|
مؤتمر طهران يفتح النار على منظمة التجارة العالمية
سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 899 - 2004 / 7 / 19 - 06:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعرضت " العولمة " ومنظمة التجارة العالمية لحملة من الهجوم الشرس فى افتتاح الاجتماع الحادى عشر لاتحاد غرف التجارة والصناعة والخدمات لمجموعة الخمسة عشر الذى بدأ أعماله أمس الأحد فى العاصمة الإيرانية طهران . وجاء فى كلمة محمد فريد خميس رئيس الاتحاد – الذى يمثل القطاع الخاص لبلدان المجموعة التى تضم نحو 30% من سكان العالم – ان فجوة الفقر بين الدول الغنية والدول الفقيرة كانت بنسبة تسعة الى واحد منذ مائة عام مضت . وبدخولنا القرن الحادى والعشرين اتسعت هذه الفجوة وارتفعت النسبة الى ستين لواحد . وهذا يعنى ان العالم اصبح اكثر اختلالا مما كان عليه عند بداية القرن الماضى . وحذر من ان الأوضاع يمكن ان تزداد سوءاً حيث تؤكد الإحصائيات ان دخول اتفاقية منظمة التجارة العالمية حيز التنفيذ الكامل بحلول عام 2005 سوف ينتج عنه زيادة سنوية فى الناتج القومى الإجمالي للولايات المتحدة يتراوح بين 125 و 250 مليار دولار ، فى حين بينت نفس التقارير ان خسائر الدول الأقل نمواً سوف تتراوح بين 163 و 265 مليار دولار سنويا من جراء هذا التنفيذ ، وذلك بسبب فرض الحواجز التصديرية غير الموائمة التى فرضتها جولة اورجواى بصفة كلية . وفى نفس الوقت سوف تستمر الدول الأقل نمواً فى دفع مبلغ فلكى يتراوح بين 145 و 292 مليار دولار سنويا لسداد فاتورة الواردات الغذائية المتزايدة من العالم الغربى ، وبهذا سيتم تحقيق المزيد من الهميش غير العادل على هذه الدول ، وسوف ترتفع المزيد من الأسئلة عن الفوائد التى ستجنيها الدول الأقل نمواً نظي تطبيق تحرير التجارة . ووجه رئيس اتحاد الغرف – الذى يضم ممثلى القطاع الخاص فى 19 دولة تتواجد فى ثلاث قارات هى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية – أصابع الاتهام الى منظمة التجارة العالمية قائلا اننا " نظرنا الى اتفاقية جولة اورجواى ومنظمة التجارة العالمية على انها وسائل لتحسين مصادر الثروة والرخاء العالمى والارتقاء بالحالة المعيشية لكل شعوب الدول الأعضاء. لكن منظمة التجارة العالمية فى الواقع ، ، وخلال العشر سنوات الماضية ، أسهمت فى تركيز الثروة فى أيدى القلة ، وفى زيادة الفقر لأغلبية سكان العالم وفى تكريس أنماط غير مستدامة من الإنتاج والاستهلاك . وقد اتضح الحجم الكبير للاختلالات فى مختلف اتفاقات جولة اورجواى عند وضعها موضع التنفيذ فى العشر سنوات الماضية . كما ان تأخير تنفيذ الدول المتقدمة للاتفاقية الخاصة بالزراعة ، والعمل المتباطئ لتصفية الحصص التصديرية للمنسوجات ، ورسوم مكافحة الإغراق .. قد أضفت كلها تحديات خطيرة لنا جميعا ، ونظراً لعدم المساواة فى النظام التجارى متعدد الأطراف لم تتحقق التوقعات الكبيرة من التوسع فى النفاذ الى الأسواق ، بالإضافة الى الالتزامات المجحفة التى تم فرضها ، ولم يتحقق توليد الدخل المتوقع " . وبعد ان فتح محمد فريد خميس النار على منظمة التجارة العالمية طرح ثلاثة أسئلة تتطلب إجابات عاجلة : اولاً : هل يعنى هذا الوضع العالمى المختل أننا نحتاج الى مراجعة أهدافنا الاقتصادية من منظور مختلف ؟ ثانياً : إذا كان الرد بالإيجاب .. ما هى نوعية التغيرات التى نحتاجها للتخطيط لسياساتنا واستراتيجيتنا ؟ ثالثاً : هل نحن نسير فى المسار الصحيح ؟ وهل جهودنا كافية ؟ بهذه التساؤلات الجوهرية الثلاثة وضع " خميس " الكرة فى ملعب الاتحاد ، بل ولعله وضع جدول أعمال هذه المنظمة الممثلة للقطاع الخاص لبلدان تشغل 34% من المساحة الجغرافية لدول الجنوب وتصل صادراتها الى 25% من صادرات دول الجنوب ، ووارداتها 22% من إجمالي واردات الجنوب . ولا ننسى بهذا الصدد – كما يقول الدكتور وجيه دكرورى الأمين العام للاتحاد فى التقرير الافتتاحي لمؤتمر طهران – أن اتحاد غرف التجارة والصناعة والخدمات لمجموعة الخمسة عشر ، باعتباره هيكلا تنفيذياً يمثل القطاع الخاص ، قد أنشئ بناء على توصية من وزراء تجارة دول المجموعة الذين توصلوا الى قناعة راسخة بان الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة والخدمات ، جنبا الى جنب مع اتحاداتهم ، قادرون على لعب دور اكثر تأثيراً فى مجال التجارة البينية بين الدول الأعضاء فى المجموعة مع استخدام وسائل وآليات اعظم للارتقاء بالاستثمارات المشتركة والتعاون الفنى ،وتوجيه الجهود لمزيد من التمثيل الفعال للقطاع الخاص . وكان هذا هو مسوغ تأسيس الاتحاد منذ منتصف عام 1998 خلال القمة الثامن لمجموعة الخمسة عشر فى القاهرة . وبين قمة القاهرة منذ ستة اعوام وقمة الجزائر التى ستعقد عام 2005 جرت مياه كثيرة فى نهر مجموعة الخمسة عشر على المستوى السياسى الأعلى ، فهذه القمة التى ظلت تعقد سنويا منذ إنشاء المجموعة فى القمة الحادية عشرة التى عقدت فى إندونيسيا فى مايو 2001 ، توقفت عن الانعقاد بسبب أحداث 11 سبتمبر وضرب برج مركز التجارة العالمى فى نيويورك والبنتاجون فى واشنطن ، ثم بسبب القلاقل السياسية فى فنزويلا . وتأجلت القمة بالتالى خلال 2002 و 2003 . لكنها استأنفت نشاطها هذا العام بانعقاد قمة كاراكاس فى فبراير 2004 ، التى أكدت على أهمية الحوار بين الشمال والجنوب ، وأهمية الحوار بين الحضارات وأهمية دمج أنشطة القطاع الخاص فى أنشطة المجموعة من خلال إشراك الشركات فى كافة أعمال المجموعة ، ولذلك تقرر عقد منتدى أعمال للتجارة والاستثمار على هامش مؤتمر قمة الجزائر . والسؤال هو : هل ينجح القطاع الخاص فيما فشلت فيه حكومات مجموعة الخمسة عشر ؟ سنحاول الإجابة على هذا السؤال بعد متابعة أعمال مؤتمر طهران .
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكاية الصحفيين مع وزارة نظيف.. وكل حكومة
-
صـديـق إسـرائيـل يحـاكـم صـدام حســين
-
لماذا هذا التلذذ بحبس الصحفيين؟!
-
الـــوفــــد
-
الصحفيون ليسوا قضاة.. لكن الوزراء ليسوا آلهة
-
!استئصال الناصريين
-
العرب مذلون مهانون فى قمة الثمانية الكبار
-
مكسيم رودنسون .. مفكر وضع أصبعه فى عين - حكيم أوروبا -
-
شاهد عيان فى عنبر المعتقل وبلاط صاحبة الجلالة - شهادة مقدمة
...
-
لماذا أصبحت الطبقة السياسية سميكة الجلد؟!
-
خصخصة حق تقرير المصير.. هى الحل
-
مهرجان »كان« السينمائي أهم من قمة تونس العربية
-
يحيا العدل.. الأمريكي !
-
اكبــر ديمقـراطيـة .. فى بـــلاد تركب الأفيــال
-
الغضب .. أفيون العرب!
-
جــريمـــــة الـقــــرن الحــــادي والعشـــــــرين
-
الــــــورطــــــــــة !
-
- وعد بوش - .. لاقامة إسرائيل الكبرى
-
حكاية سيدة محترمة اسمها - ميريام - اطلبوا الإصلاح .. ولو من
...
-
بعد أن تحول العراق من »وطن« إلي »كعكة« سباق دولي وعربي محموم
...
المزيد.....
-
الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس
...
-
الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو
...
-
غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني
...
-
انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
-
خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
-
عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ
...
-
روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا
...
-
عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
-
مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات
...
-
السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية!
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|