أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جعفر احمد سلمان - بين النظرية والتطبيق , كما بين السماء والارض














المزيد.....

بين النظرية والتطبيق , كما بين السماء والارض


جعفر احمد سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 2951 - 2010 / 3 / 21 - 13:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بالنظر الى التاريخ واحداثه ومنعطفاته , دُوَله وثوراته , اديانه وفلسفاته , لابد ان تظهر لنا قضية واحدة مشتركة في كل ما مر على الانسان من انعطافات فكرية و عقائدية وهي قضية الفرق الدائم والمزمن بين النظرية وبين التطبيق , بين ما يراد له ان يحدث وبين ما يحدث فعلا على ارض الواقع .
دائما ما تأتي النظرية العقائدية او الفكرية مطلِقة لحالة من الامل بسبب رسمها لواقع فاضل لبني البشر , مستعملة الحس السليم لدى الانسان وضاربة على وتر الآمال والاحلام , فلا يوجد من يمتلك حس سلينم ويرفض العدالة الاجتماعية ولا يوجد من يمتلك حس سليم ويرفض الحرية او يرفض المساواة , ومن هنا تاتي النظريات عقائدية او فكرية كبديل متخيل عن واقع غير سليم وكطريقة سليمة للوصول الى البديل المتخيل عن طريق محاكاة الحس السليم للناس.
لو تبقى الامور على مستوى النظرية او الفكرة فان الامور لن تخرج من حالتها الوردية , وستبقى النظرية جوهر خالص ياخذ بريقها القلوب , ولكن عندما تأتي للتطبيق والتفعيل فان ذلك الجوهر الخالص لن ينجو من شائبتين لن تنفكا عنه , وهما شائبة الارادة وشائبة الفهم .
فهناك دائما ما يراد للنظرية ان تكون من واضع النظرية وما يراد لها ان تكون من قبل مطبق النظرية , ولو اخذنا مثالا الاسلام وما جرى له وعليه في هذا الجانب فسنستطيع رؤية الامر بوضوح اكثر , فالحاكم ان اراد القمع قال للناس ان الاسلام يامركم بالالتزام بالحاكم وان ضربكم وان اخذ مالكم كما فعل الامويون , وان هو اراد القتل والنهب باسم الفتوحات قال لهم ان هدف الاسلام نشره في العالم كما فعل العباسيون , وان هو اراد تطبيق اشتراكية مجتمعية قال لهم ان الاسلام في توزيع مال بيت المسلمين على الناس كما فعل القرامطة , ان اراد احد النهب والسرقة استعمل الاسلام وان اراد احد الثورة على الظلم استعمل الاسلام وان اراد احد اشباع رغباته الجنسية استعمل الاسلام , وان اراد احد اشاعة الحرية استعمل الاسلام , كما هو الحال مع بقية النظريات .
نأتي لشائبة الفهم , فليس كل خلاف بين النظرية والتطبيق ياتي من خلال ارادة ما, بل وليست كل ارادة هي بالضرورة مخالفة للنظرية , ولكن الفهم لايمكن ان يكون متطابق دائما مع النظرية او لنقل ليس كل الفهم المطروح للنظرية هو متطابق معها , فمع تفاوت القدرات العقلية للناس لابد ان تتفاوت معها القدرة على الفهم والاستيعاب ولابد ان تتفاوت لذلك نسبة المقدرة على الاخذ من النظرية والتعامل معها لتأتي تلك النسبة من الفهم على شكل تطبيق واقعي بحجم الفهم نفسه لا بحجم النظرية نفسها وبذلك نبقى نتعامل مع اكثر من حالة واقعية مختلفة لنفس النظرية , فلا يمكن ان يكون مثلا المفجر لنفسه والمضحي بها ويكون كحلقة في سلسلة طويلة من المضحين بانفسهم من اجل هدف سامي فهمه مثل المفجر لنفسه والمضحي بها لان ذلك هو الطريق الاسهل والاسرع للوصول الى الجنة والحور العين ,رغم ان العمل هو نفسه لكن فهمه متفاوت وبذلك تفاوتت نتائجه فاصبح لدينا فدائيين في فلسطين ومجرمين في العراق .
خلاصة الموضوع , ان هناك فرق بين النظرية كنظرية وبين تطبيقها على ارض الواقع وهذا يشمل كل نظرية وتقريبا كل تطبيق , فالنظرية هي حدود عليا من حرية ورفاهية ومساواة وحدود عليا لما يمكن تطبيقه, والتطبيق هي حدود عليا لمقدرة الناس على تطبيق النظرية , لذلك فالفهم لنظرية ما ان اردناه ان يكون فهما اقرب ما يكون لحقيقة اي نظرية يجب ان يتوجه للنظرية نفسها ويجب ان يحاول الاقتراب من النظرية نفسها بعيدا عن اتباع تلك النظرية وفهمهم المتفاوت لتلك النظرية , فانا ان اردت فهم الماركسية والحكم عليها فعندي كارل ماركس ولا شأن لي بالماركسيين , وان اردت فهم الاسلام فعندي الاسلام نفسه بعيدا عن المسلمين وان اردت فهم البوذية فعندي البوذية نفسها بعيدا عن البوذيين , اي ان اردت فهم امر ما فعلي به لا باتباعه وكذلك ياتي الحكم على النظرية .



#جعفر_احمد_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جعفر احمد سلمان - بين النظرية والتطبيق , كما بين السماء والارض