرم المكي
- حظك اليوم الأحد 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024
- هاروماكي (لفائف الربيع على الطريقة اليابانية)
- ما تفسير حلم العظام في المنام؟
- طبيب البوابة: هل يشكل عقار أوزيمبيك مخاطر تهدد الحياة؟
- 10 طرق للاستفادة القصوى من حفلات موسم العطلات في العمل
- 8 أفكار لعرائس الشتاء لارتداء ملابس دافئة وأنيقة
- للأمهات.. الروشتة الكاملة لتغذية طفلك في مرحلة ما قبل المدرس ...
- 6 عادات يومية تدمر صحة دماغك وتسبب الزهايمر.. كيف تؤثر سماعا ...
- حقائق هامة عن الفلورايد في مياه الشرب والملح ومعجون الأسنان ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - محمد كشكار - حذار من مرض السكر(Diabète) .