أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حسين حامد حسين - فشل القوى اليسارية من تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات ... لماذا؟














المزيد.....

فشل القوى اليسارية من تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات ... لماذا؟


حسين حامد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 02:52
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    



باعتقادي ان فشل قوى اليسار في تحقيق نتائج طيبة في الانتخابات العراقية الاخيرة جاء كنتيجة طبيعية لفشل هذه القوى في مسيرتها النضالية على مستوى العالم بشكل عام ومستوى الدول العربية بشكل خاص . فالجميع يعلم ان التحديات والصدمات المريرة التي واجهتها قوى اليسار في نضالها من اجل الحرية والديمقراطية على مستوى العالم قد اوهنت عزيمتها وعملت بشكل او باخر على فت عضد مناضليها وقادتها مما جعل الجماهير تشعر بالاحباط والياس من جدوى مواصلة النضال . فالسياسات القمعية التي واجهتها تلك القوى المناضلة من قبل الدكتاتوريات الحاكمة في كل مكان من قتل واعدامات واغتيلات وسجون وتشريد جعلها بدلا من ان تشعر بتحدي اكبر من اجل الدفاع عن مبادئها , فانا نجدها وقد اصيبت وعلى ما يبدوا , بخيبات امل عريضة نتيجة فقدانها الحوافز الذاتية في القدرة على الاستمرار في قيادة الجماهبر واظهار نفسها كقائد حقيقي وحيد لتلك الجماهبر. وكان لانهيار الاتحاد السوفيتي الذي جاء نتيجة للتسابق في التسليح مع الولايات المتحده , من بين اعظم الاسباب في استشراء التبريرات في عدم جدوى الاستمرار في النضال وتيئيس الجماهير . اذ سرعان ما أدركت الجماهير ان الفكر الايديولوجي لقوى اليسار تلك لا يعدوا ان يكون اكثر من فكر مرحلي فشل في التنبؤ بانهيار الفكر الراسمالي واقامة نظام دكتاتورية البروليتاليا العالمي , وها هو ذاته ينهار وينتهي كقوة عظمى فكرا وكيانا دوليا .
وكان لدعوة بعض الاحزاب المعادية لفكر اليسار في بعض المجتمعات المسلمة كالعراق ومصر دورا مهما في تحشيد الجماهير المسلمة ضد تلك المبادئ واستغلالها في تأليب الشعوب للوقوف معارضا لانتشار مثل تلك المبادئ في المجتمعات المسلمة . وقد عمل المقبور صدام بعد انقلابه عام 1968 على تدمير قيادة الحزب الشيوعي العراقي مستغلا عواطف الناس في كون الحزب الشيوعي حزبا الحادي الفكر الامر الذي استساغه الشعب العراقي الى حد ما وقام بدعم ازر العميل المقبور الذي أجهز على القيادة المركزيه للحزب الشيوعي العراقي والتي كانت انذاك قيادة للاحزاب الشيوعية في الدول العربيه كافه , ثم قام بطردها الى السودان وكذلك فعل مع الاحزاب القومية والدينية الاخرى .

وكان لظواهر الانشقات الفكرية والعقائدية التي ظهرت بين قوى اليسار نفسه دلالات ومعان سلبية اشارت بوضوح على درجة تصدع كبير للقوة الايمانية المتعلقة بالقيادات السياسية الميدانية والتي راح بعضها يزايد ويراهن على صلاحية جدوى افكارها دون غيرها بدلا من وجوب تكريس العمل النضالي حتى وبشكل مرحلي مع جهات الانشقاق واعتماد الدراسة والتحليل لمعرفة اسباب تلك الاخفاقات تحليلا موضوعيا لتلافي تكرارها في العمل مستقبلا .
أما على مستوى المبادئ وتطبيقاتها بين الجماهير العربية , فان من بين اسباب فشل قوى اليسار في حياتها النضالية كان عدم قدرتها على فهم واستعاب طبيعة الحياة العربية نفسها تصورا شموليا وواقعيا . فلطالما اصطدمت تلك الايديولوجيات بالواقع الموضوعي العربي لكونها باعتقادي كانت عبارة عن صيغ لمبادئ جاهزة تم استيرادها و بشكل جاهز من دول اوربية تتمتع بخصائص وظروف وتجارب خاصة بشعوبها . وجائت قوى اليسار لتحاول فرض افكارها على مجتمعات عربية لها تركيباتها الطبقية والفكرية المعقدة والمتشابكة والمحتضنة لارث ضخم من افكار دينية وفلسفية ومن معانات لتخلف مرير على مستوى التفكير الفردي والجماعي وبشكل تناقضات وصراعات وتطاحنات سياسية وفكرية صارمة .

وحتى على المستوى الفردي لبعض مناضلي اليسار من اصدقاؤنا القدامى وعلى الرغم من اختلافاتنا الفكرية معهم , كنا وما نزال نعتز بهم أيما اعتزاز كاصدقاء طيبين ومخلصين لمبادؤهم وقد عرفناهم ذوو ثقافات واسعة, فاننا كنا نجدهم أحيانا في تناقض فيما يحملونه من تلك الافكار المتطرفة وبين الواقع العملي . اذ نجدهم مثلا من جانب اخر يؤمون المساجد لاقامة الصلاة ! ان هذا التناقض بنظري هو جزء من عدم جدية الموقف الفكري المتبنى من قبلهم كمناضلين من اجل ان اقناع الاخرين بصحة وجدية افكارهم تلك . واخيرا ان المباديئ الايمانية للدين الاسلامي الحنيف وعلى ما اعتقد كانت وما تزال وستظل مؤهلة بطبيعة الواقع الاجتماعي المتوارث لتكون هي البديل عن مبادئ اليسار التي لم تنضج ثمارها ابدا وعلى مر العقود . بل وما زالت متهمة بتناقضها مع الاديان والدين الاسلامي خاصة وهو امر يمكن ان يقوم العالم من اجله ولا يقعد .

ان هذه الافكار المطروحة قد تكون من بين عوامل عدم الاقتناع بجدوى مبادئ الفكر اليساري لقيادة المجتمع العراقي والذي كانت من نتائجه هذا الفشل في تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات الاخيرة .



#حسين_حامد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للعراق ...حبيبي
- تعقيباً على مقال الدكتور عبد الخالق حسين -الكذب ديدن البعث -
- رسالة وتصريح لاحق ...
- ألحوار المتمدن ...بين النظرية والتطبيق
- زيارة - بايدن - الاخيرة...ألعبر والدلالات
- (خالف تعرف) ... في رحاب أنا وأزواجى الأربعة لنادين البدير .. ...
- ... دور ديمقراطيتنا العليلة في الازمة العراقية
- لماذا اصلاح الاسلام ...مداخلة ورأي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حسين حامد حسين - فشل القوى اليسارية من تحقيق نتائج ايجابية في الانتخابات ... لماذا؟