أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شهاب الدمشقي - نحن واليهود














المزيد.....

نحن واليهود


شهاب الدمشقي

الحوار المتمدن-العدد: 899 - 2004 / 7 / 19 - 06:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شكلت قضية العلاقة مع اليهود محورا للعديد من الحوارات الحامية والعنيفة والتي لا تخلو أحيانا من التراشق بتهم العمالة والخيانة ..

وقبل أن نسترسل في الكلام فلنطرح سؤالا بسيطا :

من هم اليهود ؟؟

أنهم ببساطة : جماعة بشرية تنتمي الى دين من هذه الأديان التي تغطي الأرض ..

اذا ادركنا هذه الحقيقة البسيطة أمكننا ببساطة شديدة أن نحلل واحدة من أخطر وأغرب القضايا الفكرية والاجتماعية والسياسية التي نعيشها اليوم وهي علاقتنا – نحن العرب – مع اليهود ..

يرسم الخطاب العربي المعاصر صورة نمطية لليهود بوصفهم جماعة من الأشرار وشذاذ الآفاق الذين يحملون صفات خلقية واحدة وهي كره الشعوب والحقد على البشرية والتآمر لحكم العالم والسيطرة عليه ..

ولا تقتصر هذه الصورة النمطية على تيار فكري بعينه ، بل يشترك في رسم هذه الصورة الاسلاميون والعلمانيون على حد سواء .. فالاسلام يتبنى خطابا اقصائيا نلمس فيه نبرة عنصرية ضد اليهود لمجرد أنهم يهود ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) بل ان الخطاب الاسلامي يرسخ فكرة العداوة بين المسلمين واليهود حتى تصبح الحرب بينهما علامة من علامات يوم القيامة ( لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ) ..

والتيار العلماني العربي من جهته يتبنى ذات الخطاب ذي التوجهات المعادية لليهود لمجرد أنهم يهود ( وتفيض المكتبة العربية بالكثير من الأدبيات التي تكرس هذه الفكرة )

والنتيجة التي ينتهي اليها الخطابان الاسلامي والعلماني هو أن لليهود صفات مشتركة واحدة وهي الكره الأعمى والحقد الدفين على شعوب الأرض ..

والمفارقة الغربية هنا هي أن مثل هذا الخطاب العنصري المعادي لليهود يلتقي من حيث النتيجة مع الصهيونية ذاتها !! اذ تكتسب الصهيونية مبرر وجودها بالزعم بأن اليهود يحملون صفات وراثية وانثروبولوجية واحدة ، فهم شعب واحد وأمة واحدة وان تشتتوا في ارجاء الأرض .. ولذلك فان لهم الحق في ان يكون لهم وطن واحد .. والخطاب العربي ( الاسلامي والعلماني على حد سواء ) يرفض مزاعم الصهوينة تلك مرددا أن اليهود هم جماعات بشرية مختلفة الأعراق والانتماءات البشرية والانتماء الديني لا يجعل منهم جماعة بشرية ذات صفات مشتركة .. ولكن ذات الخطاب سرعان ما ينسى هذه الحجج وهو يعيد رسم تلك الصورة النمطية لليهود بوصفهم جماعة بشرية واحدة تحمل ذات الصفات الاخلاقية .. بل والخلقية ايضا ملتقيا في ذلك مع منظري الصهيونية ولكن بشكل مختلف !! ..

ان مثل هذا الخطاب مرفوض انسانيا وفكريا وسياسيا .. فهو خطاب عنصري يرسخ عقدة كره مجموعة بشرية لمجرد انتمائها الديني ويحرض على رفضها .. بل و قتلها ايضا .. تماما كما يفعل غلاة الصهيونية ..

وهو خطاب لا علمي يتجاهل واقع كون اليهود اعراق واجناس مختلفة لا يجمعها رابط خلقي أو وراثي مشترك ..

وهو خطاب خاسر سياسيا لأنه يضع جميع اليهود في سلة واحدة ويتجاهل أن بين اليهود أنفسهم من يمكن أن يكون صديقا .. بل ونصيرا لنا ايضا .. والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد وتحصى .. فكيف ننسى اسماء مثل نعوم تشومسكي وصمويل بيرغر والفريد نانيتال وغيرهم كثير ممن حاربوا الصهيونية ودافعوا عن الحقوق الفلسطينية ؟؟

بل كيف ننسى أن داخل اسرائيل ذاتها يهود يعادون اسرائيل ولا يؤمنون بشرعية وجودها ؟؟ ( أشهر مثال على هذا التوجه جماعة ناطوري كارتا الدينية المعروفة بمواقفها المعادية لاسرائيل )

باختصار :

ان معركتنا الحقيقة هي مع كل من يتبنى الخطاب الصهيوني الذي يؤمن بأن فلسطين لليهود ولا حق للعرب فيها .. والصهيونية تيار فكري واسع لعل من أهم وأنشط وأخطر انصاره افرادا لا يمتون بصلة اصلا لليهودية مثل التيار المسيحي الانجيلي في امريكا ..

ان معركتنا هي مع هؤلاء الصهاينة مهما كانت انتماءتهم الدينية والعرقية .. أما اليهودي فهو انسان نتقاسم معه الانسانية .. ومن الخطأ الشنيع ان نجعله طرفا في المعركة لمجرد كونه يهودي ..



#شهاب_الدمشقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصائص محمدية أم انتهاكات شرعية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- العنف الاسلامي في السعودية .. الحصاد المر
- منبر حر للتعبير عن الفكر العلماني العقلاني الجاد
- مقدمة في -الإعجاز العلمي- للنصوص المقدسة
- الجنس في التراث الإسلامي
- نحن والغرب .. صراع أم حوار ؟؟
- الأسس الفكرية للخطاب الإسلامي المعاصر
- جماعة العصور - بدايات الحركة اللادينية العربية
- من الذي خلق الكون والإنسان ؟
- لماذا أنا لاديني ؟؟
- هل الديمقراطية تستلزم العلمانية ؟؟
- الحل الاسلامي .. حقيقة أم وهم ؟؟
- ابن الراوندي ... صفحة من تاريخ الالحاد في الاسلام
- التفسير العقابي للكوارث
- الخرافة في الإسلام والمسيحية
- محمد والنساء
- تحريم الرضاع بين العقل والنقل
- غلمان في الجنة ... تساؤلات محرمة
- تعدد الزوجات .... الهم الحاضر الغائب
- الدعارة الحلال !! .. قراءة نقدية في فقه زواج المتعة


المزيد.....




- رئيس وزراء الإحتلال الأسبق ايهود باراك: الإطاحة بوزير الحرب ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع الراهب بقذائف المدفع ...
- لماذا يصوت مسلمو أميركا لمرشحة يهودية بدلا من ترامب وهاريس؟ ...
- غدا.. الأردن يستضيف اجتماعا للجنة الوزارية العربية الإسلامية ...
- بعد دعمها لفلسطين.. منظمة أوقفوا معاداة السامية تختار غريتا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لجنود الاحتلال في ت ...
- الهيئة الإسلامية المسيحية تحذر من تصاعد إرهاب المستوطنين الم ...
- “شغلها 24 ساعة وابسط ولادك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد لدى استقباله الفرق الإيرانية المش ...
- قائد الثورة الإسلامية: منعوا دولة من المشاركة في الألعاب الأ ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شهاب الدمشقي - نحن واليهود