|
علاقات العراق مع دول الجوار العربية في رؤية أمريكية خالصة
ذاكر محي الدين عبد الله
الحوار المتمدن-العدد: 2953 - 2010 / 3 / 23 - 00:19
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
معهد واشنطن لسياسةالشرق الأدنى أنموذجا
بحث تقدم به
ا.م.د.ذاكر محي الدين عبد الله العراقي قسم التاريخ كلية الآداب جامعة الموصل أيار 2009
علاقات العراق مع دول الجوار العربية في رؤية أمريكية خالصة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أنموذجا ا.م.د.ذاكر محي الدين العراقي قسم التاريخ / كلية الآداب شغل العراق وعلاقاته مع جيرانه العرب وغير العرب ،ومنذ ما قبل الغزو الأمريكي له عام 2003 ، حيزا مهما من اهتمام المراكز البحثية الأمريكية المعروفة بـ(Think Tanks) ،(حجر الفكر والرأي ) والتي امتازت بمميزات عديدة لعل من أهمها قدرة هذه المؤسسات على تقديم المشورة والرأي ،ورفد المؤسسة السياسية بالخبراء والفنيين المختصين في مختلف شؤون المنطقة،وكذلك تأثيرهم المباشر وغير المباشر على دوائر صنع القرار الأمريكي ، ولاسيما في البيت الأبيض و الكونكرس الأمريكي . مارست المراكز البحثية ولا تزال ،ولأكثر من قرن من الزمان دورا مهما – مباشر وغير مباشر – في الولايات المتحدة الأمريكية ،وتخصص قسم كبير منها بمناطق مختلفة من العالم دون سواها ،فحازت البلاد العربية حيزا مهما في هذه المراكز ،والتي تخصص في دراستها العشرات من هذه المراكز ،ومنها مثلا مؤسسة كار نجي للسلام ومؤسسة بروكنغز ولاسيما مركز سابان التابع لها، ومؤسسة راند ومؤسسة التراث (هيريتاج) ومؤسسة ايباك التابعة للوبي اليهودي القوي والمؤثر في الولايات المتحدة، والتي عقدت مؤتمرها السنوي الأخير في الرابع من أيار الجاري والذي خصص جزئه الأكبر لمتابعة جار مهم للعراق واعني به إيران وبرنامجاها النووي ومخاطر هذا البرنامج على إسرائيل ،حتى إنها وصفت ((بالدولة الأخطر على الأمن والسلم العالميين)) .هذه المراكز وغيرها كان لها تأثيراتها وعلاقاتها المتميزة في داخل المؤسسة السياسية الأمريكية وخارجها . في الإطار ذاته يعد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (The Washington Institute For Near East Policy ) ،من المراكز البحثية المهمة والمؤثرة في الساحة الامريكية ،والذي تأسس عام 1985 من قبلمجموعة من الدبلوماسيين السابقين برئاسة مارتن انديك ( Martin Indyk) السفير السابق للولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل والعضو البارز في منظمة ايباك (APAC) اليهودية ونخبة من الباحثين والمسؤلين السياسيين الأمريكان . تحددت مهمة المركز، وكما حددها مديره الحالي روبرت ساتلوف بالسعي ((..لترقية فهم متوازن وواقعي للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ..)) ، كما يسعى المعهد وبتوجيه من مجلس مستشارين بارزين في كلا الحزبين البارزين في الولايات المتحدة إلى توفير ((..العلوم والأبحاث للإسهام في صنع السياسة الأمريكية في هذه المنطقة الحيوية من العالم..))، أي منطقة الشرق الأدنى ، والتي تنبع مصالح الولايات المتحدة فيها، وحسب ما جاء في أدبيات المعهد من ((..حفنة من الأفكار المركزية: كالأمن والسلم والازدهار والديمقراطية والاستقرار..)) ، وان أفضل طريقة لترقية هذه المصالح – وحسب رأي مدير المعهد – تتم من خلال سياسات متجذرة في الاستقصاء والنقاش والبحث .كما أكد مدير المعهد على أن المهمة الأبرز لمعهد واشنطن تتحدد في كونه ((..خزان فكرى يرفض المفاهيم الرومانسية المتعلقة بما يريد المراقبون الخارجيون أن يكون الشرق الأوسط ويتبنى بدلا من ذلك تقييمات نزيهة بما هي عليه المنطقة في الواقع..)) . يضم معهد واشنطن طاقما مهما من خبراء الشرق الأوسط في مجالات واسعة من القضايا السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والتي تغطي كل زاوية من زوايا الشرق الأوسط وهم يتكلمون لغات المنطقة وعاشوا وعملوا فيها وانحدروا في الغالب من المنطقة نفسها .كما تخرج من المعهد قائمة طويلة من الخريجين من الذين مضوا للعمل في كل ذراع من اذرع الحكومة الأمريكية ،تلك التي تلعب دورا مهما في رسم سياسة الشرق الأوسط ،من امثال مجلس الأمن القومي ، ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع والاستخبارات الأمريكية؛ وغيرها . فبالإضافة إلى مارتن انديك مؤسس المعهد، تولى رئاسته روبرت ساتلوف المعروف بتعصبه ليهوديته ومعرفته الجيدة بالغة العربية وعلاقاته الوطيدة مع اليمين الأمريكي المعروف بالمحافظين الجدد، كما انه معد ومقدم برنامج من داخل واشنطن الذي يعرض على شاشة قناة الحرة الفضائية . كما عمل في هذا المعهد باحثين من أمثال باتريك كلاوس ومارتن كرا يمر ودينس روس وضم المعهد في عضويته مجموعة من الباحثين العرب والمسلمين أمثال مهدي خليجي ومحمد ياغي وغيرهم . تميز معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بين المراكز البحثية الأمريكية (Think Tanks) بموقعه المهم والمتميز وذلك لصلته القوية بصناع القرار هناك وبالجالية اليهودية المؤثرة ومنظمتها المعروفة (ايباك AIPAC )،كما عرف المعهد أيضا بتوجهاته اليمينية المحافظة لقربه من اليمين الأمريكي المحافظ أو ما عرف بالمحافظين الجدد .وعلى هذا نجد إسهام واضح لباحثي المركز– بشكل مباشرة وغير مباشرة – وغدا بإمكانهم التواصل مع العملية السياسية والسياسيين من زوايا عديدة ((..كالكلمة المكتوبة والكلمة المنطوقة والتواصل الشخصي ..)) بكل ما يخص المنطقة العربية وقضاياها ومن زاوية مصلحة الولايات المتحدة والدوائر السياسية المؤثرة فيها والمشاركة معها . قدم معهد واشنطن رؤى مختلفة حول العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 ولحد ألان، في مجموعة من الدراسات والنشرات والتعليقات المتلفزة والمقالات في الصحف الامريكية .كما قدم المعهد العديد من الحلقات والمؤتمرات النقاشية حول العراق .وكان من بينها برنامج من داخل واشنطن الذي يعده ويقدمه روبرت ساتلوف مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ذاته . لعل من بين أهم هذه الدراسات حول العراق وقضاياه ومنذ عام 2003 ولحد ألان، تأتي الدراسة التي نحن بصدد ها والخاصة برؤية معهد واشنطن لمستقبل علاقات العراق مع دول الجوار العربية.والتي جاءت بعنوان : ((مع جيران كهؤلاء:العراق والدول العربية التي على حدوده )) قام بإعدادها نخبة من باحثي المعهد بإشراف ديفيد بولوك (D.Powlok) المحرر الخاص بنشرة المجهر السياسي في المعهد . تكونت الدراسة - التي حملت الرقم (70 ) في السلسلة والمنشورة في حزيران /يونيو 2007 - من مقدمة بقلم ديفيد بولوك ،وأربعة محاور : المحور الأول :المحور السوري والذي جاء بعنوان : ( سوريا والعراق : الحقيقة المرة) بقلم باري روبن . المحور الثاني :المحور الكويتي والذي جاء بعنوان : ( الكويت:بين العراق وإيران ) بقلم ديفيد بولوك. المحور الثالث : المحور الأردني والذي جاء بعنوان : (الأردن : المحافظة على الهدوء في الجهة الغربية ) بقلم ديفيد شنكر. المحور الرابع والأخير: المحور السعودي والمعنون : (المملكة العربية السعودية:كابوس العراق.) بقلم ثم خلاصة بعنوان : (هل جيران العراق العرب هم الحل؟) بقلم ديفيد بولوك . تكمن أهمية الدراسة بالرؤى والنتائج التي خلصت إليها الدراسة حول علاقات العراق بجيرانه وأشقائه العرب ومدى تأثر هذه العلاقات بالأوضاع الداخلية للعراق.وقد حددتها الدراسة باتجاهين متعارضين: الاتجاه الأول: وحسب ما جاء في الدراسة- تحدد في ((..الافتراض التخويفي أن جيران العراق العرب إلى جانب تركيا وإيران مهددون بشدة من خطر انتقال مشاكل العراق العويصة إليهم في صورة لاجئين أو إرهابيين ونزاع طائفي أو موجات سكانية لا قبل لهم بها من التدخل العسكري ..)) المباشر في الشؤون الداخلية للعراق . الاتجاه الثاني : تحدد في ما اسمته الدراسة بـ(( .. الافتراض الطوباوي أن بإمكان أولئك الجيران أن يتضافروا على نحو ما لتحقيق الاستقرار .إذا كان بوسع الولايات المتحدة جمعهم للقيام بذلك ومعرفة نوع الحوافز الدبلوماسية وغير الدبلوماسية التي هم بحاجة إليها لكي يتعاونوا في موضوع العراق..)). إلى جانب ذلك وفي محاولة لتجاوز الاتجاهين السابقين خلصت الدراسة إلى عشرة استنتاجات وتوصيات مقدمة للحكومة الأمريكية لكي تستطيع التعامل مع ملف علاقات العراق مع دول الجوار العربية.وهذه الاستنتاجات والتوصيات المثيرة للجدل تحتاج منا معشر الباحثين والمتخصصين إلى مزيد من التأمل والدراسة .وقد تحددت كالأتي: 1- ((..لا تعتمدوا على جيران العراق لتقديم الكثير من العون لهذا البلد لان جيران العراق العرب على وجه التحديد لا يملكون المفاتيح لخلاصه..)). 2- ((..تجنبوا ربط العراق بأي عملية سلام شرق أوسطية أخرى.ولا ينبغي أن تكون القضايا العربية – الإسرائيلية مرتبطة بالعراق.وان فكرة هذا الربط هو نتاج المخيلة الغربية أكثر مما هو نتاج المخيلة العربية..)). 3- ((..قاوموا المخاوف المبالغ فيها من انتقال العدوى إلى دول الجوار العربية..)). 4- ((..تبنوا موقفا واقعيا لإدارة مشكلة ألاجئين التي تعد اكبر مشكلة لها انعكاساتها المباشرة لأوضاع العراق على دول الجوار العربية ..)) 5- ((..افهموا أن خطر التدخل العسكري عبر الحدود ..)) العراقية بعيدة المنال لعدم قدرة هذه الأنظمة على التدخل العسكري المباشر . 6- ((..افهموا أن الخطر الحقيقي على جيران العراق العرب هو التهديد السياسي والطائفي من إيران..)). 7- ((.. اعملوا مع الحكومات العربية الصديقة لاحتواء هذا التهديد ..)). 8- ((..حاولوا التصدي للتطرف السني والشيعي معا ..))في داخل العراق. 9- ((..لا تنسوا أن المال ليس هو المسالة في التأثير على العلاقات بين العراق وجيرانه العرب..)). 10- ((.. اسعوا جاهدين لمنع تدخل سوريا في العراق – لكن قدموا لها أيضا سبيلا للهرب..)). اختتمت الدراسة بالقول )): .. من الواضح ومما يؤسف له أن التوصيات أعلاه لا تهتم بالضرورة إلا قليلا في وضع صيغة للنجاح الكامل في العراق ،لكن إن أخذت مجتمعة قد تساعد هذه الاقتراحات على رسم الطريق لتامين حصيلة أفضل للمصالح الأمريكية في المنطقة ،حتى في مواجهة ما يتفق عليه ألان جميعا على انه تحد متعاظم الصعوبة..)).
#ذاكر_محي_الدين_عبد_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور الحكومة الالكترونية في التنمية العربية المستدامة دراسة ت
...
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|