أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مريم نجمه - من ميسلون ... تطل يا وطني














المزيد.....

من ميسلون ... تطل يا وطني


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 899 - 2004 / 7 / 19 - 06:27
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قريبا ...تطل علينا ذكرى ( معركة ميسلون ) المجيدة العلامة المضيئة في تاريخ سورية الوطني الحديث .
لكل عصر امبراطوريتة ...واستعماره .. ,
فمنذ بدء التاريخ الطبقي في بداية الغزو واحتلال واغتصاب خيرات وأراضي الغير وسيطرة الأقوى , أصبح قانون شريعة
الغاب هو المسيطر على العالم .
ففي العقدين الأولين من القرن العشرين وانتهاء الحرب العالمية الأولى , ذهبت امبراطوريات... كالأمبراطورية العثمانية وغيرها
وقد أصبحت ( بريطانيا العظمى ) وفرنسا هما الدولتين المسيطرتين على الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا وعسكريا –كما هي
أميركا اليوم – وقد قسم المشرق العربي حينذاك بينهما . هنا لا بد أن أوْكد مقولة أثبت الواقع صحتها وهي: أن الحروب الكونية
والمحلية كانت ولا تزال تحصل بين الدول الأستعمارية ذات الأنظمة الرأسمالية ضد بعضها البعض نتيجة الصراع على
الأسواق والمصالح . فمنطقة الشرق الأوسط وخاصة منطقتنا العربية كانت قديما وحتى يومنا هذا موقعا استراتيجيا بالنسبة
للعالم القديم والحديث نظرا لأسباب عديدة جغرافية واقتصادية وبشرية وثقافية .
فقد انتهت الحرب الكونية الأولى بتوقيع معاهدة سيكس – بيكو واقتسام بلاد الشام والعراق بين الدولتين المنتصرتين فرنسا
وبريطانيا . فبعد احتلال فرنسا للبنان وجه الجنرال غورو انذاره المعروف الى سورية , وأهم بنود هذا الإنذار :
حل الجيش السوري – الغاء التجنيد الإجباري - الغاء النقود السورية – تسليم خط سكة حديد رياق – حلب تحت تصرف
الجيش الفرنسي – قبول الإنتداب الفرنسي – القبول بالهجرة الصهيونية لفلسطين –

- في 21 اّذار 1920 – أعلن استقلال سوريا وتنصيب فيصل بن الشريف حسين ملكا على سورية – كما عين أول مجلس
- نيابي سوري بإسم ( المؤتمر السوري ) وعين يوسف العظمة وزيرا للدفاع وقائدا للجيش السوري الوليد ...
بعد مؤامرة سايكس – بيكو ووضع سورية ولبنان تحت نير الإستعمار الفرنسي قبل الملك فيصل بإنذار الجنرال غورو
وانتهى هذا الإنذار في 24 تموز 1920 .. وحل الجيش السوري ثم فرّ الملك من دمشق الى فلسطين هربا من نقمة الجماهير
التي صممت على مقاومة الإحتلال الجديد .
احتلت الجماهير الثائرة قلعة دمشق واستولت على مخازن الأسلحة هاتفة ضد الإستسلام أمام الغزو الفرنسي – كما انضم
كما انضم أعضاء البرلمان الى الجماهير الثائرة . رفض وزير الدفاع يوسف العظمة أوامر الملك بالرضوخ ووقف أمام
مجلس الوزراء قائلا : لئلا يسجل التاريخ بأن قوات الإحتلال الفرنسي دخلت دمشق دون مقاومة اسمحوا لي أن أذهب
لأموت , وأوصاهم بإبنته الوحيدة ليلى ...
كانت النتيجة معروفة مسبقا في ميسلون – لكن الإباء الوطني دفع يوسف وجنوده الى التوجه نحو ميسلون لمجابهة جيش
الإحتلال . واستشهد هناك هو وكثير من رفاقه ليصبحوا رمزا خالدا للمقاومة والدفاع عن الوطن , ويضع الجيش الوطني
في مكانه الطبيعي .. دامت المعركة في ميسلون * عدة ساعات استبسل السوريون في الدفاع عن مواقعهم بأسلحتهم
الفردية القديمة مقابل طائرات ودبابات ومدفعية العدو .
اشتراك المرأة في المعركة :
بما أن المرأة نصف المجتمع ... بالرغم من أن الوعي السياسي والفكري والأيديولوجي للنساء في تلك الفترة لم يكن بعد
عميقا ومتطورا , لكن بفطرتها وعفويتها .. ووطنيتها خلدت أسماء كوكبة من النساء ... ومن الفخر أن نسجل هنا بأن
المرأة لم تكن بعيدة عنها , حيث ساهمت أكثر من خمسة نساء على الأقل في مساعدة الجيش السوري بالماء والعتاد
وتضميد الجرحى ... والمعلومات وعلى رأسهن الفلاحة البطلة فاطمة الدرويش ورفيقاتها – وقد سجن بعضهن في
اسطبلات جيشة في إحدى القرى الحدودية وعذبهن واستشهد عدد منهن .
إن نضال المرأة تاريخيا ومساهمتها بكل المجلات كان ولا يزال مطموسا ومغيبا ولا يحتاج الى عناء لكشفه وإظهاره
بل بحاجة الى أنظمة عادلة وديمقراطية وأجواء متحررة ومستقرة لكتابته وتسجيلة وتوثيقة ضمن التاريخ العام الوطني
لأي بلد ... وليس وفق الأهواء الحزبية الضيقة .
--
إن هذه الذكرى تأخذني الى البعيد ... الى مدارس دمشق ( مكتب عنبر )*- ثانوية الفنون والتجارة – كان يومها درس
معركة ميسلون واحتلال دمشق 1920 – 24 تموز – لقد شرحت هذا الدرس شرحا وافيا ومطولا , حيث رسمت
الموقع على السبورة ودعمته بالصور ووسائل الإيضاح الأخرى.. وقد كان درسا رائعا حقق ما هيأت له – فبعد
الإنتهاء من المقدمة والموضوع والأهداف والنتائج من هذا الدرس – تقف إحدى الطالبات في النهاية لتقول : هكذا
يجب أن يكون وزير الدفاع وليس كوزير دفاعنا عام 1967 ( حافظ الأسد ) وو .. ***
كان حكم الأسد حينها في بدايته 71 – 72 فلم تكن القبضة القمعية والمخابراتية والخوف متجذرة وممتدة بعد الىمناحي
الحياة السورية , ولذلك عبرت الطالبة عن مشاعرها وتأثرها وموقفها بحرية ودون خوف أو مساءلة ..!
هكذا لعمري المواقف الوطنية في ميسلون لقادة الوطن .. والنموذج .. والمثل.. والمدرسة..التي يتخرج ويتمثل بها
الأجيال حبا بالتراب.. والشعب.. والكرامة الإنسانية التي لا تساوم ولا تفرط بذرة التراب...
لقد اختصرت معركة ميسلون معنى الوطن ... ومن ميسلون تطل يا وطني....!
* منطقة ميسلون تقع على المشارف الغربية لمدينة دمشق .
** مكتب عنبر: أول مدرسة اعدادية بنيت في دمشق في عهد الدولة العثمانية.. وهي اّية في الفن والجمال .
***لهذا الموقف ذيول ونتائج سأتحدث عنه في مقالة أخرى .
مصادر البحث : مذكرات أكرم الحوراني – احسان الهندي : يوم ميسلون – ساطع الحصري :معركة ميسلون .



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوقد الكلمات
- المكان ... في أغنية الفنانة فيروز ...
- علامة الإمتحان ( .... )
- كلمتي ... رقم 19
- الى الإنتفاضة......
- حكمة الإحتراق...
- زنوبيا ... الرقم الصعب
- الدائرة
- نافذة في الجدار ..
- ا لمقاومة حق للشعوب المضطهدة ...
- من وحي نكبة حزيران
- تحية حب وتقدير.... للرفيق والصديق.... ابن الطبقة العاملة بام ...
- خاطرة
- تحية حب وتضامن مع د . نوال السعدا وي
- رأيي في منبركم الحر
- انتهى عهد السجون .........
- ترتيلة رقم 39
- تهنئة بعيد النوروز
- تحية وباقة ورد


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مريم نجمه - من ميسلون ... تطل يا وطني