أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - باكستان والقنبلة














المزيد.....

باكستان والقنبلة


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 899 - 2004 / 7 / 19 - 06:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن ظهر في باكستان سلاح نووي , والغرب يرتجف مما يمكن أن يحدث لو وصل إسلاميون متشددون الى السلطة مثلا , أو لو وقع ذلك السلاح بين أيدي "القاعدة" أو المتعاطفين معها. لنعترف أن الخطر موجود وأن الاحتمال وارد تماما, بالرغم من انه ينبغي الاشارة أيضا الى أن ما تملكه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية من أسلحة نووية يكفي لنسف هذا الكوكب بما عليه, وأن باكستان مهما بلغت من قوة فهي لم تصل بعد الى المستوى الذي يسمح لها بتهديد الغربيين.
ولكن هناك سبب آخر للقلق الغربي, و هو تعاون باكستان "غير المسموح به" مع إيران، حيث يبدو , حسب بعض المصادر, أن بعض التكنولوجيا الخاصة أتت من باكستان. وحقيقة المسألة هنا أنه إذا أمكن للغرب السيطرة على باكستان, على الأقل مؤقتا, فإن احتمال السيطرة على ايران بنفس الدرجة في نفس الوقت غير مؤكد. لذلك, ثمة احتمال آخر: وهو أن تلعب اسرائيل دور الكلب الحارس والذراع الضاربة, في حال ثبوت حصول ايران على تكنولوجيا متقدمة تسمح بإنتاج القنبلة. وقد وقع ذلك مع العراق سنة 1981, وليس هناك ما يمنع حدوثه مرة أخرى.
في كانون أول 2003، قامت السلطات الباكستانية بالتحقيق مع ثلاثة علماء كبار من مصنع تخصيب اليورانيوم الباكستاني، وفي مقدمتهم أب البرنامج الباكستاني عبدالقادر خان، حيث كانوا جميعاً مشتبهاً بهم بالقيام بنشر الأسرار النووية. وقد قيل آنذاك أن بعضهم قد تصرف بدافع من الجشع الشخصي، ولكن هذه المسألة لم تتأكد , لا لشيء الا لأنهم على الأقل كانوا يمتلكون من المال ما يكفي لتمويل سباق باكستان في الأسلحة النووية . والواقع أن نتيجة التحقيق غير معروفة الى الآن. ومع ذلك، فإن خان يدعي أنه قد أوقع به، وأنه على العكس من أقوال الرئيس مشرف التي ذكرتها الأنباء، لم يذهب أبداً إلى إيران.
إضافة إلى ذلك، فإن خان يجادل بأن وسيطاً في دبي كان مسؤولاً عن تسليم المعدات النووية من المزودين الأوروبيين إلى باكستان، وعن تكرر الأوامر للحصول على هذه المادة وتسليم المعدات إلى إيران كذلك. هل علمت حكومة باكستان بالتفاصيل في حينه ؟ إن الأمر قد يعتمد على الكيفية التي يعرف بها المرء الحكومة. في باكستان تقع المشاريع النووية تحت إشراف الجيش، والذي كان مشرف رئيساً لأركانه عندما استولى على السلطة في عام 1999، ومايزال محتفظاً بهذا المركز. من جهة أخرى، فقد يكون زعيم سياسي مدني في باكستان جاهلاً بأسرار الدولة ؛ فلم يسمح أبداً لبناظير بوتو وهي رئيسة وزراء انتخبت مرتين، تقيم الآن في المنفى، بزيارة مصنع تخصيب اليورانيوم في كاهوتا رغم قربه من العاصمة إسلام أباد. لذلك يقول البعض ربما يستغل مشرف غموض دوره المزدوج لإخفاء مقدار معرفته.
إن فضيحة إيران هي ثاني إحراج نووي للرئيس الامريكي بوش. فبعد هجمات 11/9 مباشرة، دفع الضغط الأمريكي مشرف لاحتجاز اثنين من العلماء المتقاعدين من برنامج البلوتونيوم، وهما مسلمان متحمسان كانا قد التقيا ابن لادن في أفغانستان. على العكس من ذلك، فإن خان، على الرغم من كونه وطنياً، إلا أنه ليس إسلاموياً متطرفاً. ومعروف عنه بأنه يقوم بإرسال بطاقات كريسماس لأوروبيين هو على معرفة شخصية بهم.

إن التحدي أمام واشنطن يكمن في ضمان احتفاظ مشرف ـ أو أي قائد ذي ولاء غربي ـ بالسلطة. بينما تستمر عملية تصيد ابن لادن وعناصر القاعدة المتبقين في حدود باكستان الجبلية مع أفغانستان. ويظهر أن مشرف نفسه يحتفظ بقبضة ضعيفة على السلطة، باعتبار أنه نجا من محاولتي اغتيال من قبل متطرفين إسلامويين. إن قوات كهذه سيزيد من غضبها استئناف الحوار مع الهند والإشارات إلى تسوية ممكنة في قضية كشمير المطولة. وكثيراً ما تبدو تكتيكات القائد الباكستاني مثيرة للسؤال. فقد كان قائداً للجيش عندما قامت الوحدات التي كانت تقاتل إلى جانب ميليشيات إسلامية مدربة، بشن هجوم مفاجئ ضد مواقع الهند الجبلية في عام 1999. وفي تموز 2001، اندفع إلى اجتماع قمة مع نظيره الهندي , إلا أنها فشلت في تحقيق هدنة أو تسوية مشتركة. لاحقا, وبعد وقت قصير من 11/9، فقد اعتقد أن للميليشيات الإسلامية صلات بالهجمات الانتحارية ضد البرلمان الهندي في نيودلهي، قبل أن تشيرأصابع الاتهام الى الاستخبارات الباكستانية, مما أنشأ أزمة تسببت في الوصول بالدولتين إلى شفير الحرب.
بعد 11 أيلول، قدمت واشنطن لباكستان تكنولوجيا لتطوير أمن سلاحها النووي. ولكن إذا ما فشل التقارب مع الهند، فقد تلح الادارة الامريكية الحالية أو القادمة على تنفيذ برنامج نزع السلاح النووي . ولكن من يقبله ؟



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دارفور مرة أخرى
- توصيات حول دارفورللمقارنة
- الجدار سيبتلع نصف الضفة
- ايران والعراق
- أزمة دارفور
- نقل السيادة
- تنازل أمريكي لبن لادن
- حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
- هل علموا واعوزهم الوقت؟


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام القروي - باكستان والقنبلة