أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل حسن الملا - في ذكرى تموز دروس وعبر















المزيد.....

في ذكرى تموز دروس وعبر


عادل حسن الملا

الحوار المتمدن-العدد: 899 - 2004 / 7 / 19 - 06:08
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمر علينا هذه الايام الذكرى السادسه والاربعون للتغيير الكبير الذي حصل في العراق في الرابع عشر من تموز هذا التغيير الذي لازال يحظى بتعاطف كبير من قبل فئات واسعه من الشعب العراقي ..ولقد تشكل هذا التعاطف على خلفيه المضامين الاجتماعيه التي نادت بها الثورة وكذلك بفعل شعبية الافكار التقدميه التي كانت سائده في بلادنا.
ولقد استمدت هذه الثورة شرعيتها من التفاف الغالبيه العظمى من الشعب العراقي حولها بسبب انجازاتها الكبيره على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي والتي استفادت منها قطاعات واسعه من المجتمع العراقي.
ويقترن الحديث عن الثوره بشخصية عبد الكريم قاسم الذي لازال يحظى بشعبيه كبيره ويفخر مؤيدوه بنزاهته وشجاعته واخلاصه للوطن فلقد بقي عبد الكريم قاسم في ذاكرة الكثير من العراقيين الذين عاصروه نموذجا للقائد المحب لشعبه البعيد عن بهرجة السلطه والمترفع عن استغلالها لتحقيق مصالح شخصيه.وفوق كل ذلك تسامحه مع خصومه والمسيئين اليه مرددا" قوله تعالى(عفا الله عما سلف).
لقد حققت ثورة 1958م العديد من المنجزات الهامه في مقدمتها سن قانون الاصلاح الزراعي عام 1958م والخزوج من الكتله الاسترلينيه واصدار القانون رقم (80) عام 1960م الذي حرر غالبية اراضي العراق من سيطرة الشركات النفطيه الاجنبيه الاحتكاريه .
وحققت الثورة على الصعيد السياسي العديد من التطورات الايجابية حيث تم الخروج من حلف بغداد وتشكيل حكومة ائتلافية تضم ممثلين عن بعض الاحزاب السياسية الفاعلة اّنذاك وتمتعت الاحزاب السياسية (الوطني الديمقراطي والاستقلال والشيوعي والديمقراطي الكردستاني وغيرها) بقدر كبير من حرية العمل الحزبي وحرية الصحافه وتشكلت العديد من النقابات المهنيه (الصحفيين والمهندسين وغيرهم).وصدر قانون الاحزاب عام 1960م الذي اجاز ستة احزاب سياسيه من بينها الحزب الاسلامي والوطني الديمقراطي.
وكانت الصحافه تحظى بقدر كبير نسبيا من الحريه واستطاعت العديد من الاحزاب السياسيه اصدار صحف ناطقه باسمها ونشير هنا الى صحيفة (الاهالي) للحزب الوطني الديمقراطي و(اتحاد الشعب) للحزب الشيوعي العراقي و(الجمهوريه) لحزب البعث العربي الاشتراكي و(الحريه)للقوميين وغيرها.

ويأخذ البعض على الثوره انها لا تمتلك شرعيه دستوريه كونها تحققت عبر انقلاب عسكري افسح المجال لسلسله من الانقلابات العسكريه الني قادت البلاد الى الهاويه وتسببت في المآسي التي يعيشها الشعب العراقي .ورغم وجاهة هذا الرأي الا اننا نقول ان النظام الملكي الذي اسقطته الثوره لم هو الآخر شرعيا" فلم تشهد البلاد ابان العهد الملكي انتخابات نيابيه نزيهه بالمعنى الصحيح. وعندما استطاعت الجبهه الوطنيه عام 1954م ايصال (11) من ممثليها الى البرلمان جرى حل هذا البرلمان بعد فتره قصيره من تشكيله.
وبقي العمل السياسي العلني حكرا على الموالين للبلاط الملكي وابرزهم حزب الاتحاد الدستوري برئاسة نوري السعيد وحزب الامه برئاسة صالح جبر. وكانت الاحزاب تتعرض للايقاف كما حصل في 1947م حيث جرى تعطيل حزبي الشعب والاتحاد الوطني وتعرضت العديد من اعمال الاحتجاجات الجماهيريه السلميه الى القمع الدموي حيث جوبهت التظاهرات التي اندلعت عقب توقيع معاهدة بورتسمورث عام 1948م بالرصاص وسقط العديد من القتلى .وقبل ذلك بعامين وتحديدا في12تموز1946م تعرض اضراب عمال النفط في كركوك الى اطلاق نار تسبب في سقوط عدد من الضحايا في الحادثه الشهيره التي اصبحت تعرف بحادث كاورباغي وفي عام 1949م وفي غيره تم اعدام العديد من المواطنين بسبب انتماؤهم السياسي.
اما تحميل ثورة 14تموز مسؤولية ماحصل من مآسي في فترات لاحقه فهو رأي مردود وعلى من يتبناه البحث بشكل موضوعي وجدي عن الاسباب والمتسببين الحقيقين والقوى الداخليه والخارجيه المسوؤله عن ماآلت اليه الامور لاحقا".
ومن باب الانصاف القول ان قيادة الثوره ممثله بزعيمها عبد الكريم قاسم ارتكبت العديد من الاخطاء ساهمت بهذا الشكل او ذاك , بذه الدرجه او تلك في النهايه المأساويه لهذه التجربه ولعلي استطيع هنا ان اعدد بعض هذه الاخطاء:
1- النزعه الفرديه و عدم السعي الجدي لارساء تقاليد ديمقراطيه صحيحه من خلال اطلاق الحريات لكافة القوى السياسيه ( بدلا" من اللجوء الى انشاء احزاب صوريه كحزب داوود الصايغ) والتهيئه الجادة للانتخابات وسن الدستور الدائم.
2- السعي لاستبعاد هذا الطرف السياسي او ذاك كما حصل حين تم استبعاد طرف سياسي اساسي هو الحزب الشيوعي من التشكيله الوزاريه الاولى ثم استيزار وزير واحد من الحزب المذكور بعد عام من الثوره وفي هذه المرحله عمد قاسم الى تهميش القوى القوميه العربيه وهي طرف اساسي ايضا".
3- التعامل الخاطيء مع القضيه الكرديه وايصال الامور الى مستوى المواجهه المسلحه عام 1961.
4- اثارة موضوع الكويت والمطالبه بضمه الى العراق دون الاخذ بالحسبان ارادة الشعب الكويتي وموقف الجامعه العربيه والموقف الدولي .
واذا كانت قيادة الثوره قد ارتكبت هذه الاخطاء فأن القوى السياسيه العراقيه كان لها اخطائها ايضا":
- فالقوى القوميه اخطأت في رفع شعار الوحدة الفوريه مع الجمهوريه العربيه المتحدة ومحاولة فرض هذا الشعار على غالبية القوى السياسيه التي رفضته وطرحت شعارا" اكثر واقعيه هو( الاتحاد الفيدرالي) وكان على القوى القوميه ان تعي النتائج السلبيه للوحده على الوضع السياسي في سوريا حيث خسرت الاخيره كل المنجزات الديمقراطيه عندما كانت افضل البلدان العربيه في مستوى تطورها السياسي قبل الوحده.
- والحزب الشيوعي أخطأ في دعمه اللا مشروط لقائد الثوره وكذلك في تبريره لبعض الاندفاعات الخاطئه للشارع العراقي رغم اني لا أريد ان احمل هذا الحزب مسوؤليه بعض الاحداث المؤسفه فلهذه الاحداث ابعادها و تراكماتها الاجتماعيه والقوميه والدينيه والطبقيه الخارجه عن ارادة أي طرف سياسي ولمن يريد المزيد من التفاصيل يمكنه الرجوع الى الجزء الثالث من كتاب (العراق) لحنا بطاطو رغم اني افضل طي هذه الصفحه من تاريخ العراق والتطلع لبناء المستقبل على اسس جديدة.
- واخيرا" سياسة الانسحاب والاكتفاء بالوقوف على التل التي مارسها البعض.
ان ماحصل في الرابع عشر من تموز لم يكن انقلابا" عسكريا" معزولا" عن مجمل نضالات وتطلعات الشعب العراقي بل كان تتويجا" لها فما كان لهذا التغيير ان يتم لولا التنسيق مع القوى السياسيه الوطنيه ممثله بـ (جبهة الاتحاد الوطني ) ولولا مساندة اغلبية الشعب العراقي المتطلعه للحريه والعداله الاجتماعيه.وسيبقى الرابع عشر من تموز رغم كل شيء علامه ومحطه هامه في تاريخ شعبنا الحديث وعلى القوى الوطنيه العراقيه الاستفاده من دروس هذه التجربه وفي مقدمتها توحيد الجهود ونبذ العنف والركون الى الحوار لحل الخلافات.



#عادل_حسن_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل حسن الملا - في ذكرى تموز دروس وعبر