أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - زهير بنصبان - كابوس التعريب














المزيد.....

كابوس التعريب


زهير بنصبان

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 08:12
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


إنه طفل كباقي الأطفال، ولِد في مدينة لم يستَّكْمل تعريبها بعد. يكاد لا يفهم ماذا يجري من حوله من التلفاز(الرسوم المتحركة) و الشارع و المدرسة و البيت، بالنسبة له هي عوالم مختلفة عن بعضها البعض ، يحاول ببرائته إكتشاف كل عالمٍ على حدى، يجد ان كل هذه العوالم متقاربة لديها شيء مشترك، إلا عالم البيت وإن صح التعبير الأم، إلا أنه لا يكترث لذلك فيواصل أحلامه مع كابتن ماجد او النمر المقنع او سندرلا ...إلخ
فلما وصل الطفل عمر العاشرة و بدأ يبحث عن الأسباب ويحلل الظواهر و يفهم المعاني المجردة. وهنا يتسائل الطفل، كما تتسائل الصبية عن الفرق بينهما و سبب ذلك الفرق!! ولكن يجيب الطفل لنفسه ليس هناك فرق مهم.
و في إحدى الحصص التخريبية ..عذراً أقصد التعليمية و في مادة التاريخ ، تبدأ المعلمة في الشرح ...و تقول:" إن العرب لما قدموا للمغرب وجدوا البرابرة في الكهوف ... ولما قدم إدريس الأول كون لهم جيشاً و متكون من الفرسان و هم العرب ,و الذين لا يركبون الأحصنة هم البرابرة" فإبتسم المدَّرَجُون والطفل شعر بغيبة أملٍ، إنه يحس كأنه إنسان من الدرجة الثانية كيف سيواجه أصدقائه بعد الخروج من الحصة التخريبية. تمنى الطفل لو تبتلعه الأرض ، هنا يتوصل الطفل إلى إستنتاج، أنه مهما حاول فلن يستطيع الوصول إلى مرتبة زملائه ، فأجداده لايكادون يستطيعون ركوب الخيل،!!! عكس أجداد زملائه فهم فرسان شجعان!!!!!
فكيف تحولت هذه المدرسة بين عشيةٍ وضحاها من مؤسسة تعليمية تهتم بالطفل وتنظمه في حياته اليومية إلى مجزرة نفسية و جسدية لتعذيب الأطفال التي قد تؤثر آجلا ام عاجلا في شخصية التلميذ، و بالتالي تكون المدرسة مؤسسة لتخريب المجتمع؟؟ إلى أي حدٍ أصاب توماس برنارد "إن المدرسة نفسها تقتل الأطفال"
لكي يصبح أقرانه المدَّرَجين جحيماً بالنسبة له ويشَّكِلون عائقاً أمامه، إنهم يملكون الجملة السحرية"سكت رآه حنا لي جبنا ليكوم الحضارة" ، فمن المحرمات أن يُظهِرَ تفوقه عليهم أو أن يغلبهم في لعبة ما، لأنه في حالة غضب أحد زملائه سيطلق عليه الجملة السحرية، و تتجمد حركاته من جديد ويدخل في عالم الآم ، ويتسائل هل خلقنا الله غير متساويين؟؟
وفي البيت... يطرح الطفل الأسئلة على أبويه، فيجيبانهِ أجوبة غامضة وأن يكون أكثر إنصاتاً في الفصل و انه عليه ان يدرس جيداً.
يتيقن الآن أنه لا تتوفر فيه إحدى الشروط ليصبح كابتن ماجد او النمرالمقنع او سندرلا....
يستلقي الطفل في السرير محاولاً إيجاد حلٍ ، فيقنع نفسه أن الحل الوحيد امامه لكي يرقى لمرتبة زملائه في المدرسة أو مرتبة أستاذته المتحدثة بلغة الفرسان الشجعان!!!!هو أن يلتحق أيضاً بقافلة التعريب.

وبعزيمته البريئة يحاول أن ينجح في كسب العديد من الكلمات ويتقن لغة كابتن ماجد و الفرسان الشجعان!!!!
يذهب للمَسْجد وينصت لفقيه الحي الذي لا يكاد يفهم عمق الرسالة الإسلامية و هو يلقي خطبة الجمعة باللغة العربية، يتسائل الطفل لماذا ينافق هذا الفقيه نفسه ، إنه في الشارع يسمعه يتحدث مع سكان الحي بالأمازيغية!!! ورغم ذلك بينبهر هذ الطفل فيقول في نفسه: .. إنها لغة عظيمة ، لغة القرآن و الإسلام و كابتن ماجد و المعلمة و الفرسان الشجعان ...إلخ
عند عودته إلى المنزل يستفسر أمه عن سر هذه اللغة ..فتقاطعه أمه محاولةً تهدئته فتقول له نحن ايضا لدينا شجرة في النسب الشريف، فيبتسم الطفل.
ولكن ماذا لو إكتشف الطفل في المستقبل، ان الشجرة المزعومة مجرد كذبة عملت عليها السلطات المخزنية في كل مناطق السيبة، لكي تخضع الأجيال القادمة للسيطرة ويتوهم انه من العرب
ماذا لو تسائل هذا الطفل مستقبلاً، من يا ترى كتب او رسَّمَ هذه الشجرة، أليس اجداده يجهلون لغة العرب ؟؟؟؟؟؟



#زهير_بنصبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - زهير بنصبان - كابوس التعريب