فادي يوسف الجبلي
الحوار المتمدن-العدد: 2952 - 2010 / 3 / 22 - 00:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ذكرتُ في اخر سطر من مقالتي (عشق الحياة وعبادة الموت) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=208467
عبارة (هكذا يضحك علماء المسلمين على عقول علماء المسلمين) وهذه العبارة لفتت انتباه السيد الحكيم البابلي فعلق على المقالة بالقول (انه لا عتب على البائع الذكي ،بل على الشاري الابله) وهو بذلك فتح جرحأ يكاد ان يكون من اهم الجروح التي تمنع تماثل جسم المسلمين للشفاء وهذا الجرح هو ان المسلمين دائمأ يخطئون في وضع ايديهم على الجرح
وخطأهم هنا هو انهم يلومون الظالم على ظلمه ولا يلومون المظلوم على تقبّله وخضوعه للظلم وهذه الميزة تكاد تلازم التاريخ الاسلامي منذ الفتوحات والى يومنا هذا واغلب الظن في هذا الخطأ الذي يقع فيه المسلمون هو انهم (اي المسلمون ) امة اتكالية تعتمد في اصلاح القادة على ادعية ائمة الجوامع وكذلك ادعية الزاهدين والصالحين اللذين يدعون ربهم في اواخر الليل عندما يكون الله سبحانه وتعالى قريبأ منهم (في السماء الاولى) ان يهدي رعاة المسلمين ، ولو سادت فكرة توجيه اللوم الى المظلوم لا الى الظالم لكان حال الامة الان غير حال ، وكثيرا ما ندخل في سجالات مع التنويرين (الاسلاميين!!!) اللذين يصرون على ان القادة الغربيين انما هم ملائكي الطبع ولا يمكنهم ألا ان يكونوا عدولين بعكس حكامنا اللذين تجري الشر في عروقهم ، وبطبيعة الحال لا اجد سوى الاختلاف معهم محاولأ التعبير لهم عن اعتقادي من خلال القول بأنه لو شاء قدر بلد كهولندا (على سبيل المثال
) ان يكون فيها قطيع كقطيع المسلمين في اي بلد اسلامي فأنه ليس هناك قوة في الوجود يمكنها ان تمنع قادة هذا البلد من ان يصبحوا طغاة مستبدين
مازالت هناك مسافة شاسعة بيننا وبينهم ، عندهم الشعب هو صاحب الملك وهو يؤجر الحكومة لأربعة سنوات (تماما كما يؤجر صاحب الارض ارضه للفلاحيين) وأن وجد الشعب ان الحكومة قد اخدمتها على ما يرام جدد العقد معها لأربع سنوات قادمة . واما عندنا فأن الشعب والارض والتاريخ والوطن هو كله مسجل بأسم الحاكم يفعل بهم ما يشاء وكيفما يشاء وحيثما يشاء .
تنويه هام : كان يفترض ان اجعل من هذه المقالة تعليقأ للرد على الاخ الحكيم البابلي ألا انني ممنوع من التعليق في الحوار المتمدن لغاية 2/4/2010 والسبب في ذلك هو لأن تانيا جعفر الشريف قد قامت بكتابة تعليقين مخالفين لقواعد النشر بأسمي على مقالتي(ألم يكن ممكناً ان يشارك العراق بموظف من الدرجة الرابعة عشر في القمة العربية) وبالرغم من اعتراف تانيا جعفر الشريف صراحة بقيامها بألتعليق بأسمي ألا ان هيئة تحرير الحوار المتمدن ارتأت ان تعاقبني انا(وليس هي) بالمنع من التعليق جزاء على ما قامت به هي . ولذلك اقتضى التنويه
#فادي_يوسف_الجبلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟